أكد السودان أن قطع علاقته مع إيران لا علاقة له بعودتها أخيرًا للمجتمع الدولي، وأن قراره بالمقاطعة جاء تضامنًا مع المملكة العربية السعودية، التي عانت من الاعتداءات الإيرانية، آخرها ما شهدته قنصليتاها في طهران ومشهد من اعتداءات. وقال إن إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية جاء خوفًا على الشباب من فكر دخيل، وإن تطبيع العلاقات رهن بزوال الأسباب. وجزم بتآكل العقوبات والحصار الأميركي تدريجيا، وباستمرار مطالبته بإخراج قوات حفظ السلام من دارفور، في وقت رفع فيه اسمه من القائمة الرمادية ما يبيح له التعامل مع البنوك الدولية.
ونفى وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور في منتدى مكتب الناطق الرسمي الأسبوعي بوزارة الإعلام أمس، وجود توتر بين بلاده وإيران، وقطع بعودة العلاقة بين البلدين متى زالت الأسباب، وقال: «قلنا مرارًا لا عداوة بيننا وإيران، قطعنا علاقاتنا الدبلوماسية معها تضامنًا مع أشقائنا في المملكة العربية، وأغلقنا مراكز الثقافية خوفًا على شبابنا من فكر دخيل، لكننا نلتقي مع إيران في المحافل الدولية من دون عداوة، ومتى ما زالت الأسباب ستكون علاقتنا مع إيران كأي علاقات بين بلدين».
وأوضح الوزير أن حكومته لم تقاطع إيران في الوقت الخطأ كما يزعم البعض لأنها كانت محاصرة وقتها، وبأن عودة علاقاتها مع المجتمع الدولي، لا يقود إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تلقائيًا واستنادًا على المصالح المرجوة، وقال: «العلاقات بين الدول لا تقوم على المصالح المادية فقط». وجدد غندور تمسك حكومته بخروج قوات حفظ السلام (يوناميد) من دارفور، على الرغم من فشل الآلية الثلاثية المشتركة أول من أمس في الاتفاق على استراتيجية خروج البعثة، وقطع بأن وزارته لم تكن تتوقع منذ البداية موافقة الأمم المتحدة على الانسحاب بقوله: «بعض الكبار لا يريدون خروج يوناميد، فالبعثة صرفت 13 مليار دولار منذ بدء مهمتها، لو صرف هذا المبلغ على دارفور لحلت المشكلة».
وتعهد بالاستمرار في المطالبة بانسحاب يوناميد بمساندة من الاتحاد الأفريقي، وقال: «بعد قرار جنوب أفريقيا بسحب قواتها من البعثة، أعلنت بوركينافاسو سحب قواتها وأخبرني وزير خارجيتها بذلك، لتكون ثاني دولة تسحب قواتها من البعثة، وسنستمر بمساندة الاتحاد الأفريقي وأصدقائنا في مجلس الأمن في المطالبة بخروج يوناميد ولو نتوقف لأن هذا حقنا».
وبشأن الحصار المصرفي المفروض أميركيًا على السودان، قال غندور إن اسم السودان رفع من القائمة الرمادية التي تتيح له التعامل مع البنوك العالمية، لكن البنوك العالمية تخضع لقرار أميركي يمنعها التعامل معه تحت التهديد بفرض عقوبات عليها، لأن معظم العمليات المصرفية تمر عبر الاقتصاد الأميركي، وأضاف: «السودان ليست مفروضة عليه أي عقوبات دولية، لكنه حصار من يملك العضلات ويفرض قراره على الآخرين بالقوة»، في إشارة للعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية على البنوك التي تتعامل مع السودان.
وفيما يتعلق بالدين الخارجي للسودان، قال الوزير إن هناك اتفاقا على العمل المشترك بشأنه مع دولة جنوب السودان للعمل على إعفائها، إضافة إلى ارتباط الأمر بالحصار الاقتصادي الأميركي الأحادي.
وفي شأن العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، قال غندور إن واشنطن ظلت تبحث عن مبررات لإبقاء عقوباتها وحصارها الأحادي على السودان، موضحًا أن السودان سيبذل جهوده لرفع الحصار الأميركي عن بلاده، وفيما يتعلق بتغيير الإدارة الأميركية الحالية ومجيء إدارة جمهورية قد تتخذ مواقف متشددة ضد حكومته، قال غندور: «لست متفائلا أو متشائما، أنا متشائل».
وتعليقًا على بيان الأمم المتحدة الخاص بطرد مسؤول «أوتشا» من البلاد، نفى غندور الطرد، وقال إن وزارته رفضت تجديد إقامته لأنه جاء للسودان باعتباره مؤقتًا، وإن الرجل ظل يعمل على تشويه صورة السودان، ويقدم تقارير غير صحيحة عنه، وأضاف: «أحيانًا يكون عدد النازحين 11 ألفا، فيقدم الرجل تقريرًا بأن عددهم مائة ألف، ويقول إن السودان فيه مجاعة في وقت لا توجد فيه مجاعة، هذا الشخص ظل يشوه صورة السودان، ونحن لم نطرده، لكننا رفضنا تجديد إقامته».
وأكد غندور أن الأصل في سياسة بلاده الخارجية هو التعاون مع الأمم المتحدة والإيفاء بالتزامها تجاهها، وقال: «من أهم معوقات علاقتنا الخارجية أن صورة السودان مشوهة بشكل متعمد بسبب التقارير المزيفة التي تقدمها بعض المنظمات، ففي السودان مليونا لاجئ، لكن التقارير لا تتكلم عنهم، وتهتم بالأعداد القليلة من المشردين، (الخارجية) اتخذت القرار المناسب».
وأوضح أن علاقات السودان الخارجية تشهد تطورًا مضطردًا خاصة مع دول آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية والدول العربية، لا سيما الصين وروسيا، وأن أصدقاءه ظلوا يدعمونه في الأمم المتحدة، كما أن علاقته مع الاتحاد الأوروبي شهدت أخيرًا تحسنًا لافتًا بلغ مرحلة تكوين لجنة مشتركة لمتابعة قضايا الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر والديون، وأضاف: «جبال الجليد مع الدول الأوروبية بدأت تذوب كما ذاب جبل الجليد مع الاتحاد الأوروبي».
وزير الخارجية السوداني: عودة العلاقات مع إيران رهن بزوال أسباب المقاطعة
غندور أكد أن الحصار الأميركي سيتآكل تدريجيًا إذا لم يرفع

وزير الخارجية السوداني: عودة العلاقات مع إيران رهن بزوال أسباب المقاطعة

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة