على إيقاع الدبكة الشعبية، وبرفقة عدد كبير من الشخصيات الشعبية وأفراد العائلة، دخل الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في إسرائيل (الجناح الشمالي)، إلى سجن بئر السبع، ليمضي محكوميته بالسجن 9 أشهر، بعد إدانته في محكمة إسرائيلية بتهمة التحريض.
وقد نقلته إدارة السجون فورا إلى سجن «رامون»، القريب من سجن «نفحة» الصحراوي، البعيد عن مكان سكنه نحو 240 كيلومترا، والمعروف بظروفه القاسية. وقال المحامي خالد زبارقة: «أعتبر إن قرار سلطات السجون جاء لوضع الصعاب أمام أي نشاط مستقبلي حول قضية الشيخ رائد صلاح، عدا ما يشكله هذا القرار من عقوبة على أهله وعقبة أمام زيارته».
وكانت قضيته هذه قد بدأت في 16 فبراير (شباط) سنة 2007، حيث اعتقلته الشرطة الإسرائيلية بسبب خطاب ألقاه في حي وادي الجوز في القدس الشرقية المحتلة، دعا فيه الفلسطينيين والعرب والمسلمين في العالم أجمع، إلى النضال ضد مشاريع التهويد التي تهدد بهدم المسجد الأقصى بغرض بناء هيكل يهودي مكانه، فعدته «تحريضا كاذبا»، وحكمت عليه بالسجن 8 أشهر. واستأنفت النيابة على القرار، طالبة رفع مدة السجن إلى 40 شهرا، فرفعت المحكمة المركزية الحكم إلى 11 شهرا. فاستأنف الشيخ صلاح إلى المحكمة العليا، فقررت هذه، في مطلع السنة، تخفيض الحكم إلى 9 أشهر، وسمحت له بأن ينفذ الحكم بعد 4 أشهر.
ووصل الشيخ رائد صلاح أمس، إلى سجن بئر السبع بمرافقة موكب شعبي كبير، فضلا عن والدته وبناته وأحفاده. وكان من بين الحضور وفد من «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة»، بقيادة الأمين العام منصور دهامشة، وعضو الكنيست يوسف جبارين، ومن حزب التجمع، بقيادة رئيس الحزب عضو الكنيست جمال زحالقة، ومن حزب الإصلاح بقيادة رئيس الحزب، الشيخ حسام أبو ليل، و«حركة أبناء البلد»، بقيادة رئيسها رجا اغبارية.
وألقى الشيخ صلاح كلمة قدم فيها شكره وتقديره لجميع المودعين، محملا إياهم أمانة الحفاظ على المسجد الأقصى والقدس الشريف، قائلا: «هذه ليست لحظات وداع، بل هي تجديد عهد وبيعة لثوابتنا ومبادئنا العروبية والفلسطينية، وفرحتنا الكبرى ستكون بزوال الاحتلال عن المسجد الأقصى المبارك». وأضاف: «شرف لي وللأمة أن ندخل السجن من أجل حماية الأقصى والقدس الشريف، أنا أدخل السجن بمشيئة الله وليس بمشيئة نتنياهو. فمرحى بالسجن في نصرة الأقصى».
وقال الشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية قبل أن يصدر قرار الحكومة الإسرائيلية بحظرها، إن «سجن الشيخ صلاح يمثل عقوبة على الموقف الواضح الذي تبنته الحركة الإسلامية. منذ عشرين عاما قلنا للدنيا إن الأقصى في خطر، ولم تكن صرخة في واد ولا كتابة على رماد، وإنما صرخة وقعت في آذان كل العرب والمسلمين، ما أفشل مخططات الحكومة الإسرائيلية في اغتنام فرصة الوضع الحالي للأمة وبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى».
وقبل أن يدخل السجن، بادر الشيخ صلاح نفسه إلى سحجة شعبية، ردد فيها الأناشيد والشعارات والجمهور يرد وراءه: «كونوا للأقصى هلال حتى يزول الاحتلال»، و«حطموا هذي الأغلال حتى يزول الاعتقال»، و«ع الأقصى شدوا الرحال حتى يزول الاحتلال»، و«الأقصى دار العز واحنا رجالها».
رائد صلاح يدخل السجن في موكب على إيقاع الدبكة الشعبية
قال: أدخله بمشيئة الله لا بمشيئة نتنياهو ومرحى به لنصرة الأقصى
رائد صلاح يدخل السجن في موكب على إيقاع الدبكة الشعبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة