مخاوف من تصفية المعتدلين في ريف دمشق بعد معارك ضد «جيش الإسلام»

اتهامات لـ«النصرة» باستكمال محاربتها الفصائل المعتدلة التي بدأتها في الشمال

مساعدات إغاثية من الأمم المتحدة عبر الهلال الأحمر السوري باتجاه بلدة سقبا في الغوطة الشرقية قبل أيام (أ.ف.ب)
مساعدات إغاثية من الأمم المتحدة عبر الهلال الأحمر السوري باتجاه بلدة سقبا في الغوطة الشرقية قبل أيام (أ.ف.ب)
TT

مخاوف من تصفية المعتدلين في ريف دمشق بعد معارك ضد «جيش الإسلام»

مساعدات إغاثية من الأمم المتحدة عبر الهلال الأحمر السوري باتجاه بلدة سقبا في الغوطة الشرقية قبل أيام (أ.ف.ب)
مساعدات إغاثية من الأمم المتحدة عبر الهلال الأحمر السوري باتجاه بلدة سقبا في الغوطة الشرقية قبل أيام (أ.ف.ب)

لم تنجح دعوات الهيئة العامة للغوطة الشرقية، لوضع حد للاقتتال الداخلي الذي اندلع بين فصيلي «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن»؛ إذ تواصلت المعارك، واتسعت، بعد ظهر أمس، في عمق بلدات الغوطة، على الرغم من الانشقاقات في صفوف «فيلق الرحمن» الذي قال معارضون إنه وحلفاءه في جبهة النصرة «يسعون إلى فصل معقل جيش الإسلام في دوما عن سائر بلدات الغوطة الشرقية»، وسعي من الأخيرة لاستكمال محاربتها الفصائل المعتدلة التي بدأتها في الشمال.
وأكد الناشط السوري المعارض في الغوطة الشرقية أبو بكر عقاب لـ«الشرق الأوسط» أن «فيلق الرحمن» بالتعاون مع «جيش الفسطاط» الذي يضم «جبهة النصرة» و«فجر الأمة» وفصائل أخرى «يسعى إلى فصل دوما عن سائر مدن الغوطة وعزلها»، مشيرًا إلى أن محاولة مشابهة «من شأنها إضعاف جبهات المرج وبالا وحي جوبر الدمشقي ضد قوات النظام؛ حيث يرسل (جيش الإسلام) مؤازرات إلى تلك الجبهات انطلاقا من معقله في دوما».
ورأى عقاب أن تلك المعارك «تسعى إلى إضعاف جيش الإسلام» علما بأن ممثلا عنه، هو محمد علوش، يشغل منصب كبير المفاوضين في مفاوضات جنيف 3 الهادفة للتوصل إلى حل بخصوص الأزمة السورية.
وتعد مدينة دوما، عاصمة الغوطة الشرقية، ومعقل «جيش الإسلام» الذي كان يتزعمه زهران علوش قبل اغتياله بغارة جوية في يناير (كانون الثاني) الماضي، ويتزعمه الآن عصام البويضاني. ويقول ناشطون سوريون إن «جيش الإسلام» يضم في صفوفه 10 آلاف مقاتل، ونحو 40 ألف شخص قادر على حمل السلاح.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الاشتباكات العنيفة بين «فيلق الرحمن» و«جيش الإسلام» تواصلت في عدة بلدات في الغوطة الشرقية ترافقت مع اعتقال «فيلق الرحمن» لعدة مقاتلين من «جيش الإسلام» على حواجزه المنتشرة في المنطقة، بالإضافة إلى اعتقال مواطنين في المناطق ذاتها. وشملت المعارك مناطق حمورية ومسرابا وعين ترما وجسرين. وأشار المرصد إلى استخدام أسلحة ثقيلة خلال الاشتباكات بين الجانبين، قضى خلالها عدد من المقاتلين في صفوف الطرفين وأصيب آخرون بجراح، إضافة إلى مقتل 3 مدنيين. وأفاد ناشطون بعد الظهر بأن الاشتباكات توسعت، وسط حالة من التوتر تسود المنطقة.
واتهم «جيش الإسلام» في بيان صادر عن متحدثه الرسمي إسلام علوش، فصائل «فيلق الرحمن» و«جبهة النصرة» و«فجر الأمة» و«أحرار الشام»، بمهاجمة منازل قادة عسكريين وشرعيين تابعين للجيش في البلدات المذكورة، واقتحام منزل سعيد درويش.
وقال عقاب لـ«الشرق الأوسط» إن انتهاكات «جيش الفسطاط» تؤكد «أن جبهة النصرة، تسعى إلى استكمال محاربتها للفصائل المعتدلة التي بدأت في الشمال حين انقضت على حركة حزم والفرقة 13 وجبهة ثوار سوريا التي كان يتزعمها جمال معروف، وتريد أن تنقل تلك المساعي إلى الغوطة الشرقية». وقال: «إن (جيش الإسلام) يتصدر اليوم المعارك ضد النظام على جبهات المرج وبالا وجوبر، كما يتصدر المعارك ضد (داعش) في القلمون الشرقي في ريف دمشق».
وجاءت الاشتباكات بالتزامن مع إعلان أميركي يرفض إدراج «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» على قوائم الإرهاب. وإثر اندلاع الاشتباكات، انشقت كتيبة عن «فيلق الرحمن»، وأعلنت انضمامها إلى «جيش الإسلام» هي كتيبة «الدفاع الجوي»، وذلك «في سبيل توحيد الصف»، بحسب ما أفاد المرصد السوري. وأشار المرصد أيضًا إلى أن كتيبة «المضادة للدروع» التابعة لفيلق الرحمن، أعلنت اعتزالها المعارك بين «فيلق الرحمن» و«جيش الإسلام»، ورفضها لأوامر قادة الفيلق «بقتال إخواننا في جيش الإسلام»، مؤكدة «أننا لن نحمل أبدا هذا السلاح ضد أبناء بلدنا، ولن نحمله مهما كانت الضغوط علينا، ونحن إن شاء الله نعتزل هذه الفتنة ولن نشارك أبدا في القتال».
في غضون ذلك، تدخلت فصائل ووجهاء لتقريب وجهات النظر، ومنع الاقتتال بين الطرفين، وتوجيه البنادق لقتال قوات النظام على أطراف دمشق. وأكَّدت الهيئة العامة للغوطة الشرقية في بيان لها تمسُّكَها برفض الاقتتال الداخلي بين الفصائل والاستقواء بالسلاح، داعية إلى الاحتكام للقضاء في حل الخلافات.
ودعت الهيئة في بيانها المؤسسات والفعاليات المدنية في الغوطة الشرقية إلى وقف أعمالها: «إلا ما يتعلق منها بحياة الناس، حتى تتم الاستجابة لصوت العقل، وإفساح المجال أمام لجنة من الفعاليات للتوسط وحل الخلاف بشكل جذري».
وكانت التجاذبات بين الطرفين بدأت قبل أسابيع قليلة، حين اتهم «فيلق الرحمن»، «جيش الإسلام» باغتيال القاضي العام السابق للغوطة الشرقية خالد الطفور، وهو ما نفاه «جيش الإسلام».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».