رئيس الحكومة التونسية يبحث في المغرب الوضع في ليبيا ومواجهة الإرهاب

المباحثات تشمل تدارس تفعيل التكامل بين دول اتحاد المغرب العربي

رئيس الحكومة التونسية يبحث في المغرب الوضع في ليبيا ومواجهة الإرهاب
TT

رئيس الحكومة التونسية يبحث في المغرب الوضع في ليبيا ومواجهة الإرهاب

رئيس الحكومة التونسية يبحث في المغرب الوضع في ليبيا ومواجهة الإرهاب

سيكون تنسيق المواقف حول قضايا المنطقة، وفي مقدمتها الوضع في ليبيا ومواجهة الإرهاب، إلى جانب تفعيل مسيرة اتحاد المغرب العربي، أهم الملفات المطروحة خلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها اليوم الحبيب الصيد، رئيس الحكومة التونسية، إلى المملكة المغربية بدعوة من عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المغربية، التي تستمر حتى غد الأربعاء.
وأشارت رئاسة الحكومة التونسية إلى أن هذه الزيارة تندرج «في إطار حرص البلدين على مزيد من تعزيز العلاقات الثنائية، وتعميق التشاور السياسي، تجسيمًا لما توليه قيادتا البلدين من حرص متواصل على الارتقاء بمسار التعاون والشراكة، ولتطلعات الشعبين الشقيقين في التكامل والاندماج».
وقالت المصادر ذاتها إن الحبيب الصيد سيجري محادثات ثنائية مع كبار المسؤولين في المملكة المغربية، كما ستتناول المباحثات سبل زيادة دعم التعاون الثنائي والتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك إقليميًا ودوليًا.
وخلال هذه الزيارة سيقوم الصيد بزيارة ميدانية إلى ميناء طنجة - المتوسط، للاطلاع على سير العمل بهذا الفضاء الحيوي والهام بالنسبة لاقتصاد المدينة، وبحث سبل الاستفادة من التجربة المغربية في هذا المجال.
وكان اجتماع الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي، الذي التأم في تونس من 2 إلى 5 مايو (أيار) الحالي، قد أكد ضرورة إحياء اتحاد المغرب العربي، والعمل على تجاوز العراقيل التي تقف أمام تفعيله وتحويله إلى قوة سياسية واقتصادية.
ووفق مصادر تونسية مطلعة، فإن هذه الزيارة تمثل مناسبة لمتابعة سير تنفيذ قرارات الدورة 18 للجنة المشتركة التونسية - المغربية، التي احتضنتها تونس في 12 يونيو (حزيران) من السنة الماضية.
وكان رئيسا حكومتي البلدين قد أشرفا على أشغال تلك اللجنة، التي توجت بالتوقيع على ثماني اتفاقيات مشتركة. أما على المستوى الاقتصادي، فبحث البلدان عن سبل جديدة لرفع حجم التبادل التجاري سيمثل أحد المحاور المهمة في المشاورات بينهما. وأشارت إحصائيات رسمية تونسية إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين لم يتجاوز حدود 601.7 مليون دينار تونسي (نحو 300 مليون دولار) خلال سنة 2015، وهي موزعة إلى 353.2 مليون دينار من الصادرات التونسية، و248.5 مليون دينار من الواردات.
ويسعى البلدان إلى تأمين الاستفادة المشتركة من عدة تجارب ناجحة في قطاعات الطاقات المتجددة والمناجم والموانئ والفلاحة والصيد البحري والتشغيل، إلى جانب الحضور المشترك في أسواق أفريقيا وأميركا اللاتينية، وذلك في إطار التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف. كما يعول البلدان على السوق الأفريقية في ضمان ديمومة الانتعاشة الاقتصادية في ظل تراجع الأسواق التقليدية لكلا البلدين في دول القارة الأوروبية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».