قبل سنوات من الآن كان نادي الاتحاد يعيش وسط ملاءة مالية كبيرة لا تضاهى بين إدارات كل الأندية السعودية، وإن بدأ نادي الهلال وحيدا في ذلك السباق المالي المحتدم في صفقات اللاعبين التي قفزت لملايين الريالات وباتت تلامس سقفا لم تعهده سوق الانتقالات من قبل.
كان الاتحاد منتشيا بالدعم الكبير الذي يقدمه رئيسه منصور البلوي الذي تدرج في عمله مع الفريق من شرفي داعم، إلى عضو مجلس إدارة، ثم مشرفا عاما على الفريق الكروي الأول، قبل أن يجلس على كرسي الرئاسة المثير ويقود فريقه الذي يقطن في مدينة جدة إلى تحقيق لقب بطولة دوري أبطال آسيا لمرتين، ثم المشاركة في كأس العالم للأندية، إضافة للمنجزات المحلية، ومعه في ذلك العضو الشرفي عبد المحسن آل الشيخ الذي قيل كثيرا إنه وراء معظم الدعم المالي الذي كان يحصل عليه النادي في مطلع الألفية الماضية.
في تلك الفترة الذهبية التي عاشها الاتحاديون، هناك لحظات لا تنسى، وهي التي شهدت إعلان النادي التوقيع مع اللاعبين خالد قهوجي وإبراهيم سويد، ثنائي فريق الأهلي الغريم التقليدي للاتحاد والمنافس الأشرس جماهيريا كون الفريقين من مدينة واحدة والتنافس بينهما يبلغ مراحل متقدمة من الإثارة والندية.
اليوم يبدو أن الأحوال قد تبدلت بين قطبي مدينة جدة، حيث تبادل الناديان الأدوار فيما بينهما، وبات الاتحاد يئن تحت وطأة الديون التي أثقلت كاهله وبات حبيسا لها، مقابل نشوة فنية ومالية يعيشها القطب الآخر لمدينة جدة فريق الأهلي الذي نجح قبل أيام قليلة في معانقة لقب دوري المحترفين السعودي بعد سنوات من الغياب.
أنباء غير رسمية تشير إلى توقيع فريق الأهلي مع ثنائي الاتحاد عبد الفتاح عسيري وفهد المولد، وهما النجمان الشابان اللذان كان يعول عليهما أنصار الفريق كثيرا في قيادة الاتحاد في الفترة المقبلة، وإعادته لمنصات التتويج، خصوصا بطولة الدوري التي ابتعد عنها الفريق الأصفر منذ آخر لقب ظفر به في موسم 2009.
توقيع الأهلي مع الثنائي عسيري والمولد يبدو أنه جاء - بعد سنوات طويلة - ردًا على نجاح إدارة الاتحاد برئاسة منصور البلوي خلال موسم 2004 في التوقيع مع الثنائي خالد قهوجي وإبراهيم السويد، وذلك بعد انتهاء عقديهما وعدم مسارعة إدارة الأهلي للتجديد معهما، كما هي الحال التي يعيشها عدد من نجوم فريق الاتحاد يتقدمهم الثنائي عسيري والمولد.
إدارة الاتحاد الحالية برئاسة إبراهيم البلوي، وهو الشقيق الأصغر لمنصور البلوي الاسم الأبرز في النادي خلال السنوات الماضية، ستقف متفرجة على رحيل نجومها في ظل الديون الكبيرة التي أثقلت كاهل النادي، إضافة إلى تزامن نهاية عقود عدد كبير من اللاعبين الشباب في فترة واحدة.
ورغم القرض المالي الكبير الذي أبرمت اتفاقه إدارة النادي الحالية مطلع الموسم الحالي، فإن القدرة المالية للنادي لا تساعده في الإيفاء بمتطلبات اللاعبين لتجديد عقودهم التي شارفت على الانتهاء، ليظل الرحيل عن أسوار الفريق واحدا من الخيارات التي تبدو حتمية لعدد من اللاعبين.
وشارفت عقود عدد من لاعبي الاتحاد على الانتهاء؛ يتقدمهم الاسم الأبرز في الفريق حاليا فهد المولد، إضافة إلى عبد الفتاح عسيري التي أشارت الأنباء الإعلامية إلى توقيعه مع النادي الأهلي، علاوة على لاعب خط الوسط جمال باجندوح، إضافة إلى المهاجم الشاب عبد الرحمن الغامدي.
