استقالة يعلون تطلق مبادرة لتشكيل حزب يميني معتدل لإسقاط نتنياهو

باراك يقول إن لدى إسرائيل حكومة تدفعها نحو حكم فاشٍ

وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون يصافح نائب رئيس الأركان الجنرال يئير غولان خلال احتفال وداعي في تل أبيب (رويترز)
وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون يصافح نائب رئيس الأركان الجنرال يئير غولان خلال احتفال وداعي في تل أبيب (رويترز)
TT

استقالة يعلون تطلق مبادرة لتشكيل حزب يميني معتدل لإسقاط نتنياهو

وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون يصافح نائب رئيس الأركان الجنرال يئير غولان خلال احتفال وداعي في تل أبيب (رويترز)
وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون يصافح نائب رئيس الأركان الجنرال يئير غولان خلال احتفال وداعي في تل أبيب (رويترز)

في الوقت الذي كان فيه وزير الدفاع المستقيل، موشيه يعلون، يودع قيادة الجيش ويغادر مكتبه في الوزارة، أطلق عدد من السياسيين والإعلاميين مبادرة لتشكيل حزب جديد في إسرائيل، يكون «معتدلا»، يستقطب قوى اليمين الليبرالي والوسط وبعض قوى اليسار، ليستطيع وضع حد لحكم بنيامين نتنياهو.
يقف على رأس المبادرين، رئيس حزب «يوجد مستقبل»، يائير لبيد، الممثل في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) اليوم بـ11 مقعدا، لكن استطلاعات الرأي تمنحه 18 – 20 مقعدا في الانتخابات المقبلة. ويسعى لبيد إلى ضم يعلون، وكذلك جدعون ساعر، وزير التعليم الذي انسحب من الليكود واعتزل العمل السياسي بسبب نتنياهو، وحزب «كلنا» بقيادة وزير المالية، موشيه كحلون المنشق عن الليكود، وعدد من الجنرالات السابقين، الذين عمل نتنياهو على تحطيمهم عندما حاولوا الانخراط في العمل السياسي، أمثال: رئيسي أركان الجيش الأسبق، غابي إشكنازي، والسابق بيني غانتس، ورئيس «الشاباك» المخابرات العامة الأسبق يوفال ديسكين، والوزيرين السابقين بيني بيغن ودان مريدور وغيرهم.
وقال خبير الشؤون الحزبية، أمنون أبرموفتش، إن حزبا كهذا سيكون ذا قدرة على تحطيم الخريطة الحزبية في إسرائيل، والحصول على الأكثرية البرلمانية اللازمة للإطاحة بنتنياهو. وأضاف أن آرئيل شارون تمكن من إقامة حزب كهذا في الماضي (حزب «قديما» الذي أقيم سنة 2005)، بعدما رأى أن المتطرفين سيطروا على حزب الليكود. فانشق عن الحزب، وأعلن ضرورة التخلص من الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية، وبدأ بالانسحاب من طرف واحد من قطاع غزة. ومع أن شارون مرض ودخل في غيبوبة طويلة، فقد حصل هذا الحزب على 29 مقعدا في الانتخابات، تحت قيادة إيهود أولمرت، بينما هبط الليكود من 31 إلى 12 مقعدا، تحت قيادة نتنياهو.
وكان نتنياهو قد دفع يعلون إلى الاستقالة، بعدما صرح بأن «العنصرية والتطرف سيطرا على حزب الليكود والدولة وباشرا التغلغل في الجيش». ومع أن اليمين المتطرف فرح بهذه الاستقالة، فإن أوساطا واسعة في المجتمع الإسرائيلي، عبرت عن قلقها من هذه التطورات، وبشكل خاص من نية نتنياهو تعيين أفيغدور ليبرمان وزيرا للدفاع مكانه.
وانضم رئيس الحكومة الأسبق، إيهود براك، رئيس أركان الجيش الأسبق ووزير الدفاع في حكومة نتنياهو الثانية، إلى المهاجمين فقال: «هناك تلوث ببوادر فاشية».
ويتوقع المراقبون أن تلتهب الحلبة الحزبية، اليوم، مع افتتاح الدورة الصيفية للكنيست. وستطرح على جدول الأعمال في اليوم الأول، أربعة مشاريع لنزع الثقة قدمتها كتل المعارضة (المعسكر الصهيوني، القائمة المشتركة، يوجد مستقبل، وميرتس). ويتوقع حدوث نقاش عاصف في الكنيست حول المقترحات الأربعة، التي ستركز على تعيين ليبرمان وزيرا للدفاع، علما بأنه إذا تم الانتهاء من المفاوضات بين الليكود وإسرائيل بيتنا، اليوم، فمن المتوقع أن يطرح تعيينه وزيرا للدفاع للتصويت غدا.
يذكر أن يعلون اختار أن يودع الجيش، أمس، حتى لا يقف مع ليبرمان في هذا الموقف، وتسلم نتنياهو مكانه وزارة الدفاع، إلى حين تنتهي المفاوضات بين الليكود وليبرمان ويدخل إلى المنصب.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.