بدأت واشنطن في البحث عن بدائل للتعامل مع الأزمة السورية بعد أن فشلت كافة الجهود لتحقيق حل سياسي في سوريا، ومنها مؤتمر فيينا، في الخروج بنتائج ملموسة. فيما تزايدت الانتقادات الموجهة إلى كل من واشنطن وموسكو، لإخفاق البلدين في حماية المدنيين السوريين وإجبار النظام السوري على الوفاء بالتزاماته.
واعترف جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأميركية، أمس، بقيام واشنطن بمناقشات حول البدائل المطروحة للتعامل مع الأزمة السورية، وقال: «بعد أن فشلت كل الجهود لتحقيق حل سياسي في سوريا، فمن الحكمة بالنسبة لنا أن نقوم بالتفكير في خيارات أخرى، لكن تركيزنا لا يزال على الخطة التي يجري تنفيذها الآن، وهي محاولة التوصل إلى حل سياسي ووقف الأعمال العدائية لتكون سارية المفعول والمساعدة في توصيل المساعدات الإنسانية وإنهاء حالة العنف». ولم يوضح المتحدث باسم الخارجية تلك البدائل.
وأكد كيربي التزام واشنطن لوضع جدول زمني للانتقال السياسي في سوريا بحلول الأول من أغسطس (آب)، مكررا وجهة النظر الأميركية من ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وأنه لا يمكن أن يكون جزءا من مستقبل سوريا. وأقر المتحدث باسم الخارجية الأميركية بوجود خلافات مع موسكو وقال: «نحن لا نتفق في كل شيء مع موسكو فيما يتعلق بسوريا، ولكن المهم هو أن نتمكن من الاستمرار في الحوار والمناقشات، لأن واشنطن وموسكو ترأسان مجموعة دعم سوريا ولا بد من التعاون لوقف الأعمال العدائية».
من جانبه، أشار الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم قوات التحالف ضد «داعش» إلى أن روسيا لا تزال تقدم القوات البرية والمدفعية والمشورة للنظام السوري دون أي تغييرات منذ إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الانسحاب الجزئي من سوريا. وأشار المسؤول العسكري الأميركي إلى أن روسيا بدأت في إنشاء قاعدة عمليات عسكرية متقدمة في مدينة تدمر.
وتأخذ قضية مكافحة «داعش» جانبا كبيرا من اهتمام واشنطن وعملياتها العسكرية في سوريا، وقد أعلن البيت الأبيض مساء الأربعاء عن فحوى المكالمة التليفونية بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وقال البيت الأبيض إن الرئيسين اتفقا على بذل الجهود لإلحاق الهزيمة بـ«داعش» وتعطيل قدرة التنظيم على القيام بعمليات إرهابية في تركيا أو في أوروبا أو خارجها. وأشار أوباما في مكالمته مع الرئيس التركي إلى أهمية الحفاظ على وقف العمليات العدائية وإحراز تقدم في عملية التفاوض لتحقيق انتقال سياسي في سوريا.
من جانب آخر انتقد كينيث روث المدير التنفيذي لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» الاستراتيجية الأميركية في سوريا بأنها «غير منسجمة»، لأنه في الوقت الذي «يقتل فيه نظام الأسد مدنيين أكثر في سوريا، تركز على تنظيم داعش بشكل تام».
وقال روث، في كلمة له، أول من أمس الأربعاء، خلال ندوة نظمها مركز «المجلس الأطلسي»، إن «الاستراتيجية العسكرية للولايات المتحدة الأميركية في سوريا، مركزة بشكل تام ضد تنظيم داعش الإرهابي». ووصفها بأنها «غير منسجمة»، في الوقت الذي «يقتل فيه نظام الأسد مدنيين أكثر في سوريا».
وأوضح روث أن «الملايين أُرغموا على مغادرة وطنهم جراء الحرب في سوريا»، مؤكدًا أن ما يحصل في سوريا «ليس حربًا عادية، فالجنود لا يقاتلون جنودًا، وجيش الأسد يستهدف المدنيين والمستشفيات، إذ لا أمان لحياة أي كائن حي هناك».
وشدد على أن «إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، لم تضغط بشكل كاف على روسيا من أجل الضغط على الأسد». كما أنها لم تقدم الكثير للسوريين، لافتًا إلى أن «الولايات المتحدة تعهدت باستقبال 10 آلاف لاجئ سوري خلال 2016، إلا أنها لم تفتح أبوابها سوى لقرابة ألفين منهم».
واشنطن «تبحث» عن بدائل للتعامل مع الأزمة السورية.. ولا تسميها
هيومن رايتس ووتش: الأسد يقتل مدنيين أكثر في سوريا وأميركا منشغلة بـ«داعش»
واشنطن «تبحث» عن بدائل للتعامل مع الأزمة السورية.. ولا تسميها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة