كأس إنجلترا يجب أن تظل تاجًا للإبقاء على سحرها

هل يستحق الفائز في مباراة النهائي مكانًا في دوري الأبطال؟!

كأس إنجلترا مسابقة تحتاج لحافز لإعادة البريق لمنافساتها  - فان غال كان يأمل أن يمنح لقب الكأس مكانا في دوري الأبطال (رويترز)
كأس إنجلترا مسابقة تحتاج لحافز لإعادة البريق لمنافساتها - فان غال كان يأمل أن يمنح لقب الكأس مكانا في دوري الأبطال (رويترز)
TT

كأس إنجلترا يجب أن تظل تاجًا للإبقاء على سحرها

كأس إنجلترا مسابقة تحتاج لحافز لإعادة البريق لمنافساتها  - فان غال كان يأمل أن يمنح لقب الكأس مكانا في دوري الأبطال (رويترز)
كأس إنجلترا مسابقة تحتاج لحافز لإعادة البريق لمنافساتها - فان غال كان يأمل أن يمنح لقب الكأس مكانا في دوري الأبطال (رويترز)

بالنسبة لناديي مانشستر يونايتد وكريستال بالاس، يظل الوصول للمجد الهدف الأسمى، لكن عندما يكون الوصول لدوري أبطال أوروبا مشروطا بكأس الاتحاد الإنجليزي، حينها فقط يكون لبطولة الكأس أهمية تضاهي بطولة الدوري الممتاز.
الفيلم التسجيلي للنجم غاري لينكر عن فوز ليستر سيتي المفاجئ بلقب الدوري قبل أيام كان أشبه بالحلم. وحتى الآن، وبعد أيام من ختام موسم الدوري الرائع، لا يزال الكثيرون غير مصدقين لما حدث.
حدث هذا بالفعل، وعلينا تصديق ذلك، ولو لم يحدث ذلك لكان فريق آرسنال بطلا متوجا الآن، ففريق توتنهام عمل بجد أكثر من أي وقت مضى لكنه عاقب نفسه بالنهاية، وقدم فريق مانشستر يونايتد بعض المال للمدرب لويس فان غال في فترة الإعداد لمنافسات دوري أبطال أوروبا المقبلة.
استمر الجدل في تلك الصفحات طوال الأيام القليلة الماضية حول ما إذا كان أداء مانشستر يونايتد قد تطور في الموسم الحالي، أو استمر على حالة أو تقهقر. استنتاجنا هو أن أداء الفريق تحسن لكن ببطء شديد بسبب دفاعه الذي يعد الأفضل بين فرق الدوري، ناهيك بالاكتشافين المثيرين اللذين تجليا في اللاعبان أنطوني مارسيال وماركوس راشفورد. غير أن جدول الدوري يوحي بعكس ذلك، فقد أسرع الكثيرون بالإشارة إلى أن إنهاء الموسم الماضي في المركز الرابع، والخامس في الموسم الحالي هو خطوة إلى الخلف وليس للأمام، رغم أن هذا يمكن تبريره استنادا لما يمكن تسميته «تأثير فوز فريق ليستر».
إن أخرجنا ليستر من المعادلة، ولنفترض لبرهة أن هذا الفريق لم يقلب مكاتب المراهنات رأسًا على عقب ولم يربك النقاد، بعد أن جاء من غياهب النسيان وأنهى الموسم في القمة، وأن فريق يونايتد كان أفضل مما كان عليه بكثير الموسم الماضي، ناهيك بالتطلع للوصول لنهائي كأس إنجلترا، والبحث عن عدد من المهاجمين الجدد لتدعيم صفوفه.
لو أن الفرصة أتيحت للبعض، فسوف يمنح الفائزين في لقاء اليوم بملعب ويمبلي مكانا في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل مكافأة لهم. حدث مرارا وتكرارا أن عُرض مقترح بأنه إذا أردنا إيقاف تقهقر كأس الاتحاد فعلينا أن نجعل منه جائزة جديرة بالسعي لنيلها. صحيح بكل تأكيد أنه لو أن تلك البطولة أصبحت طريق الفائزين للوصول لدوري أبطال أوروبا، كما هو الحال بالنسبة للدوري الأوروبي الآن، حينها سوف يأخذ الجميع بطولة الكأس على محمل الجد مرة أخرى، والمقصود هنا الفرق الكبيرة، وتحديدا الفرق التي تنهي المسابقة في المركز الخامس والسادس في الدوري الممتاز. فقد رأينا في الماضي فرقا مثل مانشستر يونايتد، وفي مناسبات كثيرة، تخطئ بالتعامل مع كأس إنجلترا باعتباره مجرد بند في قاع جدول أولوياته.
يتطلب تغيير كهذا قيام الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بتغيير لوائحه، إن أراد إصلاح حال بطولة كأس إنجلترا، رغم أن ذلك ربما لا يكون الفكرة الأفضل على المدى البعيد لنجاح الكرة الإنجليزية في دوري أبطال أوروبا. وبفرض أن كريستال فاز في النهائي، كبداية، وإذا وضعنا في اعتبارنا حصة الدوري الإنجليزي المشاركة في دوري أبطال أوروبا البالغة أربعة فرق، التي تحدد معايير أدائهم في المنافسات الأوروبية على مر السنين، فهل ستكون فكرة صائبة أن نشرك فريقا أنهى الدوري في الترتيب الخامس عشر، ولم يفز سوى مرتين في الدوري العام منذ بداية العام الحالي؟
