الصراع على المراكز الأوروبية وتفادي الهبوط يحتدم بالدوري الإنجليزي

ليستر سيتي «المعجزة» يحتفل بتتويجه باللقب للمرة الأولى في تاريخه على أنغام «بوتشيلي»

سيتي يتطلع لإنقاذ موسمه على حساب آرسنال («الشرق الأوسط»)
سيتي يتطلع لإنقاذ موسمه على حساب آرسنال («الشرق الأوسط»)
TT

الصراع على المراكز الأوروبية وتفادي الهبوط يحتدم بالدوري الإنجليزي

سيتي يتطلع لإنقاذ موسمه على حساب آرسنال («الشرق الأوسط»)
سيتي يتطلع لإنقاذ موسمه على حساب آرسنال («الشرق الأوسط»)

سيكون هناك احتفالات اليوم عندما يخوض ليستر سيتي مباراته الأولى بطلا للدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن بالنسبة للأندية التي تركها خلفه، وتلك التي تصارع الهبوط، لا يزال هناك عمل يجب تأديته.
وحسم ليستر سيتي «المعجزة» اللقب لأول مرة في تاريخه لينحصر صراع المرحلتين الأخيرتين من الدوري الإنجليزي، على باقي مراكز الصدارة المؤهلة إلى البطولات الأوروبية والهرب من الهبوط. وتوج ليستر الاثنين الماضي من دون أن يلعب، بعد سقوط مطارده المباشر توتنهام في فخ التعادل على أرض جاره تشيلسي 2 – 2، وبالتالي عدم قدرته على تقليص فارق النقاط السبع بينهما قبل مرحلتين على ختام (البرمير ليغ). وستكون الفرصة متاحة لليستر أن يحتفل على ملعبه «كينغ باور ستاديوم»عندما يستقبل إيفرتون اليوم في المرحلة السابعة والثلاثين، وقبل بدايتها سيغني الأوبرالي الإيطالي أندريا بوتشيلي، فيما سيحمل في نهايتها قائده الجامايكي ويس مورغان كأس الدوري، ليتأكد تتويج الفريق الذي كانت مكاتب المراهنات ترشحه لإحراز لقب الدوري بنسبة 1 على 5 آلاف قبل انطلاق الموسم. لكن مدربه الإيطالي كلاوديو رانييري قال: «في داخلي شخصان. أحدهما شرس للغاية يريد الفوز والتتويج في الدوري، لكن الآن أريد الفوز يوم السبت». وستكون الفرصة مناسبة للفريق المغمور المهدد سابقا بالهبوط، للاحتفال مع نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز الجدد، الهداف جيمي فاردي، والجزائري رياض محرز أفضل لاعب في الدوري، بحسب زملائه المحترفين. وقد أشار نائب رئيس ليستر ليستر، التايلاندي اياوات سريفادانابرابا، إلى أن محرز عبر له عن رغبته في البقاء مع ليستر الموسم المقبل: «قال لي لست معنيا (بالرحيل) أريد البقاء هنا».
في المقابل، يبدو ايفرتون الجريح تواقا لتحقيق فوز يساعده على إنهاء الموسم في النصف الأول من الترتيب، ويخفف الضغوط الجماهيرية على مدربه الإسباني روبرتو مارتينيز. وعن إمكانية تأثر لاعبي ليستر بالاحتفالات، قال مارتينيز: «أنا متأكد أن الاحتفالات قد تؤثر فيك على المدى البعيد إذا كان شهرك صعبا. لكن في 90 دقيقة سيعيش فيها الملعب أجواء تاريخية، أنا متأكد من أن الظروف ستصب لمصلحة ليستر». ويغيب عن ليستر قلب دفاعه الألماني روبرت هوث، الموقوف لشده شعر البلجيكي مروان الفلايني في مواجهة مانشستر يونايتد الأخيرة (1 - 1). ويتأهل بطل الدوري ووصيفه والثالث إلى دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، والرابع إلى الدور التمهيدي الأخير، فيما يتأهل الخامس والسادس إلى الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ».
وبعد تلقيه هدفا متأخرا من البلجيكي أدين هازارد حرمه من الإبقاء على آماله بإحراز اللقب لأول مرة منذ 1961. ينوي توتنهام وضع تعادل تشيلسي الأخير وراءه للتفرغ لاستضافة ساوثهامبتون السابع في مباراة قوية على ملعب «وايت هارت لاين» الأحد.
ولم يخسر رجال المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو في آخر 8 مباريات، فيما حقق ساثهامبتون 3 انتصارات في مبارياته الأربع الأخيرة. ويتقدم توتنهام بفارق ثلاث نقاط على آرسنال الرابع، فيما يبتعد ساوثهامبتون نقطتين عن وستهام السادس الذي لعب مباراة أقل. وضمن توتنهام تأهله إلى دوري الأبطال، خصوصا أن مطارديه، آرسنال ومانشستر سيتي، يلتقيان غدا (الأحد) على ملعب الأخير «الاتحاد» في مباراة قوية جدا ضمن الصراع على المركز الثالث؛ إذ يتقدم آرسنال خصمه بفارق 3 نقاط فقط. ويبحث سيتي عن تحقيق الفوز، متناسيا خسارته في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد الإسباني 1 – صفر، الأربعاء، وفشله في بلوغ نهائي المسابقة القارية لأول مرة في تاريخه. وقال ناتشو مونريال، مدافع آرسنال «إن الفريق الفائز باللقاء سينهي المسابقة في المركز الثالث». وتابع مونريال «لذلك؛ فإن هذه المباراة تبدو مهمة للغاية. إنها بمثابة مباراة نهائية».
وبحال خسارة سيتي وفوز جاره يونايتد الرابع الذي يفتتح المرحلة بضيافة نوريتش سيتي التاسع عشر، سيتقلص الفارق بينهما إلى نقطة يتيمة، علما بأن الأخير يملك مباراة مؤجلة على أرض وستهام سيخوضها الثلاثاء المقبل. وقال مدرب يونايتد الهولندي لويس فإن غال، الذي أكد أنه سيكون على رأس حامل الرقم القياسي بعدد الألقاب الموسم المقابل، برغم شائعات قدوم البرتغالي جوزيه مورينهو: «يمكنني القول: إنه في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) كنا في المركز الأول، ثم تراجعنا كثيرا. هذه هي الوقائع. والإصابات من الوقائع أيضا». وأوقف لاعب وسط يونايتد الفلايني ثلاث مباريات لضربه مدافع ليستر هوث بكوعه، وسيغيب حتى نهاية الموسم باستثناء مواجهة نهائي الكأس ضد كريستال بالاس.
ورغم النتائج الهزيلة التي حققها نوريتش مؤخرا بخسارته في لقاءاته الثلاثة الأخيرة، إلا أن قائده راسيل مارتن شدد على أن فريقه لن يستسلم. وصرح مارتن للموقع الإلكتروني الرسمي لناديه «ينبغي علينا أن نحتفظ بثقتنا في قدراتنا، وأن نكون إيجابيين». وأوضح قائد نوريتش «سننجح في تفادي الهبوط حال فوزنا في مبارياتنا الثلاث المتبقية في البطولة؛ ولذلك يتعين علينا الفوز على مانشستر يونايتد حتى نزيد الضغوط على نيوكاسل وسندرلاند».
وفي ظل هبوط إستون فيلا إلى الدرجة الثانية، يستقبل الأخير نيوكاسل السابع عشر الواقف على بعد نقطة من سندرلاند، الذي يستقبل تشيلسي التاسع وبطل 2015، ونقطتين من نوريتش سيتي، علما بأن الأندية الثلاثة في ذيل الترتيب هي التي تهبط في نهاية الموسم. وبعد تأهله إلى نهائي الدوري الأوروبي على حساب فياريال الإسباني ضاربا موعدا مع مواطن الأخير إشبيلية حامل آخر لقبين، يستقبل ليفربول الثامن واتفورد الثاني عشر، علما بأن للفريق الأحمر مباراة مؤجلة يخوضها مع تشيثلسي الأربعاء المقبل. وفي باقي المباريات، يلعب اليوم بورنموث مع وست بروميتش، وكريستال بالاس مع ستوك، ووستهام مع سوانزي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».