وصل تيري وولف مساعد مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي ضد «داعش» إلى تونس في زيارة قد تكون حاسمة في الحرب الإقليمية على الإرهاب، إذ إنها تأتي بعد يوم واحد من تسلم المؤسسة العسكرية التونسية لمساعدات عسكرية موجهة ضد التنظيمات الإرهابية. كما تأتي الزيارة عقب إعلان تقارير غربية عن وجود قوات خاصة أميركية في مدينتي بنغازي ومصراتة بليبيا المجاورة، إضافة إلى تصريح أحد المسؤولين الأميركيين حول إمكانية تخفيف الحظر على تصدير الأسلحة إلى ليبيا ودعم حكومة الوفاق الوطني في حربها ضد الإرهاب.
والتقى وولف بار المسؤولين في الحكومة التونسية وغلب الملف الليبي والتهديدات التي يمثلها تنظيم داعش وسعيه إلى التمدد في الدول المجاورة على مجمل الاجتماعات.
وتدعم عدة دول غربية الهجوم المسلح على تنظيم داعش في ليبيا فيما عبرت تونس وبعض دول الجوار مع ليبيا في أكثر من مناسبة، عن رفضها الخيار العسكري لحل الخلاف بين الفرقاء الليبيين.
وحظيت تونس إثر زيارة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إلى الولايات المتحدة الأميركية خلال السنة الماضية بوضع الحليف الاستراتيجي للحلف الأطلسي من خارج الحلف. وأعلن الرئيس التونسي انضمام تونس إلى التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، واعتبر هذا التحالف بمثابة الإطار الأمثل للعمل المشترك والالتزام الجماعي بمحاربة التطرف.
ووفق متابعين للوضع السياسي والأمني على المستوى الإقليمي، فإن التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب يعتمد على تونس في تنفيذ جزء مهم من استراتيجيته للحد من تمدد التنظيمات الإرهابية عبر تقوية أجهزة الاستخبارات في الدول المجاورة ودعمها ماديا وعسكريا للوقوف في وجه تلك التنظيمات، خصوصا منها تنظيم داعش الإرهابي.
وفي هذا السياق، تسلمت وزارة الدفاع التونسية أول من أمس بالقاعدة الجوية بالعوينة (العاصمة التونسية) طائرات مراقبة واستطلاع وسيارات رباعية الدفع حصلت عليها على شكل مساعدات من الولايات المتحدة الأميركية وهي موجهة لدعم قدرات الجيش الوطني في مجال مراقبة الحدود وخصوصا منها حدودها الجنوبية مع ليبيا.
وحضر فرحات الحرشانى وزير الدفاع التونسي وأماندا دوري نائبة مساعد كاتب الدفاع الأميركي المكلفة الشؤون الأفريقية، ودانيال روبنشتاين سفير الولايات المتحدة في تونس، موكب تسليم تلك المعدات العسكرية إلى جانب عدد من إطارات من تونس وجيش الطيران ومسؤولين ومدربين عسكريين أميركيين.
وأكد الوزير التونسي أن المعدات العسكرية الأميركية المكونة من طائرات من نوع «مول» وسيارات رباعية الدفع من نوع «جيب 8» من شأنها أن تعزز قدرات تونس في حماية حدودها البرية والبحرية في ضوء ما تشهده المنطقة من تحديات أمنية متنوعة.
وعبر الحرشاني عن الأمل في أن تتسلم المؤسسة العسكرية التونسية في أقرب الآجال طائرات «البلاك هوك» المختصة في مكافحة الإرهاب بقصد تدعيم القدرات العملياتية للجيش التونسي في دحر التنظيمات الإرهابية.
وفى تصريح إعلامي قال فرحات الحرشاني إن تسلم هذه المعدات سيساعد على مراقبة الحدود التونسية حيث سيتم استكمال منظومة الساتر الترابي والخنادق بمنظومة مراقبة إلكترونية.
كما أبرز أهمية التزود بالمعلومات مهما كان نوعها ومصدرها في مكافحة الإرهاب، لافتًا إلى ضرورة تدريب جيل جديد من العسكريين يكون متمكنا من التقنيات العسكرية الحديثة.
وكانت القوات المسلحة التونسية قد تسلمت سنة 2014 زوارق سريعة عززت من قدرات أسطول جيش البحر ووسائل رؤية ليلية لفائدة الجيوش الثلاثة (البر والبحر والجو)، بالإضافة إلى تسلم معدات إنارة ووسائل لمكافحة الألغام، وذلك خلال السنة الموالية أي سنة 2015. وتأمل في الحصول على تمويلات غربية لاستكمال منظومتها الدفاعية على الحدود الشرقية التي تربطها مع ليبيا، وخصوصا منها تركيز منظومة للمراقبة الإلكترونية.
من جهتها، أكدت أماندا دوري نائبة مساعد كاتب الدفاع الأميركي المكلفة الشؤون الأفريقية أن تسلم هذه المعدات العسكرية يبرهن على قوة العلاقة الاستراتيجية بين تونس والولايات المتحدة الأميركية. وأكدت: «إن بلادها التي ساندت تونس في انتقالها الديمقراطي منذ الثورة هي اليوم أكثر التزامًا بتأمين هذه المكاسب وتدعيم الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين، ومساندة جهود تونس في مواجهة التهديدات المحتملة. وأفادت بأن طائرات المراقبة التي تسلمتها تونس ستحسن من قدرتها على تحديد مواقع الإرهابيين الذين يحاولون التسلل عبر الحدود سواء الغربية أو الشرقية.
مساعد مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي ضد «داعش» في زيارة إلى تونس
الملف الليبي وتهديدات المتطرفين على رأس المشاورات
مساعد مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي ضد «داعش» في زيارة إلى تونس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة