طيران التحالف الدولي لم يشارك في العملية

البيشمركة تتصدى لهجمات «داعش» على محاورها في شمال الموصل وشرقها

طيران التحالف الدولي لم يشارك في العملية
TT

طيران التحالف الدولي لم يشارك في العملية

طيران التحالف الدولي لم يشارك في العملية

تصدت قوات البيشمركة أمس، لهجمات موسعة شنها تنظيم داعش على محاورها في شمال وشرق الموصل، وقتل المئات من مسلحي التنظيم خلال هذه الهجمات.
وقال نائب قائد محور مخمور والكوير في قوات البيشمركة، آراس حسو ميرخان، لـ«الشرق الأوسط»: «تصدت قوات البيشمركة أمس لهجوم شنه تنظيم داعش على عدد من مواقعها في محور الكوير (شرق الموصل)، وقتلت انتحاريين من التنظيم قبل اقترابهما من الخطوات الأمامية لجبهاتنا، التنظيم استخدم في بداية الهجوم قذائف الهاون، ومن ثم بدأ هجومه، لكن البيشمركة كانت لهم بالمرصاد، ووجهت ضربة مدمرة لمسلحي التنظيم، الذين فروا من ساحة المعركة، تاركين خلفهم عددا من جثث قتلاهم».
واستخدم التنظيم إلى جانب السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون أسلحة متطورة حصلوا عليها خلال هجماتهم على القوات العراقية في الموصل والأنبار في وقت سابق.
وبين نائب قائد قوات بيشمركة زيرفاني (النخبة)، العميد سيد هزار، لـ«الشرق الأوسط»: «بدأ مسلحو (داعش) منذ الساعة الرابعة من فجر أمس بهجوم موسع على منطقة شركة النفط الواقعة أمام قرية وردك»، وتابع بالقول: «ولكن قوات بيشمركة النخبة تصدت لهجومهم وتمكنت بعد عدة ساعات متواصلة من القتال ودحرهم، وإلحاق أضرار كبيرة بصفوف مسلحي التنظيم وآلياتهم، حيث قتل عدد منهم وأصيب آخرون، لكن ليست لدينا معلومات عن عدد قتلاهم، وأجبرناهم على الفرار باتجاه مواقعهم»، مضيفا أن «التنظيم كان يهدف من خلال الهجوم السيطرة على منطقة شركة النفط التي تعتبر منطقة استراتيجية لوجود مصفاة النفط فيها، ولقربها من قضاء خبات التابع لمحافظة أربيل، وبالتالي فهي قريبة من أربيل».
من جهتها ذكرت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن «طيران التحالف الدولي لم يشارك في صد هجمات محوري كوير والخازر، لأن قوات البيشمركة لم تطلب الإسناد الجوي، وتمكنت لوحدها من صد الهجمات ودحر مسلحي التنظيم»، مضيفة أن «المئات من مسلحي داعش قتلوا خلال معارك أمس، ومن بينهم عدد من قادة التنظيم».
وفي السياق ذاته، اندلعت معارك ضارية بين قوات البيشمركة ومسلحي «داعش» بالقرب من ناحية بعشيقة (شمال شرق الموصل)، عندما شن «داعش» هجوما للسيطرة على جبل بعشيقة الاستراتيجي الخاضع للبيشمركة.
وأردف قائد محور البيشمركة في محور بعشيقة، العميد بهرام عريف ياسين، لـ«الشرق الأوسط»، بالقول: «هاجم (داعش) فجر أمس من اتجاهين مواقع قوات البيشمركة الواقعة على جبل بعشيقة، لكن البيشمركة أحبطت هجوم التنظيم من كلا الاتجاهين، وبحسب المعلومات التي وصلت إلينا قُتل أكثر من 20 مسلحا من التنظيم، وأصيب نحو أربعين آخرين منهم».
وتابع العميد أنه «فيما قتل ما تبقى من مسلحي التنظيم من قبل طيران التحالف الدولي أثناء فرارهم باتجاه مواقعهم. الأوضاع الآن تحت السيطرة وقوات البيشمركة تحصن مواقعها في هذه المنطقة»، مبينا أن «مسلحي (داعش) كانوا يريدون الصعود على جبل بعشيقة والسيطرة عليه، لذا حاولوا الاقتراب من خطوط قوات البيشمركة على شكل مجاميع مصغرة، لكن هجماتهم باءت بالفشل لأن البيشمركة تصدت لهم بقوة». مشيرا إلى أن مسلحي داعش استخدموا خلال الهجمات أسلحة متطورة كانوا قد حصلوا عليها خلال العامين الماضيين أثناء سيطرتهم على قواعد للجيش العراقي في الموصل والأنبار وصلاح الدين، مستدركا بالقول: «طيران التحالف الدولي استهدف عددا من مواقع التنظيم في محور بعشيقة أمس».
في غضون ذلك هاجم مسلحو «داعش» أمس بالسيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون بلدة تلسقف الخاضعة لقوات البيشمركة (شمال شرق الموصل)، وأوضح السكرتير العام لحزب بيت نهرين وقائد قوات سهل نينوى التابعة لوزارة البيشمركة والمكونة من مقاتلين مسيحيين من أبناء سهل نينوى، روميو هكاري، لـ«الشرق الأوسط»: «شن مسلحو (داعش) هجوما واسعا على بلدة تلسقف، وتمكنوا خلال الساعات الأولى من الهجوم من السيطرة على بعض من أجزاء البلدة، باستخدام عدد كبير من العجلات المفخخة والصواريخ والمدافع الثقيلة، لكن قوات البيشمركة ومقاتلي قوات سهل نينوى تمكنت وبإسناد من طيران التحالف الدولي، وبعد معارك عنيفة من تحرير كل المناطق التي سيطر عليها مسلحو التنظيم في تلسقف، ودحرتهم، وأجبرتهم على الفرار، الآن الأوضاع في تلسقف تحت سيطرة قوات البيشمركة وأُبعد التنظيم عن البلدة».
وأضاف أن «عدد قتلى التنظيم في تلسقف وصل إلى نحو 110 قتلى، وأن مسلحي (داعش) تركوا خلفهم نحو سبعين جثة من جثث قتلاهم في تلسقف وأطرافها»، لافتا بالقول إنه «حسب المعلومات الواردة إلينا، تسلمت مستشفيات الموصل أمس نحو 100 جثة من جثث مسلحي (داعش)».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.