هاجمت مشيخة الأزهر بقوة جماعة الإخوان المسلمين «الإرهابية» في مصر، وقالت المشيخة إن «المصريين نزلوا الشوارع والميادين رافضين بقاء محمد مرسي في الحكم بعد أن أثبت فشلا في حكم البلاد». جاء ذلك عقب بث الجماعة فيديو مُصورا لشيخ سنغالي إخواني، حاول إحراج علماء من دار الإفتاء المصرية في السنغال، بسؤاله عن «حكم الانقلاب في الإسلام».
ونفت المشيخة ادعاءات الإخوان بتعرض وفد من الأزهر لهجوم من قبل أحد علماء السنغال، أثناء زيارة تمهيدية للترتيب لزيارة مُحتملة يقوم بها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، مؤكدة أن «الأزهر لم يرسل وفدا إلى السنغال منذ عزل الإخوان عن السلطة حتى الآن».
وطالب أحد مشايخ السنغال، في مداخلة نقاشية مع وفد يرتدي الزي الأزهري، أن يحدثوه عن «فضل الانقلاب»، مهاجما الوفد بسبب تأييد الأزهر لعزل مرسي، وقامت الجماعة عبر صفحة حزبها (الحرية والعدالة) الرسمية بنشر مقطع الفيديو، وتزييله بعنوان «عالم سنغالي يحرج وفد الأزهر».
وقال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إنه مع نشاط ملحوظ لأعمال العنف والاعتداء على أرواح الأبرياء بدماء باردة، إضافة إلى اشتعال الحرائق هنا وهناك بصورة غير مُعتادة ولا يستبعد تدبيرها لخلق حالة من الفزع والإضرار بالاقتصاد المختنق أصلا، فوجئنا بنشاط فكري لا يقل ضراوة يبدو أن المخططين له قرروا نقله لمواطن خصبة في الخارج بعد فشله الذريع في الداخل المصري.
مضيفا: «استغل بعض (الإخوان) في السنغال وجود وفد من دار الإفتاء وحاولوا الترويج لأفكارهم المسمومة ومآربهم القميئة، من خلال أسئلة أقل ما يقال عنها إنها (أسئلة تهكمية خبيثة) يطلب فيها سائل أن يحدثهم الوفد عن (فضل الانقلاب) في الإسلام».
ولم يستبعد وكيل الأزهر أن يكون «إخوان مصر» على الأقل هم من روجوا للفيديو عبر الإنترنت، موضحا أن هذا يدل على غاية هؤلاء الخبيثة، خاصة أن الفيديو المنشور لم يذع كلمة واحدة من رد وفد دار الإفتاء على هذه الأسئلة التافهة المُغرضة، ولا أشك أن الوفد أجاب إجابة وافية تفند مزاعمهم وترد كيدهم في نحورهم.
وتابع بقوله: «الانقلاب هو قيام شخص أو جماعة بالاستيلاء على الحكم بالقوة أو الخديعة وتغيير نظام حكم مُستقر لتكون السلطة للمنقلبين، وهو عمل مُحرم في الإسلام، فلا يجوز في شريعتنا منازعة حاكم استقر حكمه وقبله عامة الناس، ولو كان الثائر أعدل وأصلح من الحاكم الذي استقر نظام حكمه، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم، قالوا: يا رسول الله، ننابذهم السيف؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، إذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه فاكرهوا فعله ولا تنزعوا يدا من طاعة)، وقوله صلى الله عليه وسلم (من خرج على أمتي وأمرهم جميع على رجل واحد فاضربوا عنقه)، وإنما مُنع الخروج على الحاكم الذي خضع الناس لحكمه وأطاعوه واستقر أمره حفظا لاستقرار المجتمعات وحقنا للدماء وصيانة للأموال التي تهدر نتيجة الاضطرابات، ولذلك فلو أن بعض الناس فعلوا هذا وتم لهم الأمر وتمكنوا بالفعل من الاستيلاء على الحكم وسيطروا على مقاليد الأمور، فإنه يحرم على الناس الخروج عليهم سعيا لاستعادة الحكم منهم متى كان هذا الأمر يحتاج إلى مُقاتلة، وذلك للأسباب المتقدمة ذاتها، ومن ثم اعتبر حكمهم صحيحا للضرورة كما نص عليه الماوردي في (الأحكام السلطانية)، فقد عد من بين طرق تولي الحكم (القهر والغلبة)؛ فمع أنه مرفوض بداية ويأثم فاعله، إلا أنه إن غلب على الأمر وجب الكف عن قتاله حقنا للدماء».
