الأمم المتحدة: استخدام الحصار كسلاح في الحرب أمر مرفوض

طالبت النظام بتمكينها من الوصول إلى 1.1 مليون شخص في 34 منطقة

الأمم المتحدة: استخدام الحصار كسلاح في الحرب أمر مرفوض
TT

الأمم المتحدة: استخدام الحصار كسلاح في الحرب أمر مرفوض

الأمم المتحدة: استخدام الحصار كسلاح في الحرب أمر مرفوض

قال رئيس الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، ستيفان أوبراين، إن هناك حاجة ملحة للعمل السياسي لتعزيز وقف إطلاق النار، وإنهاء المعاناة في سوريا، لكنه أضاف أن «وصول المساعدات الإنسانية إلى الملايين من الناس المحتاجين يجب ألا يكون مفتوحًا للتفاوض».
وتابع ستيفن أوبراين، خلال تقديمه التقرير الشهري إلى مجلس الأمن تماشيًا مع القرار الدولي رقم 2139، أن «حماية المدنيين ومنح وصول المساعدات ينبغي ألا يعتمد أبدًا على المفاوضات السياسية، أو كورقة مساومة لكسب صفقات خاصة على الأرض».
وقال أوبراين متحدثًا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من جنيف مساء الجمعة، إنه يجب أن تكون هناك إمكانية الوصول الفوري ودون عوائق إلى جميع أنحاء سوريا. ليس فقط إلى الثلث، ولكن لجميع المحتاجين، وبطريقة مستدامة تغطي مجموعة كاملة من اللوازم، بما في ذلك المواد الطبية والجراحية. وأكد على ضرورة رفع الحصار المفروض على 597 ألفًا من الأشخاص بالكامل وإلى الأبد، وعلى الفور، مضيفًا أن «استخدام الحصار كسلاح في الحرب هو أمر مستهجن». وأخبر أوبراين لمجلس الأمن الذي ناقش الوضع الإنساني السوري، إنه عاد للتو من سوريا وقد نفدت منه الكلمات لوصف البؤس الذي شاهده.
وتحدث رئيس الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة عن معاينته لعيشة الضنك التي يحياها الناس في المناطق المحاصرة، فالغالبية العظمى من السكان هم ضحايا التدابير التي اتخذها النظام في أجزاء من ريف دمشق وحمص، وتلك التي أغلقت من قبل تنظيم داعش وغيره من الجماعات المتطرفة، مشيرًا إلى أن حرية الحصول على المياه وغيرها من الضروريات لدى مئات الآلاف من المدنيين في ريفي حمص الشمالي وحماة، محدودة، ناهيك أيضا، عن «حالة المدنيين في محافظة حلب التي تنذر بالخطر».
وعلى الجانب الإيجابي، قال أوبراين إنه على الرغم من الظروف الصعبة، فإن وكالات الأمم المتحدة والشركاء غير الحكوميين، واصلت جهودها لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للسكان السوريين، حيث تم الوصول إلى الملايين ومساعدتهم في أبريل (نيسان)، في حين بدأ صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ومنظمة الصحة العالمية حملة تطعيم وطنية أخرى تستهدف 2 مليون من الأطفال.
وفي الوقت نفسه، تابع أوبراين، فإن التدخل المتعمد من قبل أطراف النزاع، وأبرزها حكومة سوريا، لا تزال تواصل منع التنفيذ الفعال للمساعدات. وفي هذا الصدد، دعا أوبريان النظام إلى الموافقة على خطة الأمم المتحدة لشهر يونيو (حزيران)، والتي تهدف للوصول إلى 1.1 مليون شخص في 34 منطقة محاصرة، يصعب الوصول إليها، وغيرها من المواقع ذات الأولوية وإزالة جميع العقبات أمام توصيلها. واتهم أوبراين النظام السوري بأنه قلص من قدرة الأمم المتحدة للوصول لتلك المواقع التي تمت الموافقة عليها بالفعل لتسليم الإغاثة خلال شهر مايو (أيار)، مضيفًا أن الاستنتاج الذي يمكن استخلاصه هو أن هذه الأعمال كانت جزءًا من محاولة لزيادة معاقبة المدنيين. كما أوضح أن الجماعات المسلحة من غير الدول تواصل منع بعثة تقييم الأمم المتحدة من الانتقال إلى البلدات المحاصرة في الفوعة وكفريا في محافظة إدلب.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.