المغرب: انتهاء اجتماع قادة تحالف الغالبية الحكومية دون قرارات حاسمة

ابن كيران يلوح بإمكانية إصدار قوانين التقاعد خلال العطلة البرلمانية

المغرب: انتهاء اجتماع قادة تحالف الغالبية الحكومية دون قرارات حاسمة
TT

المغرب: انتهاء اجتماع قادة تحالف الغالبية الحكومية دون قرارات حاسمة

المغرب: انتهاء اجتماع قادة تحالف الغالبية الحكومية دون قرارات حاسمة

انتهى في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية اجتماع قادة أحزاب التحالف الحكومي المغربي، الذي حضره كل من عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية متزعم التحالف الحكومي، ومحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، ومحمد نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ورشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان) وعضو اللجنة التنفيذية للتجمع الوطني للأحرار، ومصطفى الرميد، وزير العدل والحريات وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، من دون اتخاذ قرارات حاسمة بشأن القضايا السياسية والقانونية الرائجة.
وقال نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية (الشيوعي سابقا)، إن اجتماع زعماء أحزاب الغالبية الحكومية عبر عن تطابق وجهات النظر بشأن كثير من القضايا المطروحة على الساحة السياسية، وفي مقدمتها مشاريع إصلاح التقاعد (المعاشات)، والتحضير للانتخابات التشريعية المقررة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وكشف بن عبد الله عن أن الاجتماع كان أقرب لـ«دردشة» قادة التحالف حول كثير من القضايا، مؤكدا أن مجلس رئاسة الغالبية قرر العودة للاجتماع مرة ثانية، خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، للحسم في الخطوات التي سيتم اتخاذها، خصوصا في مصير قوانين المعاشات العالقة بلجنة المالية بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية بالبرلمان).
ولوح عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة، بإمكانية اللجوء إلى استعمال مقتضيات دستورية تتجاوز الموافقة القبلية للبرلمان، حيث يمنح الدستور في فصله الـ81 الحكومة حق إصدار قانون خلال العطلة البرلمانية الفاصلة بين الدورات، وباتفاق مع اللجان البرلمانية الدائمة التي يعنيها الأمر في مجلسي النواب والمستشارين، غير أن الحكومة مجبرة على عرض تلك القوانين خلال الدورة التشريعية العادية الموالية بقصد المصادقة البعدية عليها.
وتطرق الاجتماع الذي دعا إليه ابن كيران للمذكرة التي تقدمت بها أحزاب المعارضة قبل يومين، محذرة من التأخر الحاصل في وضع مشاريع النصوص التشريعية، المتعلقة بانتخابات مجلس النواب (الغرفة الأولى) المزمع تنظيمها يوم 7 أكتوبر المقبل، عادّة أن من شأن ذلك الانعكاس سلبا على استقرار القانون الانتخابي، وما سيترتب عنه من مس مصداقية الانتخاب، مطالبا بإعادة تنقيح القوائم الانتخابية التي سجلت بشكل إلكتروني.
وكشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن ابن كيران سيرد كتابة على مذكرة أحزاب المعارضة، مشيرة إلى أن اجتماع قادة التحالف الحكومي عد دفوعات المعارضة لا تستند على أساس قانوني وسياسي، خصوصا أن التسجيل في اللوائح واعتماد القوانين الانتخابية جرى بشكل توافقي بعد مشاورات متعددة بين الأحزاب السياسية ووزارة الداخلية.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.