وقال شومان، وهو الأمين العام لهيئة كبار العلماء بمصر: «أما ما رمى إليه المُتهكم (الشيخ الإخواني) وغيره ممن لام الأزهر تأييده لما سموه (الانقلاب)، فهو مردود عليهم؛ حيث إن الأمر ليس كما زعموا، لأن أحدا لم ينقلب على نظام حكم مُستقر خضع له الناس، فالجميع يعلم أن غالبية المصريين نزلوا الشوارع والميادين ما بين رافض لبقاء حكم رئيس (أي مرسي) انتخبوه فأثبت فشلا بينا في حكم البلاد وعدم القدرة على إدارة مؤسساتها، وبين أنصار ينتمي غالبيتهم إلى جماعته (أي جماعة الإخوان) التي جاء منها، وكان الجميع يترقب التحاما بين الفريقين لا يدري إلا الله كيف كانت ستكون نهايته؟».
مضيفا: «لذا اجتمع أهل الحل والعقد (في 30 يونيو/ حزيران) للبحث عن حل للأزمة التي كاد ينتج عنها شلالات من الدماء، ومن هؤلاء قادة مؤسسات الدولة ومنها الجيش والأزهر والكنيسة وبعض الساسة ورموز التيارات المُختلفة، ولم ينته هؤلاء لتولية طالب حُكم، ولو حدث ما كان انقلابا ما دام لم يسع لهذا ولم يدبره؛ لكن من ولي الأمر لم يكن طرفا فيه ولم يشهده، فضلا عن أنه تولاه بحكم الدستور وصفته الوظيفية (في إشارة للرئيس السابق عدلي منصور)، ثم أجريت انتخابات عامة تنافس فيها عدة شخصيات، وكانت الكلمة الفصل للشعب الذي يتحدثون باسمه ليل نهار (في إشارة للرئيس عبد الفتاح السيسي)؛ حيث اختار من رآه ملائما لهذه المرحلة».
وأكد شومان أنه لا أساس لما يدعيه هؤلاء المغرضون أصلا، فلم نسمع في التاريخ أن الانقلاب يكون من خلال انتخابات عامة بعد أكثر من عام من إعلان أهل الحل والعقد عن خلو منصب الرئيس وشغله من قبل رئيس مؤقت إلى حين إجراء الانتخابات، ثم ماذا لو رفض الأزهر تأييد ما اتفقت عليه الأطراف الممثلة لمؤسسات الدولة جميعا وتم الأمر على صورته التي سار عليها بعد ذلك؟ أكان ينفع الدولة والناس انفصال أهم مؤسساتها عنها؟ وهل كان الناس سيشفعون للأزهر وشيخه إذا رفض ما اتفق عليه الجميع، ونتج عن ذلك اشتباك المؤيدين والمعارضين وسالت الدماء في الشوارع والميادين؟ ويكون الأزهر - حاشا لله - هو المتسبب فيها بموقفه الرافض لما انتهى إليه المجتمعون؟ وهل بمقدور الأزهر وعلمائه تحمل تبعات الدماء عند الله عز وجل في الآخرة؟
7:49 دقيقة
الأزهر مُهاجمًا الإخوان: «سؤال خبيث».. وغالبية المصريين خرجوا للميادين رفضا لحكم مرسي
https://aawsat.com/home/article/643161/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1-%D9%85%D9%8F%D9%87%D8%A7%D8%AC%D9%85%D9%8B%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%C2%AB%D8%B3%D8%A4%D8%A7%D9%84-%D8%AE%D8%A8%D9%8A%D8%AB%C2%BB-%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%AE%D8%B1%D8%AC%D9%88%D8%A7-%D9%84%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%B1%D9%81%D8%B6%D8%A7-%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%85
الأزهر مُهاجمًا الإخوان: «سؤال خبيث».. وغالبية المصريين خرجوا للميادين رفضا لحكم مرسي
بعد أن نشرت الجماعة فيديو لشيخ سنغالي حاول إحراج علماء الإفتاء بسؤاله عن حكم «الانقلاب» في الإسلام
- القاهرة: ولید عبد الرحمن
- القاهرة: ولید عبد الرحمن
الأزهر مُهاجمًا الإخوان: «سؤال خبيث».. وغالبية المصريين خرجوا للميادين رفضا لحكم مرسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة