لم تنقطع طوال الأسبوع الماضي هجمات تنظيم داعش الإرهابي الانتحارية، على مواقع ومناطق مختلفة في العاصمة بغداد، وتنوعت سلسلة الهجمات التي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها، بين سيارات مفخخة أو هجمات مسلحة، لكن عاملها المشترك كلها هو ضخ عدد لافت من الانتحاريين الذين بات يطلق عليهم «الانغماسيون».
وبدءا من أطراف بغداد الخارجية، مثل الهجوم الانتحاري الذي شنه التنظيم، أمس (الأحد)، على أكبر معامل إنتاج الغاز في العراق، في قضاء التاجي (شمال العاصمة)، إلى مدينة الصدر ذات الكثافة الشيعية (شرق بغداد)، أو المجمع السكني في عامرية الفلوجة (غرب العاصمة)، وبينهما الهجوم على مركز شرطة أبي غريب، استمرت العمليات التي يرنو التنظيم من خلالها إلى إشغال القوات الأمنية عن معركة الفلوجة الحاسمة، وفقا لمحللين.
ويقول قائد عسكري عراقي كبير - طلب عدم نشر اسمه - إن «هذه الهجمات التي تبدو شرسة الآن من قبل جيل جديد من انتحاريي (داعش) الذين يطلق عليهم الانغماسيين تجيء قبيل الهجوم المرتقب على مدينة الفلوجة، التي تعد من الناحية الاستراتيجية نقطة الارتكاز الأساسية التي يعتمدها التنظيم من أجل شغل القوات العراقية التي تجد نفسها غير قادرة على التقدم بسرعة بعيدا عن بغداد ومحيطها»، ويفسر ذلك بأنه استمرار لضخ قوات كبيرة في هذه المنطقة، سواء من القطاعات العسكرية النظامية، أو من قطاعات الحشدين الشعبي والعشائري، خشية قيام «داعش» بمعاودة هجماته على بغداد.
وردا عن سؤال بشأن الأسباب التي تبرر تأخير تحرير الفلوجة من «داعش»، والتفرغ للمناطق البعيدة (غرب الرمادي)، وصولا إلى الحدود العراقية - السورية والأردنية، قال القائد العسكري إن «داعش» أدرك منذ البداية أهمية الفلوجة الاستراتيجية، ولذلك عمل على تحصينها، ورمى بكل ثقله فيها، إلى الحد الذي تبدو فيه معركة الفلوجة فاصلة جدا، ولأن هناك مدنيون كثر في هذه المدينة، والغالبية العظمى منهم مغلوب على أمره، فإن اقتحامها يمكن أن يترتب عليه خسائر كبيرة بأرواح المدنيين، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج سلبية تدركها القيادة السياسية العراقية».
وتشير تحليلات مراقبين إلى أن التنظيم بات يدرك أن معركة الفلوجة بدأت تقترب من الناحية العسكرية، بدء من منطقة الكرمة، حيث تحتشد القوات، وبالتالي لم يعد أمامه لأغراض الإشغال سوى الزج بهذا الجيل الجديد من الانتحاريين، وغالبيتهم من صغار السن ممن بات يطلق عليهم «الانغماسيين»، ويعرفهم القائد العسكري بأنهم «الذين لن يعودوا في حال فشلت مهمتهم، إذ لا بد لهم أن ينتحروا، وهو ما يعني خلط الأوراق على المستويين الأمني والسياسي، ومحاولة رفع معنويات باقي عناصره، بالإيحاء بأنه ما زال قويا، ويستطيع نقل المعارك إلى أكثر من مكان في أوقات متقاربة».
وفي جنوب بغداد، لقي شخصان حتفهما بانفجار سيارة ملغومة بمنطقة اللطيفية جنوب بغداد.
وذكر مصدر أمني أن سيارة ملغومة انفجرت أثناء مرور رتل للجيش قرب محال تجارية في اللطيفية، مما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين وجرح 11 شخصا بينهم ثلاثة جنود، وفقا لوكالة أنباء الإعلام العراقي (واع).
وكان 6 انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة هاجموا، صباح أمس (الأحد)، معمل غاز التاجي (شمال بغداد)، الأمر الذي أدى إلى مقتلهم جميعا، واندلاع الحريق في ثلاثة معامل للغاز، وأسفر الهجوم عن مقتل وإصابة نحو 24 شخصا من القوات الأمنية.
من جانبها، أكدت وزارة الداخلية أن القوات الأمنية سيطرت على الموقف، وقتلت الانتحاريين الستة الذين هاجموا معمل الغاز بعد ساعة على اقتحامه، وأسفر الهجوم عن مقتل وإصابة سبعة من عناصر الأمن، وأشارت إلى أن فرق الدفاع المدني تمكنت من إخماد الحريق الذي اندلع في الخزانات.
وقال المتحدث باسم الوزارة، العميد سعد معن، خلال مؤتمر صحافي عقده بمقر قيادة الشرطة الاتحادية، وسط بغداد، إن «ستة من المجاميع الانتحارية حاولوا اقتحام معمل الغاز بعد تفجير سيارة مفخخة»، مضيفا: «الانتحاريون الستة فجروا أنفسهم قرب الخزان الأول، بعد محاصرتهم من قبل القوات الأمنية»، مؤكدا أن القوات الأمنية تمكنت من السيطرة على الموقف بعد ساعة على شن الهجوم، فيما تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على الحريق الناجم عن الهجوم.
انتحاريو «داعش» يستهدفون معمل غاز شمال بغداد وسوقا تجارية جنوبها
مختصون يربطون تكثيف العمليات «الانغماسية» بخشية التنظيم من تحضيرات تحرير الفلوجة
انتحاريو «داعش» يستهدفون معمل غاز شمال بغداد وسوقا تجارية جنوبها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة