يعيش أهالي الوازعية في محافظة تعز، إحدى بوابات محافظة لحج الجنوبية، وضعا مأساويا، بعدما تمكنت الميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح من السيطرة على مركز المديرية (الشقيراء) وعدد من القرى. وتواصل الميليشيات الانقلابية ارتكاب مجازرها في هذه المديرية من خلال القصف العنيف وبشكل هستيري على قراها، مما أجبر أهلها على النزوح منها، لتصبح شبه خالية من السكان. كانت قد هجرت الميليشيات الانقلابية، الأسبوع الماضي، أكثر من 30 ألف مواطن من أبناء الوازعية، وأجبرت ما تبقى من سكانها في عزلة الظريفة الخروج من منازلهم والنزوح إلى محافظة لحج ومدينة عدن الجنوبية، وأرياف الحُجرية، أكبر قضاء في محافظة تعز. كما استمرت الميليشيات في التحشيد والدفع بتعزيزات عسكرية من أجل التقدم إلى اتجاه مديرية التربة، عاصمة قضاء الحجرية، عبر مديرية الشمايتين. وقال الناشط الحقوقي، محمد سعيد الشرعبي، من أبناء تعز، لـ«الشرق الأوسط» إن «ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، تواصل انتهاكاتها وجرائمها ضد المواطنين في مديرية الوازعية، من خلال القصف المستمر على القرى بصواريخ الكاتيوشا والمدافع، حيث قصفت وبشكل عنيف قرى عزلة الظريفة، بالإضافة إلى تهجير المواطنين من تبقى في المديرية».
وأضاف أن «الميليشيات الانقلابية تحاول التقدم إلى مديرية التربة في اتجاه الصبيحة، من خلال التحشيد والدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى أطراف مدينة تعز، وتقوم بقصف مواقع المقاومة الشعبية في الظريفة والمنصورة، جنوب وغرب مديرية الوازعية، غير أن أبطال المقاومة الشعبية تمكنوا بعد مواجهات عنيفة من إحباط تقدم الميليشيات في اتجاه الظريفة والمنصورة». ويأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه الميليشيات الانقلابية خرقها للهدنة في مدينة تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية، من خلال القصف العنيف والمستمر على أحياء تعز وقرى حيفان، جنوب المدينة، وخاصة المواقع التي تسيطر عليها قوات الشرعية، الجيش الوطني والمقاومة الشعبية. واشتدت هجمات ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح على الجبهات الغربية والشرقية لمدينة تعز، حيث تمكنت عناصر الجيش الوطني والمقاومة العشبية من صد هجمات الميليشيات الانقلابية بما فيها الهجمات المستمرة على معسكر اللواء 35 مدرع في المطار القديم، غرب المدينة.
وطالب الجرحى في وقفة احتجاجية، شارك فيها القيادي في المقاومة الشعبية الشيخ شوقي سعيد المخلافي، واللواء أمين الوائلي، عضو المجلس العسكري في محافظة أب، وبتنسيق من رابطة إعلاميات تعز، الحكومة اليمنية بسرعة إنقاذهم وعلاجهم بعدما تدهورت حالتهم، وكذا رفع الحصار عنهم ليتمكنوا من السفر والعلاج في ظل الحالة المزرية التي وصلت إليها مستشفيات محافظة تعز جراء قصف الميليشيات الانقلابية ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية وأسطوانات الأكسجين.
في السياق ذاته، دشنت المنظمة الوطنية للتنمية الإنسانية، منظمة مجتمع مدني محلية غير حكومية، تقريرها الحقوقي في محافظة تعز تحت عنوان «الموت تحت سياط التعذيب»، حيث تناول التقرير الأشخاص المخفيين قسرا الذين يواجهون التعذيب في سجون ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح. وأعلنت المنظمة أنه تم توثيق حالات اختفاء قسري وتعذيب للمواطنين في عموم محافظات الجمهورية منذ سبتمبر (أيلول) 2014، وحتى نهاية شهر مارس (آذار) 2016، حيث رصد فريق المنظمة عدد المختطفين بـ(8419) شخصا بينهم (2338) مخفيا قسرا و(4689) حالة تعذيب ارتكبتها الميليشيات الانقلابية. وطالبت المنظمة الوطنية للتنمية الإنسانية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد والمنظمات الدولية بفتح تحقيق عاجل في حالات التعذيب والاختفاء القسري التي ارتكبتها الميليشيات الانقلابية، وما ترتب عليها من حالات قتل وأضرار نفسية ومعنوية داخل سجون الميليشيات والتحرك السريع والضغط لإنقاذ حياة المعذبين والمختفين قسريا. كما شددت على ضرورة قيام الحكومة الشرعية والمجتمع الدولي اتخاذ التدابير لمنع أعمال الاختفاء القسري والتعذيب وتوفير الحماية اللازمة لمدافعي حقوق الإنسان. وبينما تواصل الميليشيات الانقلابية حصارها المطبق على جميع منافذ المدينة وتمنع دخول المواد الغذائية والدوائية وكل المستلزمات بما فيها مياه الشرب، دشنت مؤسستا «سبل» و«قطر الخيرية»، المرحلة الثانية من مشروع تأهيل آبار مدينة تعز، لتشغل بذلك 8 آبار رئيسية لمياه الشرب في المدينة. وبدأ التدشين بتشغيل بئر الوحدة وسط المدينة، التي تغذي خزان منطقة جبل جرة، الذي تبلغ سعته الكلية 6 آلاف متر مكعب. وقال مدير مؤسسة سبل في محافظة تعز، عادل سعيد، في تصريح له، إن «بئر الوحدة تغذي عددا من المناطق المحيطة بمنطقة وادي القاضي، حيث ستغطي احتياجات ما يقرب من 5 آلاف أسرة من مياه الشرب النقية، وإن المؤسسة تعمل على افتتاح 7 آبار رئيسية أخرى في الأيام القادمة في أحياء متفرقة من مديريات المدينة المحاصرة، وهي بئر التعاون، البتول، المطهر، وآبار مساجد دار القرآن، السقا، الغفران وخزانات مستشفى الروضة».
وكانت مؤسسة سبل قد دشنت أواخر العام الماضي، المرحلة الأولى من نفس المشروع الذي استهدف تشغيل 8 آبار مياه للشرب في المدينة، ولمدة 3 أشهر، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من المشاريع الأخرى بدعم وتمويل من جمعية قطر الخيرية.
الوازعية شبه خالية من السكان والميليشيات تجبر من تبقى على النزوح
8419 حالة اختطاف وتعذيب ارتكبتها الميليشيات الانقلابية
الوازعية شبه خالية من السكان والميليشيات تجبر من تبقى على النزوح
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة