أعاد مجلس النواب الليبي أمس الصراع على السلطة في البلاد إلى نقطة البداية مجددًا، بعدما طلب رئيسه المستشار عقيلة صالح، من الحكومة الانتقالية الموالية له برئاسة عبد الله الثني الاستمرار في أداء مهامها.
وقال صالح في رسالة وجهها إلى الثني، وزعها مكتبه أمس، إنه يطالب الحكومة بالاستمرار في أداء مهامها إلى حين إبلاغها رسميًا من مجلس النواب بإجراء عملية تسليم السلطة إلى حكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة برئاسة فائز السراج.
وأوضح صالح أن عمل هذه الحكومة سيستمر إلى أن يتم استكمال المتطلبات الدستورية والقانونية الضرورية لسريان الاتفاق الذي تم توقيعه نهاية العام الماضي في منتجع الصخيرات بالمغرب بين الفرقاء الليبيين.
ولفت إلى أن المادة 12 من هذا الاتفاق، نصت على اعتماده في مجلس النواب وتعديل الإعلان الدستوري بعد التصويت عليه بالأغلبية المطلوبة، بالإضافة إلى اعتماد حكومة الوفاق من قبل مجلس النواب ومنحها الثقة بعد التصويت عليها بالأغلبية المطلوبة، قبل أداء اليمين القانونية أمام المجلس.
وأكد صالح مع ذلك، ترحيبه باتفاق الصخيرات، الذي قال إنه يتمنى أن يؤدي إلى إحلال السلام والوئام في البلاد.
إلى ذلك شن الصادق الغرياني مفتي ليبيا المعزول من البرلمان الشرعي، الذي اعتبر أن المعركة في ليبيا بين طرفين لا ثالث لهما، هما الثوار وأعدائهم، هجومًا حادًا على الجيش الموالى للشرعية بقيادة الفريق خليفة حفتر، واتهمه بتدمير ليبيا، لأنهم أعداء للوطن وللشعب وللثورة، على حد قوله.
وقال الغرياني في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس إن حفتر يحاول صرف من وصفهم بالثوار عن المعركة الحقيقية في مدينة بنغازي، لأنه إذا انكسرت شوكة حفتر انكسرت شوكة الدواعش، وطالب الثوار بعدم الوقوع في الفخ وألا ينجروا إلى الحرب في الصحراء، كي لا تبتلع الآلاف منهم.
وبعدما دعا إلى التفاوض مع القبائل المهمة في بنغازي وفي الشرق التي تدعم حفتر، معتبرًا أن التواصل معها إلى حل سينهي مشكلة ليبيا، أبدى الغرياني استغرابه من تهنئة المجلس الرئاسي لحكومة السراج للانتصارات التي حققتها قوات الجيش أخيرًا في مدينة بنغازي شرق البلاد.
ودعا ثوار مصراتة إلى الوقوف فيها سدًا منيعًا أمام تقدم تنظيم داعش نحو المدينة، لافتًا إلى أن التنظيم يحاول استدراج الثوار إلى منطقة أبو قرين.
عسكريًا، اشتعلت المعارك في مدينة سرت الساحلية ومسقط رأس الراحل معمر القذافي بين تنظيم داعش وقوات مصراتة الموالية لحكومة الوفاق الوطني، فيما أعلن الجيش الموالي للسلطات الشرعية في البلاد التزامه بالسرية على تفاصيل عملية عسكرية موازية يقوم بها منذ يومين لتحرير المدينة.
وفرض تنظيم داعش سيطرته على بلدة أبو قرين التي تبعد نحو 130 كيلومترًا غرب مدينة سرت وخطف ستة من قوات مصراتة في منطقة استراتيجية في غرب البلاد، تقع على طريق رئيسي يربط الغرب الليبي بشرقه.
ولقي أربعة من القوات الموالية لحكومة السراج مصرعهم وأصيب 30 آخرون في اشتباكات دارت شرق السدادة التي تبعد نحو 80 كيلومترًا جنوب مصراتة، وتشكل خط الدفاع للفصائل المسلحة بالمدينة الساحلية منذ أن سيطر مقاتلو تنظيم داعش على عدد من البلدات ومراكز التفتيش في المنطقة أواخر الأسبوع الماضي.
وشن «داعش» هجومًا شمل تفجيرين انتحاريين واستهدف نقطة تجمع لقوات حكومة السراج على بعد نحو 50 كيلومترًا شرق منطقة أبو قرين، حيث أعلن مسؤول في غرفة العمليات المشتركة أن الهجوم استهدف «تجمعًا لقواتنا في السدادة» جنوب مصراتة.
وأضاف: «هاجم في البداية انتحاريان أحدهما يقود سيارة مفخخة والثاني دراجة نارية التجمع العسكري، ثم اندلعت اشتباكات في المنطقة بين عناصر التنظيم وقواتنا». وتابع: «سقط لنا أربعة (شهداء) وأصيب 24 عنصرًا آخر بجروح».
وتبعد السدادة أكثر من 150 كيلومترًا غرب سرت التي تعد معقلاً للتنظيم المتشدد في البلاد التي تسودها الفوضى الأمنية منذ العام الماضي.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في غرفة العمليات المشتركة في مدينة مصراتة التي تبعد 200 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس، أن «تنظيم داعش سيطر على منطقة أبو قرين، وبالتالي على الطريق الذي يمر بها».
وأضاف أن «التنظيم خرج من قاعدته في سرت وتمدد غربًا، ونحن نستعد لمهاجمته لاستعادة المناطق التي سيطر عليها»، مشيرًا إلى أن «ساعة الصفر باتت قريبة».
كما نجحت عناصر التنظيم المتطرف في خطف 6 من الضباط وضباط الصف يتبعون جهاز الشرطة في أبو قرين وزمزم التابعتين لمدينة مصراتة، وفقًا لما أعلنه رئيس الفرع البلدي لأبو قرين، الذي لفت إلى أن من بين المخطوفين 3 ضباط شرطة من أبو قرين و3 آخرين من منطقة زمزم، وما زال مصيرهم مجهولاً بعد اقتيادهم إلى مكان مجهول.
وتقع أبو قرين التي تشهد عملية نزوح كبيرة منذ أسبوع، في منطقة استراتيجية قرب الساحل عند الطريق الرئيسي الذي يربط الشرق الليبي بغربه، ومدينة مصراتة بمدينة سرت وبالجنوب الليبي أيضًا.
ويأتي نجاح التنظيم في التمدد غربًا في وقت تعلن قوات السراج والجيش الليبي عن قرب مهاجمة قواعد التنظيم لاستعادة سرت في حملتين عسكريتين منفردتين.
وكانت حكومة السراج قد ردت على عملية أطلقها الجيش الذي يقوده الفريق خليفة حفتر في شرق البلاد، بتشكيل «غرفة عمليات» عسكرية خاصة ضد تنظيم داعش، تقوم مهمتها على تنسيق أنشطة مكافحة التنظيم في المنطقة الممتدة بين مصراتة وسرت.
وهاجمت عناصر «داعش» الأسبوع الماضي أبو قرين الخاضعة لسيطرته منذ منتصف العام الماضي، حيث دارت معارك بين عناصر التنظيم والقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني في المنطقة، قبل أن تنسحب هذه القوات من المعركة.
وهي المرة الأولى التي ينجح فيها تنظيم داعش في السيطرة على منطقة تقع إلى الغرب من قواعده في سرت، علمًا بأنه يسيطر أيضًا على مناطق شرق المدينة.
احتدام المعارك بين «داعش» وقوات موالية لحكومة السراج في الغرب
مجلس النواب يشعل مجددًا الصراع على السلطة بالتمديد لحكومة الثني
احتدام المعارك بين «داعش» وقوات موالية لحكومة السراج في الغرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة