وزراء دفاع 12 دولة يبحثون في ألمانيا تكثيف الحملة العسكرية ضد تنظيم «داعش»

بعد يوم على مقتل جندي أميركي في العراق

وزراء دفاع 12 دولة يبحثون في ألمانيا تكثيف الحملة العسكرية ضد تنظيم «داعش»
TT

وزراء دفاع 12 دولة يبحثون في ألمانيا تكثيف الحملة العسكرية ضد تنظيم «داعش»

وزراء دفاع 12 دولة يبحثون في ألمانيا تكثيف الحملة العسكرية ضد تنظيم «داعش»

جمعت الولايات المتحدة وزراء دفاع 11 دولة لإجراء محادثات، اليوم (الاربعاء)، تتناول سبل تكثيف الحملة على تنظيم "داعش" المتطرف، وذلك بعد يوم من مقتل جندي أميركي في هجوم شنه التنظيم في العراق.
وقال وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر لنظرائه، انه رغم المكاسب التي تحققت في الآونة الأخيرة فان "نهاية هذا القتال لا تزال بعيدة جدا". وأضاف في مستهل المحادثات التي تجرى في مقر القيادة الاوروبية التابعة للجيش الاميركي بمدينة شتوتغارت الالمانية "اتضحت هذه النقطة تماما بهجوم الامس على قوات البشمركة في شمال العراق مما أودى للاسف بحياة جندي أميركي".
وشارك في المحادثات وزراء دفاع فرنسا وبريطانيا وألمانيا وجرى التخطيط لاجرائها قبل وقت طويل من النبأ الذي ورد أمس وأفاد بمقتل أحد عناصر قوات العمليات الخاصة التابعة لمشاة البحرية الاميركية في شمال العراق، عندما اخترق مسلحو "داعش" الدفاعات الكردية واجتاحوا احدى البلدات.
وهذا هو ثالث أميركي يلقى حتفه في عمل قتالي مباشر منذ أن بدأ التحالف بقيادة الولايات المتحدة حملة في 2014 للقضاء على "داعش" .
وأعلنت الولايات المتحدة في منتصف أبريل (نيسان) ارسال 200 جندي اضافي للعراق ونشرهم على مقربة أكبر من جبهات القتال لتقديم النصح للقوات العراقية في الحرب على التنظيم.
وفي أواخر أبريل أمر الرئيس الاميركي باراك أوباما بارسال 250 جنديا اضافيا من قوات العمليات الخاصة الى سوريا؛ في زيادة كبيرة للوجود الاميركي على الارض هناك؛ وذلك للمساعدة في جذب المزيد من المقاتلين السوريين لقتال التنظيم الارهابي.
من جهة أخرى، قال منتقدون لأوباما ان الخطوات التدريجية لا تزال غير كافية.
وذكر كارتر أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة بحاجة للبحث عن فرص لفعل المزيد، وان كان قد عبر عن ثقته في أن الحملة ستنجح في نهاية المطاف، وقال "بمساعدتكم.. ستسير بوتيرة أسرع".
ويتقهقر المتطرفون الى حد بعيد منذ ديسمبر (كانون الاول) عندما انتزع الجيش العراقي السيطرة على الرمادي أكبر مدينة في غرب العراق.
واستعاد الجيش العراقي السيطرة على مدينة هيت الشهر الماضي فأجبر المتطرفين على الانتقال شمالا على طول وادي نهر الفرات.
لكن المسؤولين الاميركيين يعترفون بأن المكاسب العسكرية لا تكفي، فيما يعاني العراق من خلافات سياسية وفساد وأزمة مالية متنامية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.