مسؤلون أميركيون: البنتاغون يخشى التورط في الحرب ضد «داعش»

وسط «فوضى في العراق» و«اهتزاز وقف إطلاق النار في سوريا»

مواطنون على الحدود التركية يتابعون الغارات الجوية ضد مواقع «داعش» في الداخل السوري (واشنطن بوست)
مواطنون على الحدود التركية يتابعون الغارات الجوية ضد مواقع «داعش» في الداخل السوري (واشنطن بوست)
TT

مسؤلون أميركيون: البنتاغون يخشى التورط في الحرب ضد «داعش»

مواطنون على الحدود التركية يتابعون الغارات الجوية ضد مواقع «داعش» في الداخل السوري (واشنطن بوست)
مواطنون على الحدود التركية يتابعون الغارات الجوية ضد مواقع «داعش» في الداخل السوري (واشنطن بوست)

قال مسؤولون عسكريون أميركيون كبار، أمس (الاثنين)، إنهم يخشون أن الحرب الأميركية ضد تنظيم داعش ستقود إلى «تورط حقيقي». وقال واحد منهم لصحيفة «واشنطن بوست»: «بعد شهور من انتصارات غير متوقعة، صرنا نواجه عراقيل في ساحة الحرب، وخارجها، مما يدعو إلى التساؤل عن إمكانية المحافظة على الانتصارات الأخيرة».
وأشار إلى «فوضى في العراق» و«اهتزاز وقف إطلاق النار في سوريا» و«عواصف سياسية في تركيا». و أضاف بأن «استراتيجية أميركية عسكرية عملاقة لمواجهة عدو في قوة وتشعب (داعش) يجب ألا تعتمد على قوات محلية. بل إن هذه القوات متعددة الجنسيات، ومتعاركة، وليست في مستوى مقبول في الكفاءة العسكرية».
ورغم أن مسؤولا قال للصحيفة إنه، في الوقت الحاضر، تسير الاستراتيجية الأميركية حسب الخطة التي وضعت، وإن الضربات الجوية وعمليات كوماندوز القوات الخاصة تلحق خسائر كبيرة وهامة بالنسبة لـ«داعش»، تدخل الحرب «مرحلة جديدة وتبدو صعبة».
وأضاف بأن «الحرب لا يمكن أن تنجح دون حشود أميركية أكبر». وأشار إلى معارك متوقعة، مثل الموصل والرقة والفلوجة.
وساق مسؤولون في البنتاغون الكثير من الشواهد على تصعيد الجيش الأميركي مشاركته على الأرض في محاربة «داعش»، فقد تم إرسال 450 من قوات العمليات الخاصة كقوات إضافية إلى سوريا والعراق.
هذا إلى جانب نشر المئات من قوات المارينز بالقرب من الخطوط الأمامية في العراق. كما تم جلب طائرات مهاجمة من طراز مروحيات الأباتشي وB - 52S لخدمة الحملة الجوية ضد «داعش».
من جهته، قال الجنرال غاري فولسكي، قائد القوات البرية في بغداد، التي تنسق مع القوات العراقية أمس، إن دفاعات «داعش» في هذه المدن «أكبر وأقوى» من التي كانت في الرمادي التي سيطرت عليها القوات الحليفة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وأضاف: «ستكون هذه المعارك القادمة أكثر صعوبة، وكلما نقترب من الموصل. ليس هناك شك في هذا».
وقال روبرت فورد، سفير أميركا السابق لدى سوريا، الذي يعمل حاليا خبيرا في معهد الشرق الأوسط في واشنطن: «يفرح الأميركيون كلما سقطت قرية، لكنهم لا ينظرون إلى الغابة التي أمامهم». وأضاف بأنه، بالإضافة إلى العراقيل العسكرية، توجد العراقيل السياسية، والتي تتمثل في «فوضى في العراق» و«عدم ثبوت وقف إطلاق النار في سوريا»، ومشكلات تركيا، إشارة إلى النزاعات بين القادة السياسيين، ومع الأكراد والأقليات الأخرى.
وعن «فوضي العراق»، قال: «هذه مشكلة لا تقدر طائرات الأباشي وطائرات إف 61 على حلها. يجب أن نهتم بالجوانب السياسية قدر اهتمامنا بالجوانب العسكرية».
في الأسبوع الماضي، قال بيرت ماكفورك، مبعوث الرئيس باراك أوباما إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، إن الحرب ضده ستكون «طويلة.» وقال جوش إيرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض بأن الحرب «لن تكن سهلة».
وقال آشتون كارتر، وزير الدفاع، إنه واثق بأن الدول المشاركة في القتال ضد «داعش» في سوريا والعراق «ستدفع بمزيد من الإمكانات العسكرية إلى ميدان المعركة.. يوجد إدراك مشترك بأننا جميعا يجب أن نكون مستعدين لتقديم المزيد. نعم، يتطلب الانتصار المزيد. سننتصر، لكن علينا جميعا أن نقدم المزيد».
لكنه أضاف، خلال لقاء مع صحافيين: «هذا القتال لم ينته بعد. هذا القتال ينطوي على مخاطر كبيرة». وقال إن «السماح لـ(داعش) بالحصول على ملاذ آمن يحمل مخاطر أكبر كثيرا».
في الشهر الماضي، قال ماكفورك إن الحرب ضد «داعش» ستكون «طويلة». وإن «داعش» خسر 40 في المائة تقريبا من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق. و10 في المائة تقريبا من الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا.
ورغم أنه قال إن «(داعش) لم يحقق أي انتصار ملموس على الأرض منذ عام، منذ مايو (أيار) الماضي»، أضاف: «لن تكون هذه حرب قصيرة. هذه حرب طويلة».
حسب وكالة الصحافة الفرنسية نفذ التحالف ضد «داعش»، منذ بداية حملته العسكرية، عشرة آلاف غارة تقريبًا في العراق وسوريا. لكن، رغم طرد «داعش» من الرمادي في العراق، تظل استعادة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، أو الرقة، حيث رئاسة «داعش» في سوريا، «غير متوقعة قبل أشهر».
قبل شهرين، قال تقرير أصدره البنتاغون إن الحرب ضد «داعش»، التي بدأت في أغسطس (آب) عام 2014، تكلفت، حتى ذلك الوقت، سبعة مليارات دولار. وإن الحرب تكلفت 12 مليون دولار يوميًا.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.