أجمع دبلوماسيون إسرائيليون وألمان على أن العلاقات بين البلدين بدأت تشهد «برودًا جديًا» في الشهور الأخيرة، وأن ألمانيا أخذت تبتعد عن تحيزها المطلق لصالح إسرائيل وتقترب في مواقفها من مواقف دول الاتحاد الأوروبي الرافضة لسياسة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.
ولفت هؤلاء الدبلوماسيون إلى ما صرحت به المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بعد التقائها بالرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أسبوعين، من أنها «تفهم لماذا يريد الفلسطينيون التوجه إلى مجلس الأمن الدولي في موضوع المستوطنات». وقال أحدهم في أحاديث صحافية نشرتها وسائل الإعلام الألمانية، إن «هناك ازديادا ملحوظا في التشكك في برلين بشأن الصداقة مع إسرائيل»، وإن «انتقادات لاذعة للسياسة الإسرائيلية تسمع في الآونة الأخيرة داخل الحكومة الألمانية». وادعى أن ميركل ووزير الخارجية فرانك فولتر شتاينماير، يشعران بالقلق لحؤول بناء المستوطنات دون التوصّل إلى حل الدولتين، ويعتقدان أنه من دون هذا الحل ستتحول إسرائيل إلى دولة «إبرتهايد» (تمييز عنصري).
وقال مسؤول في المعارضة الإسرائيلية، تعقيبًا على هذه الأنباء، إنه «وخلافًا للسابق، لم تعد القيادة الألمانية مستعدة لدعم إسرائيل في كل ظرف، وباتوا يقولون جهرا إن سياسة الحكومة الإسرائيلية تجعل حل الدولتين مسألة مستحيلة، كما أنهم يشعرون بالقلق إزاء ما يعتبرونه محاولة من قبل نتنياهو لاستغلال صداقة ألمانيا «من أجل مصالحه». واقتبس هذا المسؤول ما نشرته صحيفة «دير شبيغل» الألمانية من تصريحات أدلى بها عضو البرلمان الألماني، رولف موتسنيتس، وهو أحد كبار المسؤولين في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أن «هناك مفهوما متزايدا في الحكومة الألمانية بأن نتنياهو يستغل صداقتنا لاحتياجاته الخاصة». وأضاف أنه إذا قامت وزارة الخارجية الألمانية أو مكتب المستشارة بإعادة النظر في منظومة العلاقات مع إسرائيل فسيحظى ذلك بالترحيب.
ويعتبر الدبلوماسيون الإسرائيليون تصريح ميركل المذكور أعلاه، شديد الاستثناء، كونها حرصت في السنوات الأخيرة على التصريح بشكل علني بأن كل حل للصراع يجب أن يتم من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين. في المقابل، صوتت ألمانيا في 2011 لصالح مشروع القرار ضد المستوطنات في مجلس الأمن. لكن الفيتو الأميركي منع المصادقة على القرار آنذاك.
ويشعر الإسرائيليون بالقلق إزاء مواقف ألمانيا السلبية، مؤكدين أن موقف ميركل، التي تعتبر أكبر صديقة لإسرائيل في أوروبا، يمكن أن يؤثر جدًا على دول أخرى في القارة وفي العالم. وقال مسؤول رفيع في القدس، معقبًا على التقرير، إن «التصريحات في التقرير تبدو محاولة ألمانية داخلية لضرب ميركل بسبب علاقاتها القريبة مع رئيس الحكومة نتنياهو». وأضاف بأن العلاقات بين إسرائيل وألمانيا وثيقة وجيدة. ولكن هناك دلائل على تغيير في توجه وزارة الخارجية في برلين بشأن المساعدة الدبلوماسية لإسرائيل داخل الاتحاد الأوروبي. فمثلا، عندما رغب وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الـ28 في نشر بيان في يناير (كانون الثاني) الماضي ينتقد المستوطنات وتأثيرها السلبي على حل الدولتين، أجرى نتنياهو اتصالا مع شتاينماير وطلب منه المساعدة على تليين نص البيان. وخلافًا للسابق تجاهل شتاينماير توجه نتنياهو ولم يتدخل في النص. وأضاف أن الكثير من المسؤولين الألمان الذين يعتبرون داعمين كبارًا لإسرائيل، يغيرون من توجههم في ضوء سياسة حكومة نتنياهو.
في هذا الصدد، قال السفير الألماني السابق لدى تل أبيب، إدرياس ميخاليس، الذي يشغل اليوم منصب المدير العام السياسي لوزارة الخارجية، خلال نقاش داخلي بأنه يجب عدم التجاوب مع مختلف طلبات نتنياهو. وتابع بأن «مكتب ميركل فقد الأمل في تحقيق تقدم في العملية السلمية طالما وجد نتنياهو في منصبه، ولم يعد أحد يقتنع في ديوان المستشارة بادعاء نتنياهو بأن وسم منتجات المستوطنات يعتبر مقاطعة لليهود، بل إن مستشار الأمن القومي الألماني، كريستوف هويسيغن دعم سياسة الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن.
ألمانيا تبدأ الاقتراب من الموقف الأوروبي في رفض سياسة نتنياهو
برلين اقتنعت أن بقاء نتنياهو في الحكم يعرقل حل الدولتين
ألمانيا تبدأ الاقتراب من الموقف الأوروبي في رفض سياسة نتنياهو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة