الحكيم يحذر من تأجيل الانتخابات ويدعو إلى «ثورة إدارية» شاملة في العراق

زعيم المجلس الأعلى شدد على أهمية إعادة تقييم المؤسسة الأمنية

عمار الحكيم يؤم المصلين في عيد الأضحى بالعاصمة العراقية بغداد (رويترز)
عمار الحكيم يؤم المصلين في عيد الأضحى بالعاصمة العراقية بغداد (رويترز)
TT

الحكيم يحذر من تأجيل الانتخابات ويدعو إلى «ثورة إدارية» شاملة في العراق

عمار الحكيم يؤم المصلين في عيد الأضحى بالعاصمة العراقية بغداد (رويترز)
عمار الحكيم يؤم المصلين في عيد الأضحى بالعاصمة العراقية بغداد (رويترز)

حذر زعيم المجلس الأعلى الإسلامي في العراق عمار الحكيم من تأجيل الانتخابات البرلمانية في العراق المقرر إجراؤها في الثلاثين من أبريل (نيسان) المقبل، في حين أكد مقرر البرلمان العراقي أنه بعد قرار البرلمان بإلزام المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بإجراء الانتخابات في موعدها بات من غير الممكن الحديث عن تأجيلها. وطرح الحكيم خلال خطبة صلاة العيد أمس (الأربعاء) خطته للمرحلة المقبلة تحت شعار «شعب لا نخدمه لا نستطيع أن نمثله»، والتي من المقرر أن يجري تنفيذها بعد الانتخابات والتي تتمحور نحو القيام بثورة إدارية شاملة في العراق. وقال الحكيم، إن البلاد «بحاجة إلى توحيد جبهتنا الداخلية وعدم السماح للإرهابيين التفريق بيننا قوميا ومذهبيا ومناطقيا»، مؤكدا على ضرورة «تطوير أساليبنا الأمنية التي تحتاج إلى الكثير من إعادة التقييم والتأهيل للمؤسسة الأمنية». ودعا الحكيم المؤسسة الأمنية إلى أن «تكون هي المبادرة والمتقدمة على الإرهاب في أساليبها وأدواتها».
وفي سياق آخر، وجه الحكيم رسالة قائلا: «أوجه رسالة إلى إخواني في الوطن من قيادات التيارات السياسية والاجتماعية لبناء جسور الثقة فيما بينهم، لأن بناء العراق يبدأ ببناء جسور الثقة، وبأن على الجميع أن يدرك وجود أطراف لا تريد لهذه الجسور أن تمتد». واتهم الحكيم بعض القيادات السياسية «ببناء مواقفها على أقاويل ومسموعات، وبذلك تظلم نفسها وإخوانها»، مشيرا إلى أن «الاختلاف يجب أن يكون تحت سقف الدستور، فنحن تفصلنا عن الاستحقاق الانتخابي أشهر قليلة». وبشأن الانتخابات البرلمانية المقبلة أشار الحكيم إلى أن «هذه الانتخابات لها أهمية كبيرة، لأنه في هذا الوقت يعاد رسم الخارطة السياسية في المنطقة، ومن الطبيعي إعادة رسم الخارطة السياسية في العراق». ولفت الحكيم إلى أن «الانتخابات تحتاج إلى قانون انتخابي عادل، وإذا لم نستطع تشريع قانون سنعود للقانون القديم»، مبديا رفضه «لتأجيل الانتخابات تحت أي ذريعة أو حجة». وتابع الحكيم: «نحتاج إلى تخطيط استراتيجي لأن التنمية أساسها التخطيط، وهذا التخطيط أساسه الإدارة، ولا نستطيع التقدم بوجود روتين وبيروقراطية، فالعراق بحاجة إلى ثورة إدارية شاملة»، مؤكدا أن «الدولة لا تزال تدار بقرارات مجلس قيادة الثورة المنحل والفكر البيروقراطي». وقال الحكيم: «إن مشروعنا للدولة العصرية العادلة يرتكز على التحقيق الاستراتيجي والإدارة الفعالة»، مضيفا: «إننا نعلن أن مشروعنا لبناء الدولة ينطلق من الثورة الإدارية لبناء الدولة، وسنعمل بكل جهودنا مع شركائنا في الوطن لإعلان هذه الثورة، وليكن شعارنا للمرحلة المقبلة (شعب لا نخدمه لا نستطيع أن نمثله)».
ومن جهته، أكد مقرر البرلمان العراقي والقيادي بالقائمة العراقية محمد الخالدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك تأخيرا بالفعل على صعيد إقرار قانون الانتخابات، وذلك بسبب الخلافات التي نستطيع أن نقول عنها إنها كبيرة بشأنه، وهي خلافات يمكن القول عنها إنها تشمل معظم الكتل السياسية»، غير أن الخالدي أكد أنه «بعد إلزام البرلمان للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات بإجرائها في موعدها والبدء بالخطوات التنفيذية الخاصة بذلك بعيدا عن الخلافات السياسية فإنه لم يعد ممكنا الحديث عن تأجيل الانتخابات في البلاد». في السياق ذاته، أكد عضو البرلمان العراقي عن المجلس الأعلى الإسلامي فرات الشرع في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «التأخير في إقرار قانون الانتخابات وبصرف النظر عن كل ما يقال بشأن هذه الملاحظة أو تلك، فإننا يمكن أن نستنتج منه أن هناك من يميل لهذا السبب أو ذاك بتأجيل الانتخابات لدواع مختلفة يمكن أن يرى البعض فيها أنها دوافع وطنية». وأضاف: «من هذه الزاوية وهي الرفض المطلق للتأجيل جاء تحذير السيد الحكيم لأنه من وجهة نظرنا لا يوجد أي مبرر للتأجيل لأنه بالإضافة إلى كونه خللا دستوريا فإن الشعب والمرجعيات تريد إجراء الانتخابات دون تأخير»، معتبرا أن «المماطلة والتسويف يمكن أن تدخلنا في مشكلات لا حصر لها». وردا على سؤال بشأن الدعوة إلى ثورة إدارية وهل هي المشروع الانتخابي القادم لتيار الحكيم في مواجهة تيار المالكي قال الشرع، إن «الثورة الإدارية هي خطة متكاملة بالنسبة لنا بعيدا عن أي دعاية انتخابية لأننا نعمل على إحداث تغيير إيجابي فعال في المجتمع ولا يمكن أن يتم ذلك إلا من خلال استراتيجية واضحة على أصعدة الأمن والسياسة والاقتصاد».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.