ويمثل تزامن نهاية عقود عدد من الأسماء الشابة في الفريق معضلة كبيرة لإدارة الاتحاد الحالية أو التي ستخلفها في ظل نهاية المدة الزمنية للإدارة الحالية، مما يعني أن رحيل أحد الأسماء أو أكثر من ذلك بات أمر حتميا في ظل الأزمة المالية التي يعيشها فريق الاتحاد حاليا، إضافة لوجود مستحقات يجب الوفاء بها حتى لا يتعرض النادي لعقوبات كبيرة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
يذكر أن إدارة الاتحاد وقعت مخالصة مالية مع مدافع الفريق أسامة المولد وذلك في سبيل سعيها لتقليص الالتزامات الشهرية التي تزيد من رصيد ديون النادي مع تقدم الأيام، إضافة إلى بروز أنباء تشير إلى توقيعها مخالصة مثيلة مع اللاعب محمد أبو سبعان، لكن دون صدور الخبر بصورة رسمية حتى الآن.
ويعاني الاتحاد من تراكم الديون على كاهله، فبحسب ما نشرته «الشرق الأوسط» أول من أمس، فإن ديون النادي قد بلغت 261 مليون ريال مرشحة للزيادة في حال لم يتم الإيفاء بالالتزامات الشهرية في الشهر الماضي والحالي والمقبل.
ورغم المساعي الجادة لإدارات الاتحاد المتعاقبة في تقليص ديون النادي، فإنه بدا أكثر الأندية السعودية ديونا، وفي العامين الماضيين خفضت إدارة الاتحاد رواتب لاعبيها لتصل إلى صرف 783.350 ألف ريال شهريا للاعبيها السعوديين، مقابل 2.362.265 مليون بإجمالي شهري بلغ 3.145.615 مليون ريال، أي ما يعادل سنويا 37.747.380 مليون ريال.
وبعيدا عن الوضع المالي الصعب الذي يعيشه الاتحاد حاليا، فإن صفقة انتقال الثنائي عبد الفتاح عسيري وفهد المولد إذا ما تمت لفريق الأهلي، فإنها ستكون إكمالا لمسيرة طويلة من الصفقات المتبادلة بين الفريقين التي حضرت عبر السنوات الماضية، تتقدمها صفقة سعيد غراب الذي بدأ مع الاتحاد، ثم انتقل للأهلي قبل أن يعود لختام مسيرته في الاتحاد، إضافة إلى عادل رواس وإبراهيم عشماوي اللذين انتقلا من الاتحاد إلى الأهلي.
أما في السنوات الأخيرة، فقد بدت القوة الشرائية أكبر لدى فريق الاتحاد الذي تمكن من التعاقد مع خالد مسعد ثم خالد قهوجي وإبراهيم السويد وعبد الله الواكد وطلال المشعل وإبراهيم هزازي، إضافة إلى سعيد المولد الذي أبرم تعاقده مع الاتحاد ثم رفض اللعب له وفضل إكمال مسيرته عبر الاحتراف الخارجي. أما الأهلي فقد نجح في التوقيع مع سالم سويد ومحمد خليوي قادمين من غريمه التقليدي الاتحاد.
وفي حال إتمام صفقة انتقال الثنائي عبد الفتاح عسيري وفهد المولد، فإنها ستعزز من صفوف فريق الأهلي وتساهم في قدرته على الحفاظ على لقب الدوري الذي حققه بعد سنوات طويلة من الغياب، حيث يعد المولد واحدا من أبرز لاعبي الاتحاد هذا الموسم في ظل تصدره بوصفه أفضل صانع ألعاب للفريق بواقع ثمانية أهداف ساهم في صناعتها، بحسب موقع إحصاءات رابطة دوري المحترفين السعودي.
وشارك المولد بحسب الموقع ذاته في 22 مباراة، حيث يعد ثالث أكثر لاعبي الفريق مشاركة في مبارياته على صعيد دوري المحترفين السعودي، إضافة إلى تسجيله ثلاثة أهداف. أما عبد الفتاح عسيري، فقد شارك في 15 مباراة بعدما غيبته الإصابة في أكثر من مباراة، ونجح في تسجيل 4 أهداف، وساهم في صناعة 3 أخرى.
صفقات الأهلي الملايينية ترعب «الاتحاديين»
هل رد حامل لقب الدوري «الدين» لإدارة البلوي؟
صفقات الأهلي الملايينية ترعب «الاتحاديين»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة