الجامعة العربية تدعو الائتلاف السوري للمشاركة في اجتماعاتها «استثنائيا»

القرار لا يترتب عليه التزامات على دولة المقر

الجامعة العربية تدعو الائتلاف السوري للمشاركة في اجتماعاتها «استثنائيا»
TT

الجامعة العربية تدعو الائتلاف السوري للمشاركة في اجتماعاتها «استثنائيا»

الجامعة العربية تدعو الائتلاف السوري للمشاركة في اجتماعاتها «استثنائيا»

قررت القمة العربية دعوة ممثلي الائتلاف الوطني السوري المعارض للمشاركة في اجتماعات مجلس جامعة دول العربية كحالة استثنائية للقواعد المعمول بها في المنظمة العربية اعتبارا من الدورة العادية المقبلة للمجلس الوزاري العربي المزمع في سبتمبر (أيلول) المقبل.
وجاء الإعلان عن القرار في مؤتمر صحافي مشترك عقده وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي عقب اختتام أعمال القمة في الكويت أمس.
وذكر العربي أن مشاركة الائتلاف الوطني السوري «لا يترتب عليها أي التزامات تمس القرار السيادي لكل دولة عضو في جامعة الدول العربية، كما لا يترتب على هذه المشاركة أي التزامات قانونية على دولة المقر».
وعلمت «الشرق الأوسط» أن مصر طلبت إضافة فقرة في القرار تشير إلى أنه لا يترتب على مشاركة الائتلاف السوري في اجتماعات مجلس الجامعة العربية أي التزامات قانونية على دولة المقر، على أن تبحث مصر والائتلاف الوطني لقوى المعارضة بشكل ثنائي ما يمكن أن تقدمه القاهرة من امتيازات وتسهيلات لممثلي الائتلاف.
يذكر أن مقعد سوريا ظل شاغرا في قمة الكويت، إذ صدر قرار القمة العربية تسليم المقعد لائتلاف المعارضة السورية في ختام أعمالها أمس، على الرغم من أن قرار تسليمه للائتلاف صدر في مارس (آذار) الماضي خلال القمة التي استضافتها قطر مارس الماضي.
وسبق لرئيس الائتلاف أحمد الجربا الإعلان خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية يوم أول من أمس أن «إبقاء المقعد شاغرا خطوة سيفهمها النظام السوري على أنها رسالة واضحة للقتل».
أما المتحدث باسم الائتلاف لؤي صافي فذكر في تصريحات صحافية أن القرار العربي كان إعادة تأكيد على القرار السابق الصادر في الدوحة بمنح المقعد للمعارضة، لكن ما عطل تنفيذه هو وجود مماحكات وشد وجذب داخل أروقة اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الذي سبق القمة، معتبرا أن مجلس وزراء الخارجية الذي التأم عشية القمة، وقرر إبقاء المقعد السوري شاغرا، شكل «تمردا» على قرار قمة عربية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.