هل نحن مبرمجون لحب الرياضة أو كراهيتها؟

رياضة الأم الحامل قد تلعب دورا في مستقبل جنينها الرياضي

هل نحن مبرمجون لحب الرياضة أو كراهيتها؟
TT

هل نحن مبرمجون لحب الرياضة أو كراهيتها؟

هل نحن مبرمجون لحب الرياضة أو كراهيتها؟

قد يبدو العنوان غريبا بعض الشيء، ولكن النتائج التي توصلت لها دراسة حديثة تطرح هذا السؤال من دون إجابة أكيدة حتى الآن، وهو: «هل هناك أشخاص بعينهم مبرمجون على حب ممارسة الرياضة أو كرهها منذ وجودهم أجنة في أرحام الأمهات؟». وقد أشارت هذه الدراسة التي تم إجراؤها على فئران التجارب إلى أن التجربة التي تحدث للجنين، خلال وجوده داخل رحم أمه، يمكن أن تلازمه بقية حياته، كما أشارت إلى أن مدى حركته يمكن أن تحكم مستقبلا على علاقته بالرياضة، وقد تحدد ما إذا كانت ممارسة الرياضة ستكون عملا محببا إليه أو أنه سيكون مضطرا لإجبار نفسه على ممارسة الرياضة لفوائدها المتعددة.
وقد تحدث هذه الدراسة تغييرا في الثقافة الصحية بوجه عام، إذ إن العرف السائد عالميا هو أن السيدة الحامل يجب أن تنال أكبر قسط ممكن من الراحة، وتبتعد عن الحركة كلما أمكنها ذلك.
* رياضة الحوامل
كان الباحثون من كلية الطب ببايلور Baylor College of Medicine، بالولايات المتحدة الأميركية، قد أجروا هذه الدراسة على إناث فئران التجارب الحوامل اللاتي كن يمارسن الرياضة أثناء الحمل، وأظهرت النتائج أن أولادها أكثر نشاطا وحبا للحركة في مرحلة البلوغ من الفئران الأخرى التي ولدت لأمهات لا يمارسن الرياضة. ونشرت هذه النتائج المثيرة، مطلع أبريل (نيسان) الحالي، في مجلة اتحاد الجمعيات الأميركية لعلم الأحياء التجريبي، المعروفة اختصارا بـ«The FASEB Journal».
وأكد الباحثون على أنه رغم أن تجربتهم أجريت على الفئران، فإن هناك كثيرا من الدراسات المشابهة التي تم إجراؤها في الإنسان، واتفقت نتائجها مع نتيجة هذه التجربة. وعلى سبيل المثال، فإن الأم التي تمارس الرياضة أثناء الحمل في الأغلب يكون أولادها أكثر ميلا لممارسة الرياضة، ولكن نتائج تلك الدراسات على الإنسان يمكن تفنيدها من خلال الرأي القائل إن الأم يمكن أن تحث أولادها على ممارسة الرياضة باعتبارها محبة للرياضة، عكس الأم التي لا تمارس الرياضة، وأيضًا يمكن أن تلعب الجينات الوراثية عاملا في حب الرياضة.
وتأتى أهمية نتائج الدراسة الحالية من أن إجراءها على الحيوانات يجنب الباحثين العوامل التي يمكن أن تؤثر على الدراسة، من تأثير الأم على الأطفال، سواء الجيني أو التربوي، وبذلك تكون نتيجة الدراسة محايدة. وقد قام الباحثون باختيار مجموعة من إناث الفئران اللاتي يستمتعن جميعا بالجري وممارسة الرياضة، وتم تقسيمها إلى مجموعتين: مجموعة تم السماح لها بالجري بحرية قبل وبعد الحمل، والمجموعة الأخرى لم يتم السماح لها. وعند بداية الحمل، قامت المجموعة التي تم لها السماح بالجري بالركض لمسافة 10 كيلومترات في الليلة، في المتوسط، وكلما تقدم الحمل قلت المسافة التي تجريها الفئران الحوامل، لكن حتى عند بداية شهور الحمل الأخيرة، لم تتوقف الفئران عن الجري، وإن بصعوبة، أو اكتفت بمجرد المشي لمدة 3 كيلومترات في المتوسط كل ليلة.
* أجيال نشطة
ووجد الباحثون أن الفئران التي تمت ولادتها للأمهات اللاتي مارسن رياضة الجري أثناء الحمل، كانت أكثر نشاطا من أقرانها الآخرين بنسبة 50 في المائة، في جميع مراحل الحياة، وأيضًا امتد التأثير إلى إمكانية فقدان الدهون بشكل أسرع من الآخرين، من خلال ممارسة التمرينات الرياضية لمدة 3 أسابيع فقط في مرحلة البلوغ، وهو الأمر الذي يؤكد الدور الذي تلعبه البيئة في التأثير على نشاط الأشخاص وحبهم للحركة، خلافا للاعتقاد السائد أن حب ممارسة الرياضة يكون له سبب جيني في الأساس.
وتشير هذه النتائج إلى أن الحركة أثناء الحمل قد تعمل على نمو مخ الجنين، وتشجع حب الرياضة، وأيضًا أوضح الباحثون أن هذه النتائج تشير بوضوح إلى أنه في حالة إجراء دراسات مماثلة على الإنسان، والحصول على نفس النتائج، يمكن أن يساهم هذا بشكل كبير في القضاء على الخمول وعدم النشاط الحركي الذي يعانى منه العالم أجمع، خاصة في المدن الكبرى، وهو الأمر الذي سبق أن حذرت من عواقبه الصحية منظمة الصحة العالمية، في تقاريرها، حيث تشير الإحصائيات إلى أن عدم ممارسة النشاط الكافي يعتبر واحدا من أهم 10 أسباب لحدوث الوفاة عالميا.
وتبعا لهذه الدراسة، سوف يكون من الواجب على كل أم ممارسة الرياضة أثناء الحمل، مما يساهم في خلق أجيال مبرمجة لكي تستمع بممارسة الرياضة، وبالتالي يتم حمايتها من مخاطر الحياة الخاملة.
وبطبيعة الحال، يحتاج الأمر إلى تغيير الثقافة الطبية في المجتمع، حيث تعتقد معظم الإناث وأزواجهم أن الرياضة تمثل خطورة على الحمل! وسوف يحتاج الأمر إلى حملات توعية لمعرفة أن ممارسة الرياضة أثناء الحمل مفيدة، خاصة أن التوصيات بممارسة الرياضة أثناء الحمل قد بدأت بالفعل من خلال كلية أطباء النساء والتوليد بالولايات المتحدة American College of Obstetricians and Gynecologists، الذين نصحوا الأمهات بممارسة الرياضة (الخفيفة بالطبع) لمدة 30 دقيقة يوميا، طالما لا توجد مشكلات في الحمل تعوق ممارسة الرياضة، خصوصا أن فوائد الرياضة سوف تنعكس على الأمهات وأيضًا على مستقبل أطفالهن الصحي، وتعمل على وقايتهم من مخاطر عدم النشاط. لكن يجب على الأم أن تستشير طبيب النساء المتابع لها في نوعية وطريقة ومدة الرياضة المناسبة لها ولحالتها الصحية.

• استشاري طب الأطفال



لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
TT

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

أحياناً، لا يستطيع بعضنا النوم، رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد؛ وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا، وفقاً لما توصلت إليه دراسة جديدة.

وكل ليلة، ومع غروب الشمس، تبدأ بعض ميكروبات الأمعاء، المعروفة بميكروبات الليل، التكاثر والازدهار، بينما تموت ميكروبات أخرى، وتتغير المواد الكيميائية التي تفرزها هذه الميكروبات أيضاً، مما يسهم في النعاس، وفق ما نقله موقع «سايكولوجي توداي» عن مؤلفي الدراسة الجديدة.

ويصل بعض هذه المواد الكيميائية إلى منطقة تحت المهاد، وهي جزء من دماغك يساعدك على البقاء هادئاً في أوقات التوتر.

وقال الباحثون في الدراسة الجديدة: «من المدهش أن الميكروبات التي تحكم أمعاءك لها إيقاعات يومية، فهي تنتظر الإفطار بفارغ الصبر في الصباح، وفي الليل تحب أن تأخذ قسطاً من الراحة، لذا فإن تناول وجبة خفيفة، في وقت متأخر من الليل، يؤثر إيجاباً بشكل عميق على ميكروبات الأمعاء لديك، ومن ثم على نومك ومدى شعورك بالتوتر».

وأضافوا أن عدم التفات الشخص لما يأكله في نهاية يومه ربما يؤثر بالسلب على نومه، حتى وإن كان يشعر بالتعب الشديد.

كما أن هذا الأمر يزيد من شعوره بالتوتر، وهذا الشعور يؤثر سلباً أيضاً على النوم.

ولفت الفريق، التابع لجامعة كوليدج كورك، إلى أنه توصّل لهذه النتائج بعد إجراء اختبارات على عدد من الفئران لدراسة تأثير الميكروبيوم على الإجهاد والإيقاعات اليومية لديهم.

وقد حددوا بكتيريا واحدة على وجه الخصوص؛ وهي «L. reuteri»، والتي يبدو أنها تهدئ الأمعاء وتؤثر إيجاباً على الإيقاعات اليومية والنوم.

ويقول الباحثون إن دراستهم تقدم «دليلاً دامغاً على أن ميكروبات الأمعاء لها تأثير عميق على التوتر وجودة النوم».

ونصح الباحثون بعدم تناول الأطعمة والمشروبات السكرية ليلاً، أو الوجبات السريعة، وتلك المليئة بالدهون، واستبدال الأطعمة الخفيفة والمليئة بالألياف، بها.