ليستر سيتي على بعد خطوة واحدة من حسم فوزه بلقب الدوري الإنجليزي

بعد أسابيع كثيرة لم تتوقف خلالها التساؤلات حول قدرته على الاستمرار في الركوض نحو منصة التتويج

هل تكتمل فرحة لاعبي ليستر غدًا ويتوجون بلقب الدوري مع مدربهم كلاوديو رانييري لأول مرة في تاريخ النادي؟ (إ.ب.أ)  -  رياض محرز.. أمل ليستر في غياب فاردي (أ.ف.ب)
هل تكتمل فرحة لاعبي ليستر غدًا ويتوجون بلقب الدوري مع مدربهم كلاوديو رانييري لأول مرة في تاريخ النادي؟ (إ.ب.أ) - رياض محرز.. أمل ليستر في غياب فاردي (أ.ف.ب)
TT

ليستر سيتي على بعد خطوة واحدة من حسم فوزه بلقب الدوري الإنجليزي

هل تكتمل فرحة لاعبي ليستر غدًا ويتوجون بلقب الدوري مع مدربهم كلاوديو رانييري لأول مرة في تاريخ النادي؟ (إ.ب.أ)  -  رياض محرز.. أمل ليستر في غياب فاردي (أ.ف.ب)
هل تكتمل فرحة لاعبي ليستر غدًا ويتوجون بلقب الدوري مع مدربهم كلاوديو رانييري لأول مرة في تاريخ النادي؟ (إ.ب.أ) - رياض محرز.. أمل ليستر في غياب فاردي (أ.ف.ب)

دقت ساعة الحقيقة أمام ليستر سيتي، فمن فريق متواضع لعب دور جسر عبور لعمالقة الدوري الإنجليزي (البرمير ليغ) إلى مرشح خيالي لإحراز اللقب بحال فوزه على مضيفه مانشستر يونايتد غدا في المرحلة السادسة والثلاثين من الدوري الإنجليزي لكرة القدم.
يتصدر «الذئاب» الترتيب برصيد 76 نقطة حصدوها في 35 مباراة، وبفارق 7 نقاط عن توتنهام الثاني الذي يختتم المرحلة على أرض جاره تشيلسي في مواجهة صعبة أيضا الاثنين. وسيضمن ليستر إحراز لقبه الأول في تاريخه الذي يعود إلى 132 عاما، بحال فوزه على يونايتد بصرف النظر عن نتيجة توتنهام، قبل مرحلتين على نهاية الدوري، وحتى بحال تعادله أو خسارته سيتوج فريق المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري بحال تعادل أو خسارة توتنهام أمام تشيلسي حامل اللقب. ويستضيف ليستر إيفرتون في المرحلة السابعة والثلاثين قبل الأخيرة، قبل أن يحل ضيفا على تشيلسي في المرحلة الأخيرة.
ويعيش ليستر فترة خيالية، فقبل 12 شهرا كان يكافح للهرب من الهبوط، ودخل الموسم خارج دائرة الترشيحات للمنافسة على اللقب وحظوظه كانت 5000-1؛ إذ إنه كان ينافس من أجل البقاء، لكنه قلب التوقعات بعروض قوية ولاعبين أعطوا أفضل ما عندهم وفي مقدمتهم المهاجمان الدوليان المتألقان جيمي فاردي والجزائري رياض محرز، ومعهما الحارس الدنماركي كاسبر شمايكل، والدولي الإنجليزي داني درينكووتر، والفرنسي نغولو كانتي، والجامايكي ويس مورغان، والألماني روبرت هوث، ومارك ألبريتون، وغيرهم.
وتوج محرز، جهوده بإحراز جائزة أفضل لاعب في الموسم بحسب استفتاء رابطة اللاعبين المحترفين، ليصبح أول لاعب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز. وتفوق محرز (17 هدفا و11 تمريرة حاسمة) على زميله فاردي صاحب 22 هدفا هذا الموسم وهاري كين مهاجم توتنهام ومتصدر ترتيب الهدافين برصيد 24 هدفا، لكن محرز لن يشكل ثنائيا ضاربا مع زميله فاردي؛ بسبب إيقاف الأخير؛ إذ قرر الاتحاد الإنجليزي، الثلاثاء، إيقافه مباراة إضافية بعد تقبله تهمة سوء السلوك عقب طرده في المرحلة قبل الماضية في المباراة ضد وستهام يونايتد. وغاب فاردي (29 عاما) عن المباراة ضد سوانزي سيتي، السبت الماضي، (4 - صفر).
لكن الأرجنتيني خوسيه ليوناردو أولوا عوض غيابه وأبلى البلاء الحسن بتسجيله ثنائية، ومن المتوقع أن يعوضه أيضا أمام مانشستر يونايتد غدا. وبحال تتويجه على ملعب «أولد ترافورد»، سيحمل ذلك نكهة إضافية للفريق الأزرق، لأنه سيكون على أرض الفريق الأكثر تتويجا بألقاب الدوري (20 مرة). وقال مدافع ليستر داني سيمسون: «أعتقد أننا وجهنا رسالة لكل من كان سلبيا تجاهنا. لدينا بعض اللاعبين القادرين على الحلول بدلا من الأساسيين. ليو (أولوا) كان رجل المباراة الأخيرة وجيف (شوب) دخل وكان ممتازا». وتابع سيمسون (29 عاما) الذي حمل ألوان مانشستر يونايتد في بداياته: «كان لدينا فريق مستقر، لكن كنا نعلم أن اللاعبين الجدد قادرون على تقديم الأفضل».
ويرى آندي كينغ، لاعب خط وسط ليستر سيتي، أن فريقه قادر على التعامل مع ضغوط الأوقات الحاسمة، وقال في تصريحات نشرها موقع النادي على الإنترنت: «نركز في كل مباراة على حدة، الجميع هنا يتمسكون بذلك. أمامنا مباراة صعبة على ملعب مانشستر يونايتد، الذي يتنافس على إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى». وأضاف: «نحن واثقون بقدرتنا على تقديم أداء جيد، هذا سيعزز فرصتنا، ونحن نتطلع إلى المواجهة».
وإذا أحرز ليستر سيتي لقب الدوري الإنجليزي بالفوز على مانشستر يونايتد باستاد أولد ترافورد، فإن الحارس كاسبر شمايكل سيكون خرج من ظل والده الهائل في مكان يحمل دلالة رمزية كبيرة. واستمتع بيتر شمايكل بنجاح مذهل كحارس مرمى مع مانشستر يونايتد؛ حيث نال معه خمسة ألقاب في الدوري في تسعينات القرن الماضي، ونتيجة لذلك أمضى ابنه كاسبر أغلب مسيرته وهو يشار إليه باسم عائلته. لكن لن يكون هناك حاجة إلى المقارنات إذا انتزع ليستر لقبه الأول في تاريخه الممتد منذ 132 عاما، ويمكن توقع احتفالات في أولد ترافورد من أسرة شمايكل مثلما حدث في 1999، وهو العام الذي نال فيه بيتر آخر ألقابه مع يونايتد. وقال كاسبر: «المسألة هي أن عمري 29 عاما ومتزوج وأنجبت طفلين، لكن الناس ما زالوا ينظرون إلى كابن أحد ما». وأضاف: «الناس تشعر بالدهشة عندما أقول إن عمري 29 عاما. في يوم ما سيكون عمري 40 عاما، وأتمنى أن أكون وقتها في الملعب أيضا.. ربما ينظرون إليَّ ساعتها كشخص ناضج بما يكفي».
ويعود الفوز الأخير لليستر في أرض يونايتد إلى العام 1998، وخسر آخر 6 مباريات له في أرض يونايتد الذي يحتل المركز الخامس. وفاز فريق المدرب الهولندي لويس فان غال 6 مرات في مبارياته الثماني الأخيرة، وهو يطمح للحاق بآرسنال في المركز الرابع الذي يتقدم عليه بخمس نقاط، ويستقبل نوريتش الثامن عشر، علما بأن الفريق اللندني لعب مباراة أكثر من يونايتد المدعو لمواجهة كريستال بالاس في نهائي مسابقة الكأس.. ويمكن لمانشستر يونايتد، الاستفادة من جهود واين روني في خط الوسط بعد أن استعاد لياقته، كما دفع به في مواجهة إيفرتون في قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي مطلع هذا الأسبوع.
في المقابل، باتت مهمة توتنهام صعبة جدا للتتويج باللقب، والخطأ ممنوع عليه، وتنتظره قمة نارية أمام جاره اللندني تشيلسي، بطل الموسم الماضي، الاثنين، علما بأنه يستضيف ساوثهامبتون ويحل ضيفا مجددا على نيوكاسل يونايتد في آخر جولتين.
ولم ينجح توتنهام بتحقيق الفوز على أرض تشيلسي منذ 1990. وبعد دخوله في منافسة جدية على اللقب لأول مرة منذ 1961، أهدر رجال المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو أربع نقاط في آخر أربع مباريات، آخرها تعادله المخيب أمام وست بروميتش البيون 1 - 1 الاثنين، فيما فاز ليستر 6 مرات في آخر سبع مباريات.
وتعرض توتنهام لضربة إضافية بانتهاء موسم نجم وسطه ديلي إلى بعد أن أعلن الاتحاد الإنجليزي الخميس إيقافه ثلاث مباريات بتهمة السلوك العنيف. ويتعلق الاتهام بحادثة خلال مواجهة توتنهام ووست بروميتش البيون عندما لكم إلى (20 عاما) لاعب الخصم الأرجنتيني كلاوديو ياكوب. وقال هداف توتنهام كين: «أصبحت الأمور أصعب بعد تعادلنا. ليست مستحيلة، لكن مستبعدة في ظل الموسم الذي يقدمه ليستر حتى الآن».
وقال سون هيونغ مينغ، لاعب خط وسط توتنهام، إن الفريق سيكافح حتى النهاية، وأضاف: «يجب أن نواصل المضي قدما ورؤوسنا مرفوعة، الموسم لم ينته بعد وسنواصل التقدم». وأضاف: «ليستر سيخوض مباراته قبلنا، ولكن حقا يجب علينا التركيز على نتائجنا فقط. غدا يوم جديد وعلينا أن نركز على مباراتنا أمام تشيلسي المقررة يوم الاثنين. ستكون مباراة صعبة للغاية، ولكننا سنواصل التطلع إلى الأمام والعمل بجدية شديدة، ثم لنر ماذا سيحدث».
وصحيح أن مانشستر سيتي ينافس آرسنال بشراسة على المركز الثالث، لكن كل تفكيره قبل مواجهة مضيفه ساوثهامبتون الثامن، سيكون منصبا على إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد الإسباني الأربعاء المقبل، وذلك بعد انتهاء الذهاب بالتعادل السلبي على ملعبه «الاتحاد». وبعد سقوطه المتأخر على أرض فياريال الإسباني 1 - صفر الخميس في ذهاب نصف نهائي الدوري الأوروبي، يحل ليفربول السابع بفارق نقطتين عن مانشستر يونايتد الخامس، على سوانزي الخامس عشر.
كذلك تشهد المسابقة صراعا على تفادي الهبوط بين سندرلاند ونورويتش سيتي ونيوكاسل. ويبدو وضع نيوكاسل، صاحب المركز التاسع عشر قبل الأخير بفارق نقطة واحدة خلف سندرلاند ونورويتش، هو الأصعب وهو ما يجعله مطالبا بقوة بالفوز في مباراته أمام كريستال بالاس اليوم. أما سندرلاند، الذي غادر المراكز الثلاث الأخيرة مطلع هذا الأسبوع، فيحل ضيفا على ستوك سيتي كما يحل نورويتش سيتي ضيفا على آرسنال الذي ينافس على بطاقة تأهل مباشر إلى دوري أبطال أوروبا. وحذر سام ألارديس، المدير الفني لسندرلاند، لاعبيه من الإفراط في الثقة أمام ستوك سيتي، على الرغم من أن الأخير اهتزت شباكه بأربعة أهداف في مبارياته الثلاث الأخيرة. وفي باقي المباريات، يلعب اليوم إيفرتون مع بورنموث، ووست بروميتش مع وستهام، وواتفورد مع إستون فيلا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».