الخلافات تدب بين أطراف الائتلاف الحكومي في تونس

هيئة الانتخابات تقترح 26 مارس المقبل لإجراء أول انتخابات بلدية

الخلافات تدب بين أطراف الائتلاف الحكومي في تونس
TT

الخلافات تدب بين أطراف الائتلاف الحكومي في تونس

الخلافات تدب بين أطراف الائتلاف الحكومي في تونس

هدد حزب الاتحاد الوطني الحر، الشريك في الائتلاف الحكومي التونسي، بالانسحاب من الائتلاف بسبب أزمة متصاعدة مع الحزب الأول «حركة نداء تونس».
وقالت يسرى ميلي، عضو المكتب السياسي في حزب الاتحاد الوطني الحر ومكلفة الإعلام لوكالة الأنباء الألمانية أمس السبت إن الحزب يبحث خيار الانسحاب من الائتلاف الحكومي بسبب خرق حزب حركة نداء تونس الذي يقود الائتلاف لتعهداته.
ويرتبط الخلاف بين الحزبين بقبول «نداء تونس» ضم نواب منشقين عن كتلة حزب الاتحاد الوطني الحر في البرلمان.
وأضافت ميلي أن «نداء تونس خرق اتفاقا أخلاقيا يقضي بمنع السياحة الحزبية بين أحزاب الائتلاف. ولا يمكن التعامل مع كتلة برلمانية خارجة عن سيطرة الحزب».
وأدت الأزمة إلى استقالة رئيس الهيئة السياسية والقيادي البارز في نداء تونس رضا بلحاج من منصبه، وذلك بسبب موقفه المعارض لضم نواب من أحزاب حليفة.
ومن جهته، قال المدير التنفيذي لحزب نداء تونس حافظ قايد السبسي إن حزبه سيعقد اجتماعا مع «الوطني الحر» لتبديد الخلاف القائم.
وتقلصت كتلة الاتحاد الوطني الحر في البرلمان إلى 12 نائبا بعد أن كانت ممثلة بـ16 نائبا. وكان نداء تونس نفسه قد فقد الأغلبية في البرلمان. فبعد أن كان ممثلا بـ86 مقعدا أصبح له اليوم 60 نائبا خلف حركة النهضة الإسلامية بـ69 مقعدا. فيما تتبادل أحزاب في البرلمان اتهامات بالفساد المالي مع تغير موازين القوى السياسية داخل البرلمان.
من جهة ثانية، قال رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس شفيق صرصار إن موعد أول انتخابات بلدية بعد مرحلة الانتقال الديمقراطي ستكون مبدئيا في تاريخ 26 مارس (آذار) المقبل.
وجاء هذا الإعلان إثر لقاء رئيس الهيئة برئيس الحكومة الحبيب الصيد مساء أول من أمس في قصر الحكومة بالقصبة.
وقال رئيس الهيئة إنه سيتم عقد اجتماع مع النشطاء السياسيين لتقديم العناصر المتعلقة بتحديد زمن خريطة الطريق التي تم اقتراحها.
ومن المقرر مناقشة مشروع قانون الانتخابات البلدية الجديد، الذي يتوقع أن يعزز صلاحيات السلطات الجهوية، لدى منظمات المجتمع المدني، ومن خلال استشارة وطنية قبل أن يتم الدفع به أمام نواب البرلمان في وقت لاحق من العام الحالي.
وستكون الانتخابات البلدية المقبلة الأولى التي تشهدها تونس عقب فترة الانتقال الديمقراطي وصياغة دستور جديد في 2014 بعد ثلاث سنوات من الإطاحة بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي عام 2011.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.