بصوت شجي يحمل طابع الحنين والوجع، قدم المطرب حاتم العراقي باقة من أجمل أغانيه في ليلة خاصة بالطرب الشرقي بمهرجان موازين في الرباط، تجاوب معه جمهوره الذي يحفظ الإبداعات التي صنعت مساره الحافل، ومنها أغنيات: «متى ترجع ليالينا»، «يا طير يا مسافر»، «ذكرتك»، «شعلومة»، ليؤكد الفنان حاتم العراقي أحقيته بلقب «ملك المواويل».
يذكر أن العراقي من مواليد بغداد، بدأ مساره نهاية سنوات الثمانينات، وظهر على الشاشة لأول مرة سنة 1991 من خلال أغنية «تمنيت». تشكل أغانيه مرآة للتراث التاريخي والثقافي العراقي، حيث يشتغل مع أكبر الملحنين والشعراء بالعراق، كفتح الله أحمد، والشاعر الشهير كريم العراقي الذي يعتبر الأب الروحي لكل الفنانين العراقيين، وكذا الملحن صلاح البحر.
بدوره تألق الفنان العراقي الشاب وليد الشامي الذي أحيى الشطر الأول من الحفل في أداء مجموعة من القطع التي عكست جمال صوته فضلا عن موهبته التلحينية، باعتباره من أبرز الملحنين في منطقة الخليج العربي. والشامي سليل أسرة فنية لمع فيها أيضا نجم أخويه رائد وسعدون الشامي. كانت له بداية قوية بتعاونه كملحن مع ماجد المهندس بأغنية «يبوية مشكلة»، قبل أن ينطلق كملحن معترف بموهبته في أغنية «المهاجر» التي أداها حاتم العراقي. وواصل وليد قصة نجاحه موسيقيا بعمله مع أبرز النجوم العرب على غرار راشد الماجد، عبد المجيد عبد الله، فايز السعيد، أصيل أبو بكر ونوال الكويتية ثم حسين الجسمي. وكان الفنانان العراقيان قد أعربا عن إعجابهما بكون المغاربة منفتحين على مختلف الثقافات واللهجات العربية، ويمكنهم بسهولة أن يتذوقوا أسلوبهما الموسيقي، مشيدين بروعة الأغنية والأصوات المغربية، والفرح بالحياة لدى الشعب المغربي وشغفه بالموسيقى الجميلة». وأعرب الشامي عن إعجابه بالموسيقى والإيقاعات الموسيقية المغربية، مشيرا إلى أنه راهن في أغنية «أحبك ليش»، التي عرفت نجاحا كبيرا في العالم العربي، على مزج غير مسبوق بين الكلمات بلهجة عراقية والإيقاعات المغربية. وأشار، من جهة أخرى، إلى أنه في السياق الحالي الذي يتميز باحتداد الحروب والنزاعات، يعد الفنانون «حمائم سلام» إذ «يساهمون من خلال موسيقاهم في رسم الابتسامة، والتخفيف من آلام من يوجدون في مناطق النزاع».
وقال حاتم العراقي إنه يشتغل حاليا مع الشامي على أوبريت مُهدى للعراق، بمشاركة الكثير من الفنانين العرب، موضحا أن الموال يشكل نوعا من تاريخ قصير يعكس ما عاشه أشخاص وينقل أحاسيسهم ومعاناتهم.
من جهة أخرى، وفي مجال الموسيقى الغربية، قدم مغني الراب الفرنسي الشهير، ميتر جيمز، حفلا متميزا، كما وعد بذلك خلال مؤتمره الصحافي الذي قال فيه إنه «سيعطي كل ما لديه» حتى يشعر الجمهور الحاضر بأن حفل الليلة «أفضل حفل لي».
ولد جيمز واسمه الحقيقي «غاندي دجونا» بكينشاسا (الكونغو الديمقراطية)، قبل أن يرحل إلى فرنسا وعمره لا يتجاوز السنتين، ويصبح سنة 2009 قائدا لفرقة «سيكسيون داسو» التي حاز معها على ستة أقراص بلاتين وقرص من الماس، ليستهل في عام 2013، مسيرته الفردية بإطلاق ألبوم بعنوان «سوبليمينال» الذي يتضمن أغنية «بيلا»، التي تجاوزت عتبة 200 مليون مشاهدة على موقع «يوتوب». وقال جيمز، الذي يعشق المغرب ويعرفه منذ سنوات خاصة مدينة مراكش، حيث يفضل قضاء عطلته، إنه «شرف عظيم أن أغني في مهرجان موازين»، «واحد من أكبر المهرجانات التي تستقطب نجوما ومشاهير كبارا من العالم بأسره».
وعبر أيضا عن إيمانه بقوة الموسيقى وقدرتها على التأثير، بعيدا عن الدائرة السياسية، وباعتبارها رسالة أساسية للسلام في هذه الظروف الصعبة». وأكد المغني الفرنسي، الذي يعتز بأصوله الكونغولية، أنه منفتح على التعاون مع فنانين أفارقة، وهو انفتاح يعكس أيضًا التزامه بالعمل لصالح تنمية القارة الأفريقية، الذي يتجسد من خلال مؤسسته التي تعمل على توفير الماء الصالح للشرب بالمناطق النائية.
وقال المغني والموزع الفرنسي، الذي لا يستبعد إمكانية العودة مع رفاقه القدامى بفرقة «سيكسيون داسو»، إن «تجربة الغناء الفردي، مغامرة جميلة ومختلفة، مع تحديات جديدة، وأن تكون وحيدا على الخشبة يتطلب مسؤولية أكبر».
حاتم العراقي «ملك المواويل» يتألق في ليلة الطرب الشرقي بمهرجان موازين
الفرنسي متر جيمز: الموسيقى رسالة للسلام في هذه الظروف الصعبة
حاتم العراقي «ملك المواويل» يتألق في ليلة الطرب الشرقي بمهرجان موازين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة