موسكو تؤجل ضرباتها ضد فصائل سوريا بانتظار تدخل واشنطن

صور التقطها أقمار صناعية تظهر دمارًا في قاعدة تستخدمها روسيا بوسط سوريا.. و«داعش» تتبنى

صورة من الاقمار الصناعية للمروحيات المدمرة على أرض القاعدة الروسية قرب حمص
صورة من الاقمار الصناعية للمروحيات المدمرة على أرض القاعدة الروسية قرب حمص
TT

موسكو تؤجل ضرباتها ضد فصائل سوريا بانتظار تدخل واشنطن

صورة من الاقمار الصناعية للمروحيات المدمرة على أرض القاعدة الروسية قرب حمص
صورة من الاقمار الصناعية للمروحيات المدمرة على أرض القاعدة الروسية قرب حمص

قالت شركة «ستراتفور» للتحليلات الأمنية إن صورا جديدة التقطتها الأقمار الصناعية أظهرت دمارا هائلا في قاعدة جوية تستخدمها القوات الروسية في وسط سوريا نتيجة لهجوم شنه تنظيم داعش.
وتظهر الصور تدمير أربع طائرات هليكوبتر و20 شاحنة نتيجة نيران في منتصف مايو (أيار) الحالي. وقالت «ستراتفور» إن الصور تظهر ما تسبب فيه هجوم للتنظيم المتطرف.
وجاء في تحليل قدمته «ستراتفور»: «في الحرب، يمكن إسقاط الطائرات الأكثر تطورا، ويمكن نصب الأكمنة لقوات العمليات الخاصة، ويمكن قصف المطارات وقواعد الجيش المحصنة جيدا باستخدام أسلحة بسيطة. وهذا هو ما حدث في هجوم أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه على قاعدة جوية استراتيجية بوسط سوريا».
ونشرت «ستراتفور»، ومقرها تكساس، الصور، يوم الثلاثاء، بالشراكة مع «أول سورس أناليسيس».
ونشر التنظيم صورة في نفس يوم الهجوم لإطلاقه صواريخ غراد.
وقال مسؤولون روس لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن أضرارا لحقت بالقاعدة نتيجة قتال بين تنظيم داعش والجيش السوري قبل شهور من انتشار أي قوات روسية في القاعدة.
وأعلن إيغور كوناشينكوف، الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، أن روسيا قررت تأجيل البدء بضربات ضد مجموعات المعارضة المسلحة التي تنتهك وقف إطلاق النار، وذلك إلى حين أن تنتهي عملية الفصل بين مجموعات المعارضة السورية المسلحة و«جبهة النصرة». ويأتي هذا القرار الروسي بعد أيام على اقتراح كان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قد عرضه على الولايات المتحدة للتعاون بين القوات الجوية الروسية ومقاتلات التحالف الدولي ضد الإرهاب، لتوجيه ضربات ضد «جبهة النصرة» وفصائل المعارضة السورية المسلحة التي لم تنضم إلى وقف إطلاق النار، على أن يبدأ العمل بذلك الاقتراح اعتبارًا من الخامس والعشرين من الشهر الحالي. وحذر شويغو حينها واشنطن من أنه في حال رفضها ذلك الاقتراح فإن «روسيا تحتفظ لنفسها بالحق في توجيه الضربات من جانب واحد بدءا من يوم الخامس والعشرين»، الذي صادف يوم أمس.
وفي تصريحات له، أمس، أحال كوناشينكوف قرار روسيا تأجيل ضرباتها إلى ما قال إنها «عشرات الطلبات وصلت إلى مركز حميميم الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار، من قادة مجموعات سوريا مسلحة، من مختلف المحافظات السورية، وبالدرجة الأولى من حلب ودمشق، تطلب فيها عدم توجيه ضربات إلى حين الانتهاء من عملية الفصل بينها وبين (جبهة النصرة)». وفي السياق ذاته، قال نيكولاي باتروشيف، سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، على هامش مشاركته يوم أمس في قمة الأمن في العاصمة الشيشانية غروزني إن «روسيا تنتظر من الولايات المتحدة أن تمارس نفوذها على مجموعات المعارضة المسلحة، وأن تنفذ واشنطن التزاماتها ليتم فصل (جبهة النصرة) عن المعارضة)، موضحا أن «الولايات المتحدة أخذت على عاتقها العمل مع المعارضة (للفصل بينها وبين جبهة النصرة)، بينما أخذت روسيا على عاتقها مهمة العمل مع السلطات السورية»، ومؤكدًا أن روسيا «تمارس نفوذها على دمشق»، بينما لم تتمكن الولايات المتحدة من الفصل بين المعارضة و«جبهة النصرة» حتى الآن، حسب قوله.
ورأى مصدر مطلع في العاصمة الروسية أن المبررات التي أعلنت عنها وزارة الدفاع الروسية، ودفعتها لاتخاذ قرار تأجيل الضربات هي مبررات واقعية، مشيرا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «بعض مجموعات المعارضة السورية يمكنها أن تتواصل مع مركز حميميم الروسي بصورة مباشرة، وهناك مجموعات تتواصل مع المركز الأميركي في عمان، الذي يوجد اتصال دائم بينه وبين المركز الروسي، ويمكن بهذا الشكل نقل الرسائل من المعارضة إلى الضباط الروس في مركز مراقبة وقف إطلاق النار في حميميم».
واعتبر المصدر أن الأسباب التي ذكرها الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية تشكل الشق العسكري من جملة أسباب فعلية تقف خلف قرار تأجيل الضربات. أما الشق السياسي من تلك الأسباب، حسب المصدر، فإن بعضها متعلق بمنح الولايات المتحدة فرصة إضافية لتنفيذ التزاماتها حول العمل على الفصل بين المعارضة والمجموعات الإرهابية. غير أن موسكو تدرك حساسية الموقف حاليًا، ولا تريد أن تقدم على خطوات تؤدي إلى تصاعد حدة التوتر، وقد تنتهي بانهيار تام لاتفاق وقف إطلاق النار وفشل العملية السياسية التي ما زالت موسكو ترى في استمرارها وتوصل السوريين خلالها إلى حل سياسي لأزمتهم بالتوافق فيما بينهم، أولوية رئيسية يجب أن تنصب كل الجهود نحوها. وأكد المصدر، في ختام حديثه، أن روسيا تسعى جاهدة إلى تهيئة الظرف لاستئناف العملية السياسية في جنيف، لذلك تريثت في خطوتها العسكرية كي تتيح الفرصة للشركاء الأميركيين.
وكانت واشنطن قد أعلنت على الفور رفضها الاقتراح الروسي، ورغم ذلك شهدت الأيام الماضية محادثات بين العسكريين الروس والأميركيين حول ذلك الاقتراح، و«خرج الجانب الروسي في نهايتها غير راض عن نتائجها»، وفق ما أكد مصدر عسكري رفيع المستوى من هيئة الأركان الروسية لصحيفة «كوميرسانت» الروسية التي نقلت، مساء أول من أمس، عن ذلك المصدر قوله إن «الفرص كانت ضئيلة جدًا بأن تغير الولايات المتحدة موقفها من اقتراح وزير الدفاع الروسي، لكن رغم ذلك بقيت موسكو متمسكة بالأمل حتى اللحظة الأخيرة بأن تغير واشنطن موقفها».
ويضيف المصدر أنه، وعلى خلفية نتيجة المحادثات الأميركية - الروسية «باشر الخبراء الروس عمليات تجهيز مكثفة للمقاتلات الروسية المرابطة في مطار حميميم، لتقوم بتنفيذ مهام قتالية»، ويقصد بذلك بدء عمليات القصف التي تحدث عنها وزير الدفاع الروسي. وكشف المصدر لصحيفة «كوميرسانت» عن توقعات بأن يتم توجيه الضربات الجوية الأولى للمجموعات التي انتهكت اتفاق وقف إطلاق، والتي يعتبر «جيش الإسلام» واحدًا منها، لأن جيش الإسلام حسب قوله «قصف بتاريخ 23 مايو مواقع القوات الحكومية ودوما وزبدين، فضلا عن قصف طال الأحياء السكينة في دمشق».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».