أكثر من ربع مليون طفل لاجئ سوري في المدارس برعاية بريطانية

وزيرة التنمية الدولية لـ «الشرق الأوسط»: الاستثمار فيهم ضمانة لعدم تحولهم إلى جيل ضائع

الصف الدراسي في مدرسة بار إلياس بوادي البقاع اللبناني التي تدعمها الحكومة البريطانية («الشرق الأوسط»)
الصف الدراسي في مدرسة بار إلياس بوادي البقاع اللبناني التي تدعمها الحكومة البريطانية («الشرق الأوسط»)
TT

أكثر من ربع مليون طفل لاجئ سوري في المدارس برعاية بريطانية

الصف الدراسي في مدرسة بار إلياس بوادي البقاع اللبناني التي تدعمها الحكومة البريطانية («الشرق الأوسط»)
الصف الدراسي في مدرسة بار إلياس بوادي البقاع اللبناني التي تدعمها الحكومة البريطانية («الشرق الأوسط»)

كشفت وزيرة التنمية الدولية البريطانية، جاستين غرينينغ أن «هناك نحو 207 آلاف طفل لاجئ سوري مسجلين في المدارس الرسمية في لبنان برعاية من الحكومة بريطانية، قياسا بعامي 2011 و2012، حيث لم يكن هناك سوى ألف طفل سوري مسجل في المدارس الحكومية اللبنانية»، وفي الأردن، أكدت الوزيرة أن «هناك أكثر من 50 ألف طالب سوري مسجلين في المدارس لهذا العام»، وكشفت أن الهدف المقبل لبريطانية «هو تسجيل 50 ألف طالب سوري إضافي في نفس المدارس بحلول سبتمبر (أيلول) للعام الدراسي 2016-2017». وشددت الوزيرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، على أنه «لن يكون لسوريا مستقبل إن أهمل المجتمع الدولي الأطفال السوريين». أنه تم تحقيق هدف الحكومة البريطانية». وقالت غرينينغ: «حققنا إنجازات جيدة».
وساهمت المملكة المتحدة في إطلاق وتعبئة الدعم الدولي لمبادرة «الجيل غير المفقود»، وفي جزء من هذا الدعم، خصصت بريطانيا 115 مليون جنيه إسترليني لتوفير الحماية والدعم النفسي والتعليمي للأطفال المتضررين من جراء الأزمة المشتعلة في سوريا والمنطقة.
ويتلقى الطلاب السوريون في المدارس الأردنية التعليم بحسب المناهج التعليمية الأردنية، كما يدرس الطلاب المسجلون في لبنان المناهج الدراسية هناك. وقالت الوزيرة إنه «يجب ألا تفوت الفرصة في التعليم على أي طفل بسبب الصراع الدائر هناك، فأولئك هم الأطفال الذين يمكنهم في يوم من الأيام إعادة بناء سوريا إذا كان العالم مستعدا للاستثمار فيهم الآن، وضمان ألا يتحولوا إلى جيل ضائع من البشرية».
كما أكدت غرينينغ على «مقدار الابتكار والتكيف الذي بلغناه للتعامل مع الموقف الصعب الحالي. حيث تعني بعض الحواجز القائمة مثل المسافة، والسلامة، أو اللغة، أن بعض الأطفال غير قادرين على دخول المدارس العامة، وعثرنا على بديل من أجل تعليمهم المهارات التي تنقصهم للحاق بالركب، والتقدم، وإتاحة الفرص لهم في المستقبل». كما أضافت: «عندما واجهتنا مشكلة قلة المرافق في لبنان، على سبيل المثال، عملنا على دعم الحكومة بإجراء نظام الفترات الدراسية المزدوجة، حيث يمكن للمدرسة الواحدة استقبال ضعف العدد من الأطفال من خلال العمل في فترات صباحية وأخرى مسائية».
وتم اعتماد نظام «الفترتين الدراسيتين» في بعض من دول الجوار لمواجهة الأعداد المتزايدة من الطلاب الذين يمكنهم تلقي التعليم فيها. وينضوي الأمر على استخدام البنية التحتية لنفس المدرسة مرتين في اليوم الواحد لاستقبال مجموعات مختلفة من الطلاب. وفور انتهاء الفترة الدراسية الأولى في الصباح تتبعها فترة دراسية مسائية لتعليم اللاجئين السوريين في فترة ما بعد الظهيرة. وهناك بعض المعلمين يقومون بالتدريس لفترة واحدة، وفي بعض الحالات يقوم المعلمون بالتدريس في الفترتين معا.
من جهة أخرى، يهدف تمويل بريطانيا في الأردن إلى تحسين جودة التعليم لكافة المستويات المبكرة من التعليم الابتدائي للأطفال. ويشتمل هذا الدعم على 15 مليون جنيه إسترليني لمشروع التعليم بالتعاون مع هيئة المعونة الأميركية التي تساند التعليم المبكر للأطفال السوريين والأردنيين على حد سواء داخل نظام التعليم العام في البلاد.
كما تعمل الحكومة البريطانية جنبا إلى جنب مع منظمة «اليونيسيف» وغيرها من المنظمات الدولية على مراقبة التقدم مقابل الالتزام بإدراج كافة الأطفال داخل نظام التعليم العام. وتعمل منظمة «اليونيسيف» في تطوير برنامج التعليم الذاتي، ليتمكن الأطفال في المناطق غير المؤمنة من مواصلة دراستهم في المنزل من خلال الدعم الدوري المقدم من مراكز التعلم المجتمعية، حيث يقدم المعلمون والمتطوعون الدعم الأكاديمي والنفسي والاجتماعي للأطفال.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة: «تعهدت الدول المناحة ودول الجوار، خلال مؤتمر دعم سوريا والمنطقة الذي أشرفنا على تنظيمه في العاصمة لندن، أنه بحلول نهاية عام 2016-2017 الدراسي، سيتم إدراج كافة أطفال اللاجئين والبالغ عددهم 1.7 مليون طفل، من الأطفال اللاجئين والمعرضين للخطر، في نظام التعليم الجيد بصورة متكافئة بين الفتيات والفتيان على حد سواء. كما تعهدنا كذلك بزيادة الوصول إلى الخدمات التعليمية لأكثر من 2.1 مليون طفل خارج النظام المدرسي في سوريا نفسها». وترى وزارة التنمية الدولية البريطانية المساعدات الإنسانية المقدمة من المملكة المتحدة وغيرها من الدول المانحة تشكل الفارق الكبير بين الحياة والموت بالنسبة للكثيرين، ولكن هناك حاجة ماسة إلى المزيد من الطرق المبتكرة لتمويل التعليم على المدى البعيد. ويمكن لذلك أن يشتمل على توسيع وتطوير المدارس الحكومية، إلى جانب وسائل النقل المختلفة وغير ذلك من البنية التحتية الحيوية. وتعمل المملكة المتحدة أيضا بالشراكة مع البنك الدولي لتقوية نظام المدارس الحكومية، ومع «اليونيسيف» لتوفير تعليم غير رسمي لأكثر الأطفال حاجة للمساعدة ممن هم خارج التعليم، إلى جانب توفير التدريب المهني والمهارات للشباب.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.