الأكراد وشيوخ الحسكة يتوسطون مع «داعش» لكشف مصير 3 جنود روس

معلومات عن عملية أسر جديدة لعناصر من النخبة الروسية

الأكراد وشيوخ الحسكة يتوسطون مع «داعش» لكشف مصير 3 جنود روس
TT

الأكراد وشيوخ الحسكة يتوسطون مع «داعش» لكشف مصير 3 جنود روس

الأكراد وشيوخ الحسكة يتوسطون مع «داعش» لكشف مصير 3 جنود روس

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن وساطة تجريها القوات الكردية مع تنظيم داعش من أجل تحديد مصير جنديين أو ثلاثة جنود روس ما زالوا مفقودين في سوريا، منذ معركة تحرير تدمر من التنظيم خلال مارس (آذار) الماضي.
وأوضح، أن «وحدات حماية الشعب الكردي لا تزال تفاوض التنظيم من أجل الكشف عن مصير هؤلاء الجنود». في وقت كشف مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، عن معلومات تفيد بـ«فقدان جنود روس (أمس) قرب مطار دير الزور العسكري». وأكد أن «المعلومات تتضارب بين قتل جنود من قوات النخبة الروسية وسحب جثثهم، أو اختطافهم من قبل (داعش) والاحتفاظ بهم أسرى».
وعلى الرغم من نفي الناطق باسم «قوات سوريا الديمقراطية» العقيد طلال سلّو، علمه بوجود وساطة، توقع في اتصال مع «الشرق الأوسط» في حال حصولها أن «تجري عبر وسطاء، بسبب انعدام التواصل المباشر بين قوات سوريا الديمقراطية، ووحدات الحماية الكردية من جهة، وتنظيم داعش الإرهابي من جهة أخرى». غير أن القيادي الكردي إدريس نعسان خالفه الرأي، وأقر بوجود هذه الوساطة، وتحدث عن «أمور مفاوضات تجري بهذا الصدد، خصوصا أن الجهود الكردية أسهمت في المرة السابقة في الإفراج عن جثمان ضابط روسي كان قتل خلال معركة تدمر على يد تنظيم داعش».
وإذ رفض الدخول في تفاصيل التفاوض وسقفه الزمني، أكد إدريس لـ«الشرق الأوسط»، أن «عملية التفاوض حقيقة تجري الآن لاسترداد جثة جندي روسي قتل في إحدى المعارك، وأسيرين آخرين (روسيين) يُعتقد أنهما ما زالا على قيد الحياة». وخلافا لما يحكى عن تفاوض عبر وسطاء، قال القيادي الكردي: «إن المعلومات تشير إلى مفاوضات مباشرة كما حصل خلال تسلم جثة الضابط الروسي، وتسليم قياديين للتنظيم كانوا أسرى لدى قوات الحماية الكردية».
القيادي الكردي لم يخف أن «شروط التفاوض معروفة؛ فتنظيم داعش يشترط إطلاق العشرات من قيادييه الميدانيين ومقاتليه الأسرى لدى القوات الكردية والنظام السوري، وأحيانا يرفع التنظيم سقف مطالبه؛ ما يؤخر تقدم العملية»، كاشفا عن أن «الجانب الكردي أخذ على عاتقه تفاصيل هذه الصفقة، لتكون نوعا من ترسيخ الثقة بينه وبين الروس، الذين كانوا سباقين في فتح ممثلية للأكراد في موسكو، وهي الخطوة الدولية الأولى التي شكلت اعترافا بحق الأكراد في الحكم الذاتي». ولفت نعسان إلى أن «الأكراد يسعون أيضا إلى كسب ثقة الدول المؤثرة، وعلى رأسها روسيا والولايات المتحدة الأميركية».
من جهته، أكد رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، أن «التفاوض بين الأكراد و(داعش) يجري عن طريق شيوخ في منطقة الحسكة؛ كونها نقطة تقاطع بين الطرفين»، مشيرا إلى أن «شروط التنظيم لا تتعدى إطلاق أسراه الأحياء وتسليمه جثث مقاتليه الذين تحتفظ بها القوات الكردية والنظام السوري»، لافتا إلى أن «الروس لجأوا إلى خيار التفاوض مع تنظيم يعدونه إرهابيا؛ لأن الخيار العسكري لم يفض إلى تحديد مصير جنودهم، وكل الوسائل الأخرى باتت معدومة».
وقال المرصد السوري في تقرير نشره أمس: إن «قوات الحماية الكردية تتوسط الآن مع (داعش)؛ لكونها هي من أشرف في 27 أبريل (نيسان) على عملية تبادل لجثة الضابط الروسي الذي قتله التنظيم قبل أسابيع في منطقة تدمر بريف حمص الشرقي، مقابل تسليم 15 من أسرى وجثث لقيادييه من تنظيم كانت قد أسرتهم وقتلتهم الوحدات الكردية خلال اشتباكات ومعارك سابقة جرت بينهما»، لافتا إلى أن: «صفقة الضابط الروسي شملت أيضا الإفراج عن جثث 4 عسكريين أفغان من الطائفة الشيعية مقيمين في إيران، كان قد أسرهم التنظيم واحتفظ بجثثهم خلال معارك وقعت في محيط تدمر، لكن هذه الجثث لا تزال في مستشفى القامشلي ولم يتسلمهم أحد حتى الآن». ونقل عن مصادر وصفها بأنها «موثوقة»، أن «أول عملية تفاوض بين القوات الكردية وتنظيم داعش بدأت في الثالث من أبريل، وأثمرت في 27 من الشهر في الإفراج عن جثة الضابط الروسي، مقابل تحرير قياديين في التنظيم».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.