«مصر للطيران» تنفي الاستعانة بشركات أجنبية للبحث عن الصندوقين الأسودين لطائرتها المنكوبة

«مصر للطيران» تنفي الاستعانة بشركات أجنبية للبحث عن الصندوقين الأسودين لطائرتها المنكوبة
TT

«مصر للطيران» تنفي الاستعانة بشركات أجنبية للبحث عن الصندوقين الأسودين لطائرتها المنكوبة

«مصر للطيران» تنفي الاستعانة بشركات أجنبية للبحث عن الصندوقين الأسودين لطائرتها المنكوبة

نفت شركة «مصر للطيران» صحة التقارير التي ذكرت بأنها استعانت بشركة فرنسية وأخرى إيطالية للمساعدة في البحث عن الصندوقين الأسودين لطائرتها، التي تحطمت في البحر المتوسط الأسبوع الماضي. في حين أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة قامت بنشر طائرة من طراز «P - 3 أوريون»، للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ، لكنها لم تتلق أي طلب للمساعدة أبعد من ذلك.
وكانت طائرة «مصر للطيران» في رحلتها رقم «804» القادمة من باريس إلى القاهرة، قد تحطمت يوم الخميس الماضي وعلى متنها 66 شخصا، بينهم 30 مصريا و15 فرنسيا، إضافة إلى ضحايا من جنسيات متعددة أخرى. ولا تزال العمليات جارية للبحث عن دلائل تشير إلى أسباب الحادث، حيث تقوم القوات البحرية المصرية بجهود لانتشال حطام الطائرة ورفات بشرية من مياه البحر المتوسط، وتحديد مكان الصندوقين الأسودين.
وقال مسؤول في وزارة الطيران المدني المصرية، رفض ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، إن «استخراج الصندوقين الأسودين يحتاج إلى مزيد من الوقت»، مشيرا إلى أن «التحقيقات أيضا ستستغرق شهورا حتى في حال العثور عليهما»، ونفى وجود أي دلائل ترجح فرضية على أخرى في أسباب الحادث، ومنها فرضية العمل الإرهابي، وقال إنه «يجري الآن انتشال أشلاء الضحايا».
من جهته، نفى صفوت مسلم، رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، أمس، ما تردد على بعض المواقع الإلكترونية حول استعانة الشركة بشركتين، إيطالية وفرنسية، في عمليات البحث عن الصندوقين الأسودين، وقال في تصريحات صحافية إن «شركة (مصر للطيران) ليست الجهة المختصة لطلب الاستعانة بشركات أجنبية لمساعدة الجانب المصري والفرنسي في عمليات البحث عن الصندوقين الأسودين»، مؤكدا أن هناك لجنة تحقيق مختصة هي التي تتولى التحقيق لمعرفة أسباب تحطم الطائرة المصرية وفرق إنقاذ للبحث عن الصندوقين الأسودين.
من جانبه، قال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر، إنه من الضروري السماح للتحقيقات الخاصة بطائرة «مصر للطيران» التي اختفت أن تأخذ مجراها في هذه المرحلة، مشيرا إلى أنه لا يمكن استبعاد شيء فيما يتعلق بهذه الرحلة للطائرة، التي كانت في طريقها من باريس للقاهرة. ورفض تونر تأكيد تصريحات نُسِبت إلى مسؤول أميركي بأن كل الدلائل تشير إلى أن حادث طائرة «مصر للطيران» جاء نتيجة لوقوع عمل إرهابي، مشيرا إلى أن هذه التصريحات لا تمثل وجهة النظر الرسمية الأميركية، كما أنه لا يعلم صاحب هذا التصريح، وقال المتحدث الأميركي إنه «غالبا لا توجد إجابات فورية في مثل هذه المواقف مما قد يثير شعورا بالإحباط».
وحول ما إذا كانت الحكومة المصرية قد طلبت مساعدة الولايات المتحدة، قال تونر إن «الولايات المتحدة قامت بنشر طائرة من طراز (P - 3 أوريون) للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ في حين لم تتلق أي طلب للمساعدة أبعد من ذلك».
من جهته، يشارك شريف فتحي، وزير الطيران المصري، وقيادات الطيران المدنى، في المسيرة التي من المقرر أن تنطلق اليوم (الخميس) من أمام النادي الأهلي بمنطقة الزمالك، وصولا إلى دار الأوبرا المصرية، من أجل تأبين أرواح ضحايا الطائرة، حيث سيتم وضع الشموع وأكاليل الزهور أمام النصب التذكاري داخل الأوبرا تخليدًا لأرواح الضحايا.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.