ضمت قائمة الفائزين ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي في المواسم الأخيرة فرق ويغان، وبورتسموث، في حين تمكنت فرق مثل أستون فيلا وهال سيتي، وكارديف من الوصول للمباراة النهائية في السنوات العشر الأخيرة. فهل يكون من العدل أن نرسل فرقًا مثل تلك للمشاركة في أقوى المسابقات الأوروبية لمجرد أربع أو خمس نتائج خادعة في مباريات كأس إنجلترا، في حين أن هناك فريقًا أنهى الموسم في المركز الرابع بعد 38 مباراة شاقة في الدوري الممتاز ولم يصل سوى لمسابقة الدوري الأوروبي، فهل يعقل هذا؟ حتى فان غال لا يعتقد في صحة ذلك، أو على الأقل هذا ما عبر عنه منذ عدة أسابيع عندما سنحت له الفرصة. فقد يكون الإغراء أمامه أكثر من ذي قبل لاغتنام الفرصة، لكن الشهر الماضي كان رأيه أن فريقا محظوظا بالكأس لا يجب أن يفوز بجائزة تفوق فرقا أظهرت اجتهادا ومثابرة طويلة وشاقة على مدار الموسم.
ورغم أن ليستر أعطى الجميع الفرصة للوقوف والتفكير فيما يمكن أن تحققه الفرق الصغرى، فحقيقة فوزهم باللقب بفارق 10 نقاط هي مؤشر واضح لنوعية الأداء، الثبات، والتحمل. فاز الثعالب بمكان في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، وكلنا شوق لرؤية ما سيفعلونه، وكذلك يملأنا الشوق لرؤية ما ستفعله فرق كريستال بالاس، وويغان، وفيلا في لقاءاتها مع بايرن ميونيخ، أو برشلونة، وإن كان شوقنا ليس للسبب نفسه.
لذلك، فكما أننا نريد رؤية كأس إنجلترا بعد أن يجري حقنها بإكسير الحياة ليصبح لها شأن، فإن ربطها بالتأهل لدوري أبطال أوروبا يبدو أمرا محفوفا بالمخاطر. وباستثناء أن موضوع احتلال الفرق الصغيرة مكان الفرق الكبيرة في المنافسات الأوروبية لن يطفو على السطح مجددا بمجرد أن تصل الفرق الكبيرة أيضًا لتلك المنافسات، بعد أن يروا أن كأس إنجلترا سوف تمثل لهم تذكرة العبور الذهبية، فسوف يتراجع الانزعاج والحزن كثيرا، إن بدأ الجميع فجأة ينظرون لكأس الاتحاد كمنافسة حيوية ذات أهمية، وتوقف عن تبديل حراس المرمى، وإراحة اللاعبين، وتجربة اللاعبين الصغار في لقاءات الكأس.
ومع مرور الوقت، سوف تصبح كأس الاتحاد الإنجليزي من ضمن المنافسات التي تؤهل أفضل أربعة فرق مرة ثانية، كما كان الحال خلال السنوات الأحد عشر بين عامي 1996 و2007، عندما اشتكى الجميع من اختفاء الرومانسية. الكل اعتقد أن الرومانسية عادت عندما كسر فريق بورتسموث القالب المعتاد عام 2008، ومرة أخرى عندما هزم ويغان فريق مانشستر سيتي عام 2013، بيد أنه بالنسبة لهذين الناديين، فإن مجد ويمبلي كان بداية انحدار شديد في النتائج.
ما قد يحدث مع مكافأة التأهل لدوري أبطال أوروبا هو أن فوز الفرق المحظوظة بالكأس، مثل الظروف التي ساعدت فريق كريستال بالاس للوصول إلى ويمبلي هذا المرة، سوف تصبح مجرد ذكرى من الماضي.
لن يكون هناك مجال لتحفظات فان غال في حال بذل الجميع قصارى جهدهم بإشراك أفضل عناصر فرقهم للفوز في المباريات الست (بالنسبة للفرق الكبرى) لأجل إحراز الكأس بشكل مستحق، كما يفعلون في نضالهم لاحتلال المركز الرابع في جدول الدوري. إن أمنية الاستفادة من إغراء المشاركة في دوري أبطال أوروبا لإعادة بريق مسابقة الكأس لن تعيد السحر القديم، لكنها ستجعل من بطولة الكأس مجرد ملحق لبطولة الدوري العام.
من المؤسف أن الفائزين في لقاء السبت على ملعب ويمبلي سوف ينتهي بهم المطاف بلقب لا يزيد عن كونه مجرد تاج على الرأس، لكن هل يتفق الجميع على أن أيا من الفريقين يستحق مكانا في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل؟



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».