العاهل البحريني يزور الأزهر والكنيسة.. ويدعم دورهما في محاربة التطرف

الملك حمد بحث مع العربي وأبو الغيط سبل مواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة

الملك حمد بن عيسى آل خليفة خلال زيارته مقر مشيخة الأزهر بالقاهرة («الشرق الأوسط»)
الملك حمد بن عيسى آل خليفة خلال زيارته مقر مشيخة الأزهر بالقاهرة («الشرق الأوسط»)
TT

العاهل البحريني يزور الأزهر والكنيسة.. ويدعم دورهما في محاربة التطرف

الملك حمد بن عيسى آل خليفة خلال زيارته مقر مشيخة الأزهر بالقاهرة («الشرق الأوسط»)
الملك حمد بن عيسى آل خليفة خلال زيارته مقر مشيخة الأزهر بالقاهرة («الشرق الأوسط»)

قالت مصادر مصرية إن زيارة العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، إلى مقر مشيخة الأزهر والكنيسة المصرية أمس، جاءت لـ«لتأكيد دورهما في محاربة الفكر المُتطرف ونشر التسامح الديني»، مضيفة أن «هذه الزيارة تُعد هي الأولى للعاهل البحريني لمؤسسة الأزهر العريقة والمقر البابوي بمصر»، وأن العاهل البحريني أكد خلال الزيارتين المكانة التي يحظى بها كل من «الأزهر والكنيسة»، مشيدا بروح التعاون والتفاهم والمحبة التي تجمع بين قيادات المؤسستين.
والتقى ملك البحرين الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى، وتناولا خلال اللقاء عددا من الموضوعات تتعلق بالوضع العربي الراهن، وضرورة التضامن العربي في مواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة.
وغارد الملك حمد بن عيسى آل خليفة القاهرة أمس، عقب زيارة رسمية إلى مصر استغرقت يومين، شكلت محطة لتوثيق العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين، حيث عقدت قمة (بحرينية - مصرية) بين الملك حمد والرئيس عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية الرئاسي.
وخلال هذه الزيارة، زار العاهل البحريني مقر مشيخة الأزهر بحديقة الخالدين بالدراسة، في زيارة تُعد الأولى من نوعها أمس، وكان في استقباله الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقيادات الأزهر وأعضاء هيئة كبار العلماء، وقال الطيب إن «الزيارة ليست تقديرا للأزهر فحسب، وإنما تقدير وتكريم لأكثر من مائة دولة من دول العالم الإسلامي في القارات الست، ترسل أبناءها وبناتها ليدرسوا في الأزهر»، مضيفا أن «أرض البحرين كانت وستظل مجمعا للثقافات والأفكار والمذاهب، وبوتقة تنصهر فيها كل هذه التنوعات، وتترك بصماتها على الشخصية البحرينية لتتفرد بالعقلانية واستيعاب التحديات، واستثمارها دائما لصالح الوطن وقضاياه الكبرى»، مؤكدا دعم الأزهر لوحدة شعب البحرين واستقلال إرادته، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.
وقالت مصادر مصرية إن «اللقاء تناول عددا من القضايا العربية الإسلامية، وسبل التعاون بين مملكة البحرين والأزهر في نشر الوسطية والاعتدال، وتأكيد أهمية دور الأزهر في محاربة الفكر المتطرف الذي تنشره الجماعات المتطرفة».
من جانبه، أعرب العاهل البحريني عن عميق شكره وتقديره للأزهر على مواقفه الداعمة لوحدة شعب البحرين واستقراره، مؤكدا أن هذه المواقف المشرفة ليست غريبة على الأزهر المعروف بالوسطية والاعتدال والانتصار للحق، وأن للأزهر وعلمائه دورا رائدا في خدمة الإسلام والمسلمين منذ أكثر من ألف عام، كما نوه بالدور الحيوي المهم الذي يضطلع به الأزهر في العناية بالثقافة الإسلامية الأصيلة، وإعلاء قيم التسامح والفضيلة والخير، لافتا النظر إلى أن البحرين هي «الوطن الأصيل الذي كان من قديم ملتقى الثقافات والحضارات على مر التاريخ، الذي عاشت فيه المذاهب والعقائد والأفكار المختلفة دون صدام أو صراع.. وتعلم فيه الإنسان ثقافة التعاون والتسامح والعيش المشترك».
في غضون ذلك، زار ملك البحرين المقر البابوي في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وكان في استقباله البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وتعد تلك الزيارة هي الأولى لعاهل البحرين للكنيسة المصرية، التي تهدف إلى التعارف وتقديم التهنئة بمناسبة عيد القيامة للمسيحيين. وقالت مصادر مصرية إن ملك البحرين أكد خلال زيارته لبابا المسيحيين في مصر أن «بلاده تضم عددا كبيرا من الكنائس وتؤمن بالحريات الدينية.. كما ثمن دور الكنيسة في التسامح الديني والعلاقة مع الأديان».
من جهته، أكد البابا تواضروس الثاني، أن زيارة العاهل البحريني للمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتقديم التهنئة للمسيحيين، كانت مبادرة طيبة، مضيفا أن هناك إجراءات لإقامة كنيسة مصرية في البحرين لخدمة المصريين الأقباط في مملكة البحرين. فيما قال الأنبا ثيدسيوس أسقف الجيزة، رئيس لجنة المجاملات الرسمية بالكنيسة القبطية، إن «زيارة ملك البحرين للبابا تواضروس الثاني تهدف إلى تواصل الثقافات العربية بعضها ببعض»، مؤكدا في تصريحات صحافية على هامش الزيارة، أن «ملك البحرين يحترم مواقف الكنيسة الوطنية.. والزيارة مُحملة بالمحبة للكنيسة القبطية».
في السياق نفسه، استقبل ملك البحرين بمقر إقامته الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، الذي قال في تصريح للصحافيين إن «اللقاء تناول عددا من الموضوعات تتعلق بالوضع العربي الراهن، وضرورة التضامن العربي في مواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة». وأضاف العربي أن اللقاء تطرق أيضا إلى موضوع القوة العربية المشتركة، وأهمية أن تكون هناك اتصالات مستمرة بشأن القضايا المطروحة على الساحة العربية، وقد حضر اللقاء وزير خارجية مملكة البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة.
كما عقد العاهل البحريني الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أمس، لقاء بالأمين العام المنتخب لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الذي قال في تصريح صحافي: «تشرفت بلقاء ملك البحرين، وأشعر بالامتنان الشديد تجاه الملك حمد، حيث إن انتخابي أمينا عاما للجامعة العربية تم تحت رئاسة البحرين (الرئيس الحالي لمجلس جامعة الدول العربية)».
وأضاف أبو الغيط أن لقاءه مع ملك البحرين «تناول الوضع العربي الراهن.. وسوف نعمل على لم الشمل وخدمة الوطن، وقد وعدت الملك حمد بن عيسى آل خليفة بأن تكون مملكة البحرين الدولة الأولى التي أزورها بعد انتهاء القمة العربية المقبلة المقررة في نواكشوط، بصفتها الرئيس الحالي لمجلس جامعة الدول العربية».
كما التقى ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة بمقر إقامته بالقاهرة مع سفراء ومندوبي الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية، وتم خلال اللقاء بحث مجمل تطورات الأوضاع في المنطقة، خاصة في سوريا واليمن وليبيا والعراق ومستجدات القضية الفلسطينية، كما جرى بحث التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية وسبل التصدي لجميع التدخلات الخارجية في الشأن العربي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.