اتفاق تونسي ـ ليبي على فتح معبر رأس الجدير الحدودي أمام المسافرين

لجنة حكومية مشتركة بين البلدين ستشرف على استئناف نشاط المعبر

جنود موالون للحكومة الليبية يستريحون فوق دبابة بضواحي مدينة بنغازي (أ.ف.ب)
جنود موالون للحكومة الليبية يستريحون فوق دبابة بضواحي مدينة بنغازي (أ.ف.ب)
TT

اتفاق تونسي ـ ليبي على فتح معبر رأس الجدير الحدودي أمام المسافرين

جنود موالون للحكومة الليبية يستريحون فوق دبابة بضواحي مدينة بنغازي (أ.ف.ب)
جنود موالون للحكومة الليبية يستريحون فوق دبابة بضواحي مدينة بنغازي (أ.ف.ب)

تمكنت لجنة حكومية مشتركة بين تونس وليبيا من الاتفاق على إعادة النشاط التجاري إلى المعبر الحدودي بين البلدين بعد فترة من غلقه من الجانب الليبي، مما خلف احتجاجات اجتماعية في مدينة بن قردان، نتيجة تدهور الأوضاع الاجتماعية لمعظم الفئات الشبابية التي تعتمد التجارة البيئية مورد رزق أساسيا.
ودعا الحبيب الصيد، رئيس الحكومة التونسية، إلى تشكيل لجنة مشتركة تونسية ليبية، هدفها البحث عن سبل إعادة النشاط التجاري بين ليبيا وتونس، وذلك عقب زيارته الأخيرة إلى العاصمة الليبية طرابلس، ولقائه فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية، وطرح موضوع تعثر العلاقات التجارية بين البلدين على مستوى معبر رأس الجدير الحدودي.
وأشرف على هذه اللجنة المشتركة من الجانب التونسي الطاهر المطماطي والي (محافظ) مدنين، ومن الجانب الليبي حافظ بن ساسي عميد بلدية زوارة الليبية بمشاركة ممثلين عن المجتمع المدني، وكان الهدف من هذا الاجتماع، وفق تصريحات من الجانبين، «مزيدا من التنسيق والتواصل بين الجانبين التونسي والليبي لفتح المعبر الحدودي رأس الجدير» في المقام الأول. كما ضم ممثلين عن الأجهزة الأمنية والجمركية التونسية والليبية العاملة على مستوى المعبر الحدودي رأس الجدير.
وإثر اجتماع دام نحو سبع ساعات بين مسؤولين تونسيين وليبيين تم الاتفاق على استئناف حركة عبور المسافرين في المعبر بين تونس وليبيا، وعادت حركة العبور على مستوى معبر رأس جدير الحدودي إلى حالتها العادية في الاتجاهين منذ صباح أمس، على أن تستأنف الحركة التجارية في المعبر وفي الاتجاهين يوم غد الاثنين.
وبشأن أهمية هذا الاتفاق على الاستقرار الاجتماعي في منطقة بن قردان، قال الطاهر المطماطي، والي منطقة مدنين في تصريح إعلامي، إثر انتهاء الاجتماع بين الطرفين التونسي والليبي، إن فتح المعبر قد تم الاتفاق بشأنه بين الطرفين، وأضاف أن الإشكال الأساسي لا يكمن في فتح المعبر أو غلقه بل في تدفق وسيولة السلع من الجانب الليبي إلى الأراضي التونسية، وهو ما تعمل هذه اللجنة التي تم تشكيلها على حله حتى تستجيب إلى حاجة شباب منطقة الجنوب الشرقي إلى تأمين موارد رزق تقيهم الحاجة، على حد تعبيره.
وكان غلق المعبر من الجانب الليبي قد خلف حالة من الاحتقان الاجتماعي في الجانب التونسي، بلغت حد الإعلان الإضراب العام بداية هذا الأسبوع في مدينة بن قردان البوابة الأولى في الجانب التونسي بعد معبر الجدير، ودعا المحتجون ومعظمهم من الشباب الحكومة التونسية إلى التفاوض الجدي مع الطرف الليبي من أجل فتح حركة عبور البضائع التي تمثل مورد رزق معظم العائلات التي تعيش على التجارة البينية.
وفي هذا الشأن، قال مصطفى عبد الكبير، الناشط الحقوقي التونسي الممثل عن المجتمع المدني في هذا الاجتماع، إن المهم بالنسبة إلى الجانبين هو تقديم الضمانات التي تجعل غلق المعبر الحدودي أمرا مستبعدا خلال الفترة المقبلة، خصوصا من الجانب الليبي الذي كرر العملية، نتيجة سيطرة أطراف متعددة على المعبر الحدودي.
وأشار إلى أن الاجتماع تركز في جانب منه على التباحث حول إيجاد ضريبة موحدة لمواطني البلدين على السلع المستوردة، وتشكيل لجنة مشتركة تتولى متابعة شكاوى العابرين والمسافرين من الجانبين لتجاوز كل أسباب الخلاف.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.