القوات الأمنية تضبط معملاً لتصنيع المتفجرات بالمكلا

الحملات العسكرية مستمرة ضد «القاعدة» في حضرموت

قوات يمنية أمام معسكر بعد عملية انتحارية في ميناء المكلا بالجنوب الشرقي من اليمن (أ.ف.ب)
قوات يمنية أمام معسكر بعد عملية انتحارية في ميناء المكلا بالجنوب الشرقي من اليمن (أ.ف.ب)
TT

القوات الأمنية تضبط معملاً لتصنيع المتفجرات بالمكلا

قوات يمنية أمام معسكر بعد عملية انتحارية في ميناء المكلا بالجنوب الشرقي من اليمن (أ.ف.ب)
قوات يمنية أمام معسكر بعد عملية انتحارية في ميناء المكلا بالجنوب الشرقي من اليمن (أ.ف.ب)

قالت مصادر محلية وأخرى في قيادة المنطقة العسكرية الثانية إن قوات الأمن تمكنت أمس الثلاثاء من ضبطت سيارة مفخخة بمنطقة بويش شرق مدينة المكلا حاضرة محافظة حضرموت. وأشارت المصادر إلى أأأن السيارة كانت تحمل كميات كبيرة من المتفجرات، وقد ضبطتها الأجهزة الأمنية بعد أن وصلت إليها معلومات من متعاونين من سكان المكلا.
وأكدت مصادر بالمنطقة العسكرية الثانية لـ«الشرق الأوسط» عن كشف أكبر معمل لصناعة السيارات المفخخة والمتفجرات والعبوات الناسفة بالمكلا، حيث باشر فريق من الخبراء تفكيك الألغام والمتفجرات، وذلك في معسكر «اللواء 27 ميكا» بالريان، كما أكد اللواء فرج سالمين البحسني لـ«الشرق الأوسط»، لافتًا إلى أن الأوضاع جيدة في ظل تواصل تشديد الإجراءات الأمنية بصورة مستمرة.
وقال اللواء البحسني إن القوات الأمنية والعسكرية شددت من إجراءاتها الأمنية، وسط عمليات دهم وتمشيط لأوكار الجماعات الإرهابية وتعقب العناصر الهاربة في المكلا والشحر وعموم مدن ساحل حضرموت.
وأوضح أن الانتشار الأمني والعسكري توسع في مداخل ومخارج مدن المكلا ومدن الساحل وأمام المرافق الحيوية المهمة. وأردف: «نحن نعمل من وقت إلى آخر على دراسة الخطة الأمنية وتطويرها وعمل الإضافات التي تسد أماكن القصور، ومستمرون في تشديد الإجراءات الأمنية نحو الأفضل». وشكر المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين ودولة الإمارات على «كل العون والدعم الذي يقدم لنا، فنحن وكلما تعقدت الأمور، نعود للأشقاء في المملكة والإمارات، الذين نجدهم معنا في كل زمان ومكان».
بدوره، أكد مدير أمن المكلا سليمان بن غانم أن القوات العسكرية والأمنية عززت من تشديد إجراءاتها الأمنية في المكلا والشحر ومدن ساحل حضرموت، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن «الأوضاع الأمنية مستتبة ومستقرة جدًا، والحياة تمضي بصورة طبيعية، رغم التفجيرات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت حاضرة محافظة حضرموت».
مدير أمن المكلا أوضح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» استمرار الحملات الأمنية ضد الجيوب والخلايا النائمة من عناصر تنظيم القاعدة. وقال العميد سليمان بن غانم إن التفجيرات الإرهابية الأخيرة أعطت السكان المحليين دافعًا لتعزيز الالتفاف حول القوات العسكرية والتعاون مع رجال الأمن، لما «من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار، وتطهير حضرموت من الجيوب والخلايا النائمة، وتجفيف منابع التطرف والإرهاب».
وتشهد المدينة إجراءات أمنية مشددة منذ تحريرها من قبضة الإرهابيين، حيث سيطرت عناصر «القاعدة» على مدينة المكلا الاستراتيجية لأكثر من عام قبل استعادتها في منتصف الشهر الماضي.
وكنت مدينة المكلا التي تم تطهيرها من الجماعات الإرهابية قبل أسابيع قد شهدت خلال الأيام الماضية عمليات إرهابية استهدفت معسكرات للتجنيد، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى، وتبنتها الجماعات الإرهابية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.