نظرية «الرجل الواحد» تسقط «الرياض» و«النهضة» إلى دوري «الظلام»

«مدرسة الوسطى» و«مارد الدمام» فاجآ الشارع الرياضي بفضيحة مدوية هذا الموسم

«النهضة» لم يقدم ما يشفع له بالبقاء في الأولى («الشرق الأوسط»)
«النهضة» لم يقدم ما يشفع له بالبقاء في الأولى («الشرق الأوسط»)
TT

نظرية «الرجل الواحد» تسقط «الرياض» و«النهضة» إلى دوري «الظلام»

«النهضة» لم يقدم ما يشفع له بالبقاء في الأولى («الشرق الأوسط»)
«النهضة» لم يقدم ما يشفع له بالبقاء في الأولى («الشرق الأوسط»)

عوضًا عن العودة إلى دوري الكبار، فاجأ فريقا الرياض والنهضة «العريقان» الشارع الرياضي السعودي بالهبوط إلى دوري الدرجة الثانية هذا الموسم.
وهبط فريق الرياض بعد أن حل في المركز الـ 15، متقدما برصيد 29 نقطة «أي أنه حصد معدلا أقل من نقطة في المباراة الواحدة»، أما «النهضة» فهبط بعد حصوله على المركز الـ 14 برصيد 33 نقطة، بفارق المواجهات المباشرة لصالح الحزم الذي تساوى معه في عدد النقاط لكنه نجا من الهبوط، فيما كان الدرعية قد سبقهما لدوري الثانية بعد أن جمع 14 نقطة فقط ليعلن هبوطه مبكرا.
لم يكن هبوط الناديين العريقين حدثا عابرا، خصوصا بالنسبة لمن يملكون أدنى فكرة عن الإنجازات التي تحققت في عهودهما الذهبية، التي يبدو أنها رحلت إلى غير رجعة «ما لم يكن هناك وقفة جادة من محبي الناديين».
وفيما يعرف «الرياض» بمدرسة الوسطى، و«النهضة» بمدرسة الشرقية أو مارد الدمام، يرى كثيرون أن مكانهما الدائم هو في مصاف الأندية الكبيرة المحترفة في السعودية، وليس في دوري الثانية أو الأولى.
وتاريخيا أنجب «الرياض» نجوما مثلوا الفريقين، وكان لهما صولات وجولات مثل: خالد القروني، وناصر الدوسري الشهير بسدوس، وياسر الطايفي، وطلال الجبرين، والمرحوم فهد الحمدان الهداف التاريخي للنادي واحد أفضل 10 هدافين في تاريخ الدوري السعودي الممتاز، ومحمد القاضي، وحارس المرمى منصور الحلوة وعبد الله الضعيان، وغيرهم الكثير في نادي الرياض.
أما «النهضة» فقد أنجب كذلك نجوما كبارا مثل حارس المنتخب السعودي خالد الدوسري الشهير بـ«خالدين»، وناصر المنصور، وأبناء الدنيني، وكذلك ناصر بليه، وعادل المجنون وغيرهم الكثير في هذا النادي.
ومن يعرف الناديين يدرك أن عودتهما لدوري الكبار خلال السنوات القريبة المقبلة ليست أمرا ممكنا، قياسا بأندية أخرى بعضها تلعب فعليا في الدوري السعودي للمحترفين.
ويقع «الرياض» في العاصمة السعودية، حيث يتوفر الداعمون والمحبون للرياضة، كما أن النقطة الأهم هي وجود مقر نموذجي متكامل يمكن من خلاله الاستفادة بنواحٍ كثيرة، من بينها الجانب الاستثماري والذي يمكن أن يدر على النادي مبالغ طائلة تقلل الاعتماد على الشرفيين.
ولا يختلف «النهضة» حالا عن نادي الرياض من حيث وجود مقر نموذجي متكامل منذ سنوات طويلة، حيث يعتبر الناديان من أوائل الأندية التي ظفرت بمقرات على مستوى المملكة في الثمانينات، وهي التي شهدت طفرة رياضية سعودية على كل المستويات والأصعدة، بل إن نادي النهضة يقع في أهم شارع تجاري حيوي في المنطقة الشرقية، حيث تحيطه الأبراج العاتية ووكالات السيارات العالمية، وغيرها من المتاجر الضخمة على طريق - الدمام الخبر السريع، وهو من أكثر الأندية المتاحة للاستثمار بحكم الموقع الاستراتيجي جدا لهذا النادي.
ومقارنة ظروف «الرياض» و«النهضة» بظروف أندية توجد فعليا في الدوري السعودي للمحترفين، مثل نجران أو، المجزل الصاعد حديثا لدوري المحترفين لأول مرة في تاريخه، فالمقارنة ظالمة جدا، فنجران والمجزل تحديدا لا يملكان حتى مقرات للتدريب، فضلا عن فرص استثمارها والاستفادة من مداخليها المالية.
ويرى مقربون من نادي النهضة أن السبب الرئيسي في هبوط الفريق هو التنازل عن خدمات عدد كبير من نجوم الفريق يتقدمهم الهداف جاسم الحمدان، وهاني الضاحي، وعلي البليهي، وغيرهم ممن قادوا الفريق قبل ثلاث سنوات للصعود لدوري المحترفين، وكادوا أن يقودوه الموسم قبل الماضي لدوري المحترفين مجددا، لولا خسارة الفريق في المنعطف الأخير أمام الوحدة، وسقوطه من الصدارة وحلوله ثالثا.
ويصف المقربون الحال بشكل أكثر واقعية، فيؤكدون أن من أهم الأسباب هو ابتعاد رئيس النادي فيصل الشهيل عن النادي هذا الموسم تحديدا، لظروفه الصحية التي تستوجب راحته، وكان لغياب الشهيل عن النادي أثر في ابتعاد الشرفيين عن الدعم، خصوصا أن من تولى إدارة النادي بالوكالة أشخاص ليس لديهم الخبرة الكافية، والعلاقات التي تمكنهم من التواصل بشكل إيجابي وفعال مع رجال الأعمال بالمنطقة الشرقية، والحصول على الدعم المالي للإبقاء على نجوم الفريق على الأقل، خصوصا أن «النهضة» وفي الموسم الثاني لهبوطه من دوري المحترفين كان قريبا من العودة، ولكن في الموسم الثالث سقط لدوري الثانية.
أما فريق الرياض فكان للصراعات أثر سلبي عليه، بعد أن رحل رئيسه الذهبي الأمير فيصل بن عبد الله الذي سبق وأن قاد الفريق لإنجازات لا تنسى في عصره الذهبي، فالنادي لم يستفد من التجارب التي مرت به والنجاة من الهبوط لدوري الثانية في عدة سنوات مضت، حيث كان التهديد بالهبوط أمرا شبه موسمي، ولم يستفد حتى من اللاعبين المنسقين من أندية العاصمة كما استفاد غيره ومن بينهم المجزل، بل الكثير من أندية المملكة ومن بينها أندية تلعب حاليا في دوري المحترفين.
واعتمد «الرياض» على لاعبين منتهي الصلاحية ومنسقين من أندية الدرجة الأولى وحتى الثانية فكان مصيره الهبوط، حيث إن الاهتمام بقاعدة النادي في الفئات السنية كانت شبه معدومة.
من جانبه قال الدكتور صلاح السقا، رئيس النادي المكلف، إن المشكلة الكبرى في نادي الرياض هو الاعتماد على شخص واحد لسنوات طويلة وهو ماجد الحكير، وحينها لا يمكن الاعتماد على شخص واحد على الدوام، اليد الواحدة لا تصفق، فلا يوجد شرفيون في الأصل، وهناك استثمارات ولكنها غير كافية لتسيير أمور النادي بشكل عام وليس كرة القدم بشكل خاص.
وأضاف: «أخشى ما أخشاه على نادي الرياض أن يكون استسهال دوري الدرجة الثانية واعتبار الوجود فيه محطة عابرة أمرا يقوده للسقوط إلى الثالثة أو دوري المناطق».
وعن إمكانية عودة الفريق إلى دوري الأولى سريعا، قال: العودة للأولى ليس طموح «الرياض»، بل العودة للممتاز، لن يتغير شيء في النادي ما لم يتحرك محبو «الرياض» ويقدمون الدعم الكبير للنادي خلال الفترة القريبة أو بالأحرى بشكل عاجل.
فيما اعتذر عدد من الإداريين واللاعبين السابقين عن الحديث عن وضع النادي، إلا أنهم أكدوا ضرورة الاستفادة من هذا الدرس وإعادة الروح مجددا لمدرسة الوسطى.
من جانبه قال ناصر الهلال، أمين عام نادي النهضة السابق والذي كان أقرب شخص للنادي في السنوات الـ6 الأخيرة بحكم منصبه، إن السبب الرئيسي وراء سقوط الفريق هو «ضعف الموارد المالية للنهضة، واعتماد النادي لسنوات طويلة على دعم شخص واحد هو السبب الأوحد».
وأضاف الهلال: «هذا زمن المادة، إذا تراجعت الموارد المالية ليس من السهل إقناع لاعب باللعب لفريقك دون أن يحصل على عوائد مقنعة، بكل تأكيد زمن الولاء ذهب بلا رجعة، ولنتذكر كمثال جارنا الاتفاق الذي صرفت إدارته 30 مليون ريال في سبيل عودة فريقها لدوري المحترفين، وهذا المبلغ الكبير الذي صرف تم خلاله جلب لاعبين على مستوى فني عالٍ، وتم تجديد الفريق حتى عاد فارس الدهناء، ولو أن الاتفاق ظل أو لا يزال يعتمد على دعم شخصي لما عاد حتى لدوري المحترفين، ولكن هناك الكثير من الداعمين لهذا النادي، وعاد نتيجة هذا الدعم إلى دوري المحترفين».
وأشار إلى أن جميع المقربين من نادي النهضة يعرفون أن فيصل الشهيل هو الداعم الأول، وقد يكون الأوحد للنادي منذ سنوات طويلة، وأعني الدعم الكبير الذي ينجح الخطط وليس الذي يسير أمورا بسيطة في النادي، والآن الشهيل تعب كثيرا ولم يعد بالإمكان أن يواصل الدعم، ومن هنا ندعو رجالات «النهضة» ومحبيه إلى أن يلتفوا حول ناديهم وينتشلوه من وضعه الحالي، الفكر لا يكفي بل المال هو ما ينجح الفكر.
وأخيرا يقول يوسف الغدير، الذي خدم «النهضة» في مناصب عدة لاعبا ومدربا وإداريا، إن السبب ليس المال وحده بل حتى الفكر، «والدليل أن نادي المجزل لا يملك حتى نصف موارد «النهضة» ومع ذلك صعد لدوري المحترفين»، منهيا كلامه بالقول: «مشكلة (النهضة) أن البعض يريد أن يشرك نفسه في الإدارة ويتحدث، بل يتدخل في أمور ليس من اختصاصه».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».