الشمال اللبناني على موعد اليوم مع جولة رابعة وأخيرة من الانتخابات البلدية

المعارك الرئيسية تتركز في طرابلس والقبيات وتنورين والكورة

الشمال اللبناني على موعد اليوم مع جولة رابعة وأخيرة من الانتخابات البلدية
TT

الشمال اللبناني على موعد اليوم مع جولة رابعة وأخيرة من الانتخابات البلدية

الشمال اللبناني على موعد اليوم مع جولة رابعة وأخيرة من الانتخابات البلدية

تستضيف محافظتا لبنان الشمالي وعكّار اليوم الأحد الجولة الرابعة والأخيرة من الانتخابات البلدية التي انطلقت في الثامن من مايو (أيار) الجاري، وتتركز المعارك الرئيسية في مدينة طرابلس، كما في بلدتي القبيات وتنورين المارونيتين، وقضاء الكورة ذي الغالبية الأرثوذكسية.
بحسب وزارة الداخلية والبلديات اللبنانية، من المتوقع أن يقترع أكثر من 850 ألف شخص لصالح 5976 مرشحة ومرشحا في 273 بلدية و1553 على 740 مركزا مختارا. وقد تابع وزير الداخلية نهاد المشنوق الاستعدادات الإدارية والأمنية واللوجيستية للانتخابات التي يشهدها الشمال اللبناني. وجددت الوزارة دعوتها المرشحين إلى التزام القوانين التي ترعى الانتخابات، كما طلبت من قوى الأمن الداخلي التشدد في مكافحة أي رشوة انتخابية وتمنت على المحافظين والقائمقامين تسهيل مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة في عملية الاقتراع.
هذا، وتركزت الحركة الانتخابية يوم أمس وبشكل أساسي في مدينة طرابلس، حيث تتنافس أربع لوائح على مقاعد المجلس البلدي الذي يضم 24 عضوًا. اللائحة الأولى مكتملة، بعنوان «لطرابلس»، برئاسة عزام عويضة، وهي اللائحة التوافقية المدعومة من غالبية قوى المدينة وفعالياتها وأبرزها تيار «المستقبل» ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي والوزيران السابقان محمد الصفدي وفيصل كرامي. أما اللائحة الثانية فهي مكتملة أيضًا وتحمل اسم «قرار طرابلس» يرأسها المهندس أحمد قمر الدين، وهي مدعومة من الوزير المستقيل أشرف ريفي. ولائحة ثالثة غير مكتملة من 18 عضوا، يرأسها النائب السابق مصباح الأحدب، باسم «طرابلس عاصمة»، ولائحة «طرابلس 2022» وهي الرابعة وتضم أربعة شبان، وتمثل المجتمع المدني.
وأمس جال الأمين العام لـ«تيار المستقبل» أحمد الحريري في طرابلس، مشددا على أن «المرحلة الحالية هي لوحدة صف القيادات السنيّة المعتدلة، للمحافظة على موقعنا داخل النظام في لبنان، في ظل ما نراه من التقاء لكل الأفرقاء»، قائلا: «نرى (حزب الله) وحركة (أمل) كيف يجتمعان، وكيف اجتمع (رئيس حزب القوات) الدكتور سمير جعجع و(رئيس تكتل التغيير والإصلاح) العماد ميشال عون، وبالتالي، الأحرى بنا، أن نتوحد ونوحد كلمتنا حتى نحافظ على موقعنا داخل النظام، ونحافظ على حقوق ناسنا وأهلنا».
وتابع الحريري أنه «من هذا المنطلق، أتت مبادرة مد اليد من قبل (رئيس تيار المستقبل) سعد الحريري للقيادات السنّيّة في كل المناطق، وهي تضع اليوم الرحال في لائحة التوافق في الميناء وطرابلس، انطلاقا من أننا في التيار نرى في إطار قناعاتنا الصورة الكبيرة وليست الصورة الصغيرة المتمثلة بصورة الزواريب والمعارك الوهمية، التي لا تؤدي إلا لشرذمتنا أكثر وأكثر». واعتبر «أن الصورة الكبيرة الجامعة في انتخابات طرابلس هي التي ستؤسس لأن نذهب ككتلة موحدة في حال حصل أي حوار مستقبلي على شؤون لبنان وكيفية رؤيتنا للبلد وطريقة العمل فيه».
من جهته، حثّ رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الناخبين على التصويت للائحة التوافقية في طرابلس والميناء، معربًا عن أمله في أن «تؤمن مجلسًا بلديًا يرعى مصالحها، ويسهر على تنفيذ مشاريعها، خاصة أن المدينة تعيش الفراغ البلدي منذ سنتين».
أما في المناطق حيث الأكثرية المسيحية، فيختبر تحالف عون - جعجع (المسيحي) مجددًا قدراته، ويخوض في تنورين، مسقط رأس وزير الاتصالات بطرس حرب وأحد القيادات المسيحية الأساسية في قوى 14 آذار، معركة بلائحة مكتملة تحمل اسم «تنورين بتجمعنا» برئاسة العميد أيوب حرب، بوجه لائحة «قرار تنورين» المدعومة من الوزير حرب، برئاسة بهاء حرب، بحيث تبدو المعركة هناك أشبه بمعركة بين عائلات البلدة بوجه أحزابها.
وفي بلدة القبيات، مسقط رأس النائب في تيار «المستقبل» هادي حبيش والوزير السابق مخايل الضاهر فتتنافس لائحة «القبيّات بتقرّر» التي يدعمانها إلى جانب حزب «الكتائب اللبنانية»، مع لائحة «أهل القبيّات» المدعومة من تحالف «التيار - القوّات». أما في قضاء الكورة الذي يضم نحو 34 مجلسًا بلديًا، تحتدم المواجهة بين حزبي «القوات اللبنانية» و«السوري القومي الاجتماعي» كما بين «التيار الوطني الحر» وتيار «المردة»، بالإضافة إلى تيار «المستقبل» ونائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري. ولعل أبرز ما يُمكن استخلاصه من مشهد التحالفات القائم في القضاء المذكور، انفصال القواتيين عن العونيين لتفادي الوجود على لوائح موحّدة مع القوميين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».