أعلن في مقر الأمم المتحدة الليلة الماضية، أن وزيرة الخارجية الأرجنتينية، سوزانا مالكورا، التي كانت شغلت منصب رئيسة ديوان الأمين العام للأمم المتحدة، قرّرت الترشح لخلافة بان كي مون.
وعملت مالكورا (61 عاما) في الأمم المتحدة بين عامي 2004 و2008، كمديرة تنفيذية مساعدة لإدارة برنامج الأغذية العالمي، ثم تولّت في المقر من نيويورك إدارة قسم الدعم اللوجيستي لعمليات حفظ السلام للأمم المتحدة، لتتسلم بعد ذلك منصب رئيس ديوان الأمين العام، لحين تعيينها وزيرة لخارجية الأرجنتين.
وهناك كثير من المرشحين لمنصب الأمين العام، بينهم رئيسة الوزراء النيوزيلندية السابقة هيلين كلارك (66 عاما)، والمفوض السابق لشؤون اللاجئين البرتغالي أنتونيو غوتيريس (66)، كما تتمثّل منطقة البلقان بقوة في لائحة المرشحين. وبينهم المديرة العامة لليونيسكو البلغارية إيرينا بوكوفا (63)، والرئيس السلوفيني السابق دانيلو تورك (64)، وكثير من وزراء الخارجية السابقين أو الحاليين، منهم إيغور لوسيتش (الجبل الأسود - 39)، وفوك جيريميك (صربيا - 40)، وفاسنا بوسيك (كرواتيا - 63)، وناتالي غيرمان (مولدافيا - 47)، وسيرجان كريم (مقدونيا - 67 عاما).
وأمضت مالكورا الأسابيع القليلة الماضية في زيارة العواصم التي ستقرر في نهاية المطاف من سيخلف كي مون، أي الدول الخمس دائمة العضوية، حيث زارت واشنطن وموسكو وبكين، كما تسعى إلى حل الخلافات مع لندن بشأن جزر فوكلاند (مالفيناس)، وهي الجزر التي تعد مصدرا للخلاف بين الأرجنتين وبريطانيا.
ومن المنتظر أن يحدد أعضاء مجلس الأمن مرشحهم، ابتداء من يوليو (تموز) عبر بطاقات سرية، قبل أن يحيلوا اسما إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تزكيه في سبتمبر (أيلول) 2016.
وحسب البروتوكولات المعمول بها في الأمم المتحدة، فإن الأمين العام القادم يجب أن يكون من دول أوروبا الشرقية، إلا أن ترشح مالكورا وكلارك وغوتيريس، فتح عملية الاختيار أمام جميع دول العالم. وكان الترشيح محصورا بالمجموعات الجغرافية التي حددتها الأمم المتحدة عند تأسيسها قبل 70 عاما، تسلمها أولا في عام 1946 النرويجي تريغفي لي عن أوروبا الغربية، الذي استقال في عام 1952. وتسلمها بعده السويدي داغ همرشولد، من أوروبا الغربية، إلى أن قتل في حادث مؤسف عندما تحطمت طائرة في أفريقيا عام 1961. ونتيجة هذا الحادث، تم تعيين يو ثانت من بورما (ميانمار حاليا) كقائم بأعمال الأمين العام، ثم عين رسميا حتى 1971.
وفي عام 1972، عين النمساوي كورت فالدهايم عن أوروبا الغربية أيضا حتى 1981، حيث تم اختيار خافيير بيريز دي كويلار من دولة البيرو، عن دول أميركا الجنوبية. وفي عام 1991 انتخب المصري، بطرس بطرس غالي عن أفريقيا، إلا أن خلافات مع الولايات المتحدة الأميركية أدت إلى عدم اختياره لفترة ثانية، وتم تعيين أحد موظفيه عام 1996 في المنصب، وهو كوفي عنان، من غانا. وأخيرا، عين بان كي مون عن القارة الآسيوية. ولم يتسنى خلال 70 عاما لأوروبا الشرقية أن تحصل على المنصب.
واستمعت الجمعية العامة، في أبريل (نيسان) الماضي إلى إحاطات من قبل المرشحين التسعة حول برامجهم لمستقبل المنظمة الدولية. وتطرح الجمعية العامة على مجلس الأمن تغيير الطريقة التي يتم بها اختيار الأمين العام. ومن الأفكار المطروحة انتخاب الأمين العام لفترة طويلة واحدة بدلا من فترتين كل منهما 5 سنوات، وتقديم مجلس الأمن للجمعية العامة أكثر من مرشح للتصويت وليس لتزكية مرشح واحد.
ويأمل رئيس الجمعية العامة، موغنس ليكيتوفت، أن تكون عملية الاختيار هذا العام مختلفة عن المرات السابقة التي ينفرد بها مجلس الأمن بعملية الاختيار بالكامل، ويقتصر دور الجمعية العامة التي تضم 193 عضوا على التصويت على المرشح الذي يختاره المجلس. إلا أن هذا العام، تسعى الجمعية إلى أن تكون «عملية الاختيار والتعيين المقبلة للأمين العام شفافة وموضوعية»، حيث يمكن للأعضاء ومنظمات المجتمع المدني الالتقاء بالمرشحين وطرح الأسئلة عليهم. ولن يحق لدولتي فلسطين والفاتيكان التصويت على اختيار المرشحين، لكن باستطاعتهما حضور الجلسات والمشاركة فيها.
وزيرة أرجنتينية تتقدم بترشيحها لخلافة بان كي مون
أشرفت على قسم الدعم اللوجيستي لعمليات حفظ السلام للأمم المتحدة
وزيرة أرجنتينية تتقدم بترشيحها لخلافة بان كي مون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة