نقابة الصحافيين بمصر تدعو الصحف للالتزام بقرارات التصعيد بدءًا من اليوم

توقيف الناشط الحقوقي مالك عدلي وحبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات

نقابة الصحافيين بمصر تدعو الصحف للالتزام بقرارات التصعيد بدءًا من اليوم
TT

نقابة الصحافيين بمصر تدعو الصحف للالتزام بقرارات التصعيد بدءًا من اليوم

نقابة الصحافيين بمصر تدعو الصحف للالتزام بقرارات التصعيد بدءًا من اليوم

دعت نقابة الصحافيين في مصر، أمس، الصحف لبدء تفعيل قرارات اجتماع أعضاء الجمعية العمومية، بعد أن أقرها مجلس النقابة، بدءا من اليوم (السبت)، فيما بدا تصميما من النقابة على التمسك بمطالبها التي يأتي على رأسها إقالة وزير الداخلية ردا على اقتحام قوات الأمن مقر النقابة في وسط القاهرة والقبض على صحافيين اثنين. من جانبها، وردت سلطات الأمن بتوقيف الناشط الحقوقي مالك عدلي المطلوب على ذمة القضية نفسها التي يواجه فيها الصحافيان عمرو بدر ومحمود السقا تهما بنشر أخبار كاذبة، والدعوة للتظاهر.
وقالت نقابة الصحافيين، في بيان لها أمس إنه طبقا للقرارات تتم دعوة الصحف بدءا من الغد (اليوم) لنشر رسائل احتجاجية تدعو لإقالة وزير الداخلية سواء في شكل عناوين أو (...) أو افتتاحيات تتبنى نفس المطلب.
ويشمل التصعيد تسويد الصفحات الأولى أو أجزاء منها أو الخروج بمانشيتات سوداء ومانشيتات تدين الاعتداء على حرية الصحافة، مع استمرار نشر شعارات تحتج على حظر النشر.
وكانت قوات الأمن قد اقتحمت مقر نقابة الصحافيين الأحد الماضي وألقت القبض على بدر والسقا، ما دعا مجلس النقابة لدعوة الجمعية العمومية لاجتماع طارئ الأربعاء الماضي. وأقر الاجتماع 18 مطلبا وآلية لمواجهة اقتحام مقر النقابة للمرة الأولى منذ تأسيسها قبل 75 عاما.
وكانت معظم الصحف الخاصة والحزبية قد أعلنت التزامها بقرارات الجمعية العمومية وبدأت بالفعل في نشر صورة سالبة (نيجاتيف) بالأبيض والأسود لوزير الداخلية، وإهمال ذكر اسمه.
من جانبه، اعتبر شريف منصور، وهو مسؤول باللجنة الدولية لحماية الصحافيين أن المواجهة بين الصحافيين والسلطة في مصر يمكن أن تكون نقطة تحول في المعركة لأجل السيطرة على الإعلام منذ تولي الرئيس منصبه.
وأضاف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في اللجنة، عبر تدوينة نشرها بموقعه على الإنترنت أن آلاف الصحافيين استجابوا لدعوة قادة النقابة لاجتماع طارئ للجمعية العمومية في مقر النقابة في وسط القاهرة في مظهر نادر للوحدة رغم المخاطرة الشخصية في مواجهة المضايقة القانونية والاعتداء البدني.
واستمر حصار نقابة الصحافيين حتى يوم أمس، حيث فرضت قوات الأمن طوقا حول الطرق المؤدية إليها، ومنعت مرور السيارات والأشخاص، وسمحت فقط لمن يحمل عضوية النقابة بالعبور، فيما اصطف عشرات من المؤيدين للرئيس السيسي أمام حواجز الأمن حول مقر النقابة.
وترددت أنباء قوية أمس بشأن صدور قرار من النيابة العامة بضبط وإحضار الكاتب الصحافي خالد البلشي، وكيل نقابة الصحافيين، مقرر لجنة الحريات، لكن البلشي قال إنه «لم يتأكد حتى الآن من صدور هذا القرار من النيابة».
وفي غضون ذلك، أمرت نيابة قسم ثان شبرا الخيمة، أمس، بحبس الناشط الحقوقي والمحامي مالك عدلي 15 يوما على ذمة التحقيق في اتهامه بـ«محاولة قلب وتغيير دستور الدولة ونظامها الجمهوري وشكل الحكومة والانضمام إلى إحدى الجمعيات والهيئات والمنظمات التي تهدف لتعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة وسلطاتها العامة من ممارسة عملها والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي والترويج بالقول والكتابة للأغراض محل الاتهام وذلك بإحدى الطرق المعدة للتوزيع والطباعة وإذاعة أخبار وبيانات وإشاعات كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام».
وقال محامون حضروا التحقيقات مع عدلي إنه أنكر جميع التهم المنسوبة له أمام النيابة التي مثل أمامها، من دون أي أحراز في القضية.
وقال محمود بلال المحامي في المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية إن موكله المحامي مالك عدلي، والناشط السياسي زيزو عبده تعرضا للاعتداء بالضرب من قبل أفراد الشرطة أثناء القبض عليهما معا في ضاحية المعادي في وقت متأخر من مساء أول من أمس.
وقال بلال في تصريح صحافي إن آثار الضرب المبرح كانت واضحة على زيزو عبده، فيما اكتشف محامو عدلي وجوده بالصدفة هو الآخر في قسم شرطة المعادي. ولم يتسن لـ«الشرق الأوسط» الحصول على تعليق من مسؤولي الإعلام بوزارة الداخلية.
وكانت قوات الأمن ألقت القبض على عدلي وعبده في شارع 9 بالمعادي لتنفيذ قرار الضبط والإحضار الصادر ضدهما بتهمة التحريض على التظاهر وتم عرضهما على النيابة العامة التي تولت التحقيق.
وعدلي ضمن 9 آخرين بينهم الصحافيان بدر والسقا و6 نشطاء صدر بحقهم أمر ضبط وإحضار لاتهامهم بالتحريض على التظاهر في 25 أبريل (نيسان) الماضي احتجاجا على اتفاقية تعيين الحدود البحرية التي وقعتها مصر والسعودية الشهر الماضي.
ودشن نشطاء وسم (هاشتاغ) «#مالك_عدلي» الذي تصدر قائمة أكثر الوسوم تداولا على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وذلك بعد ساعات قليلة من إلقاء القبض عليه، بينما أدان الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ما وصفها بـ«الهجمة الغاشمة» التي تتبناها الأجهزة الأمنية ضد كل صاحب رأي وقلم. وقال الحزب في بيان له أمس إنه خلال الفترة السابقة شهدت البلاد ممارسات أمنية مرفوضة من اقتحام مقر نقابة الصحافيين وحملة الاعتقالات الموسعة على الصحافيين والمحامين والنشطاء والحقوقيين والزج بالبلطجية للاعتداء على المواطنين وحملة القبض العشوائي على المواطنين السلميين.



غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
TT

غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)

أثار إعلان زعيمي الجزائر وتونس غيابهما عن حضور القمة العربية الطارئة في القاهرة، الثلاثاء، حول غزة والقضية الفلسطينية، تساؤلات حول مستوى مشاركات الدول العربية في القمة وتأثير ذلك على مخرجاتها، بينما أكد مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده «وجهت الدعوة لجميع زعماء الدول العربية الأعضاء في الجامعة، وكان هناك حرص على مشاركة الجميع للتشاور واتخاذ موقف بشأن هذه القضية المصيرية في تلك اللحظة الحرجة بالمنطقة».

ومساء الأحد، أفادت وكالة الأنباء الجزائرية بأن رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، قرر عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة التي تستضيفها مصر يوم 4 مارس (آذار)، لبحث تطورات القضية الفلسطينية.

وبحسب ما نقلته الوكالة عن مصدر، «كلف تبون وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الأفريقية أحمد عطاف، لتمثيل الجزائر»، وأرجعت القرار إلى «اختلالات ونقائص شابت المسار التحضيري للقمة»، ومنها «احتكار مجموعة محدودة من الدول العربية إعداد مخرجات القمة دون تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية»، وفق تقرير وكالة الأنباء الجزائرية.

والاثنين، قبل ساعات من انعقاد القمة، أعلنت الرئاسة التونسية أن الرئيس التونسي قيس سعيد، كلف وزير الخارجية، محمد علي النفطي، بترؤس الوفد التونسي المشارك في القمة الطارئة.

وحسب الرئاسة التونسية، فإن تونس «ستجدد موقفها الثابت والداعم للحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها إقامة دولة مستقلة ذات السيادة على كامل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف».

من جانبه، قال المصدر المصري المطلع إنه «لا يمكن اعتبار موقف الجزائر وتونس غياباً عن المشاركة في القمة، لأن إيفاد ممثل لرئيس الدولة وبتكليف منه يعدُّ مشاركة رسمية للدولة، وهذا هو الهدف، أن تكون هناك مواقف ومشاركة رسمية من الدول».

ونوه المصدر بأن «هناك عدداً من الدول سواء في هذه القمة أو قمم سابقة درج على إرسال ممثلين للرؤساء والملوك، ولم يقلل هذا من مشاركة تلك الدول، لأن الممثلين يعبرون عن مواقف دولهم، مثلهم مثل الرؤساء، حتى إن كان ممثل الرئيس يغيب عن بعض الاجتماعات التي تعقد على مستوى الزعماء، لكن في النهاية يتم عرض ما تم الاتفاق عليه على الجلسة الختامية للقمة لاتخاذ موقف جماعي بشأنه من كل الوفود المشاركة».

وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي مع نظيره التونسي محمد علي النفطي الذي سيمثل بلاده في القمة بالقاهرة الاثنين (إ.ب.أ)

وحول ما ساقته الجزائر من أسباب لغياب رئيسها عن القمة، أوضح المصدر أن «القاهرة من اللحظة الأولى حرصت على إطلاع الجميع على خطة إعادة الإعمار التي أعدتها لقطاع غزة، لأن هذه هي النقطة الرئيسية والهدف من وراء تلك القمة، ومن المصلحة أن يكون هناك موقف موحد واتفاق حولها، ولم يكن هناك تجاهل أو إقصاء لأحد، فضلاً عن أن هذه قضية كل العرب ولا يمكن تصور أن دولة أو عدة دول يمكن أن تمنع دول أعضاء من أن يكون لها دور في القضية».

وشدد المصدر على أنه «ليس هناك قلق من مستوى التمثيل في القمة، لأن الاجتماع يحيط به الزخم المطلوب منذ الإعلان عنه، فضلاً عن كون الدول التي تأكدت مشاركتها سواء عبر زعمائها أو ممثلين لها هي من الدول الفاعلة والمشتبكة مع القضية، التي لا تنتظر من أحد أن يحدد لها دورها الطبيعي والمطلوب».

يأتي ذلك بينما بدأ قادة عرب، الاثنين، التوجه إلى القاهرة للمشاركة في القمة، حيث أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، بأن الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد غادر البلاد متوجهاً إلى مصر للمشاركة بالقمة العربية.

وفي البحرين، أعلن الديوان الملكي أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، سيغادر المملكة الاثنين، متوجهاً إلى مصر. وأضاف الديوان أن الملك سيرأس وفد البحرين المشارك في القمة، لبحث تطورات القضية الفلسطينية، كما سيرأس أعمال القمة، بحسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية (بنا).

كما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) أن ممثل أمير البلاد مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولي العهد صباح خالد الحمد الصباح «يغادر أرض الوطن، الثلاثاء، متوجهاً إلى مصر لترؤس وفد الكويت في القمة العربية غير العادية».

ويرى مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة، السفير معتز أحمدين، أن «المشاركة في القمم الدولية تكون بمن تحدده الدول ممثلاً لها، فإن حضر الرئيس فهذا جيد، وإن كان رئيس الحكومة فهذا جيد أيضاً، وإن كان وزير فهذا معقول، وإن لم يكن وكان المندوب الدائم أو سفير الدولة في بلد القمة فهذا لا ينقص من تمثيلها».

أحمدين أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «حتى غياب تمثيل الدولة تماماً بالقمة، فهذا لا يعطل صدور القرارات، لأن القرارات تصدر بالإجماع، والغياب يعني أن الدولة تنازلت عن صوتها، لكن إن شاركت بأي مستوى من التمثيل وسجلت موقفها، فهذا هو الأفضل في الدبلوماسية».

وبحسب جدول أعمال القمة الطارئة المرسل من المندوبية الدائمة لمصر إلى أمانة الجامعة العربية، يبدأ استقبال رؤساء الوفود المشاركة، الثلاثاء في الثالثة عصراً بتوقيت القاهرة، وتنطلق أعمال الجلسة الافتتاحية في الرابعة والنصف، وبعد مأدبة الإفطار الرمضاني المقامة على شرف الوفود المشاركة، ويتم عقد جلسة مغلقة، ثم جلسة ختامية وتنتهي أعمال القمة في الثامنة والنصف مساء، بإعلان البيان الختامي والقرارات التي تم الاتفاق عليها.