المعارضة: لم تقدم لنا الضمانات الجدية للعودة إلى المفاوضات

الزعبي: الأسد يحاول ابتزازنا بقصف حلب.. وسنفتح جبهات أخرى

المعارضة: لم تقدم لنا الضمانات الجدية للعودة إلى المفاوضات
TT

المعارضة: لم تقدم لنا الضمانات الجدية للعودة إلى المفاوضات

المعارضة: لم تقدم لنا الضمانات الجدية للعودة إلى المفاوضات

أكدت الهيئة العليا للمفاوضات السورية، أن نظام الأسد يحاول من خلال قصف مدينة حلب ابتزاز المعارضة ليجبرها على تقديم تنازلات في مفاوضات جنيف، مشيرة إلى أن بعض الدول تواصلت معها بهدف إقناعها بالعودة إلى مسار المفاوضات، لكنها رفضت، لأن الحد الأدنى من مطالب الشعب السوري لم يتحقق.
وأوضح رئيس وفد الهيئة إلى جنيف العميد أسعد الزعبي، لـ«الشرق الأوسط»، أن الاتصالات الدبلوماسية التي أجرتها بعض الدول مع «هيئة المفاوضات» لم ترق إلى المستوى المأمول منها، ولم تحقق الحد الأدنى من مطالب الشعب السوري، مؤكدا أن المعارضة، لم تتلق أية ضمانات جدية للمضي في المسار السياسي وفقًا لمقررات «جنيف1» والقرارات الأممية ذات الصلة.
وبعد يوم واحد من تأكيدات عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، عدم وجود فيتو أميركي ضد تسليح المعارضة السورية، شدد الزعبي، على أن الخيارات أمام المعارضة السورية هي المضي قدمًا نحو «الحل العسكري»، مؤكدًا أن سعي النظام السوري لإسقاط حلب لن ينجح مهما تنوعت أساليب القتال والحلول العسكرية. وتابع: «المعارضة السورية ستعمل في الفترة المقبلة على فتح جبهات قتالية أخرى مثل جبهة الساحل وجبهة دمشق، ولو على شكل مناوشات، يمكن أن تسهم في إعادة حسابات النظام».
وحول خلفيات القصف الأخير على مدينة حلب، قال الزعبي: «القصف أتى كورقة للضغط على الهيئة العليا للتفاوض، ويعتبر محاولة ابتزاز لأطياف المعارضة كافة».
وأشار رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية إلى أن الحل الذي يراد لسوريا من قبل النظام وأعوانه هو تقسيم البلاد، لافتًا في ذات السياق إلى أن روسيا سعت إلى تمرير أجندات التقسيم في سوريا عبر دعم إنشاء النظام الفيدرالي الكردي. منوها بأن الهجوم على حلب هدفه تفكيك النسيج المتنوع والمتجانس في المدينة.
وشدد العميد أسعد الزعبي على أن تعليق المفاوضات تحقق بقناعة تامة، بعد فشل تقديم المساعدات الإنسانية للسوريين داخل المناطق المحاصرة، وفشل الضغط على النظام السوري بشأن ملف المعتقلين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.