المعارضة السورية تردّ على تصريحات موسكو: وحدها الأمم المتحدة تحدّد موعد استئناف محادثات السلام

روسيا تطالب مجلس الأمن إدراج مجموعتين سوريتين شاركتا في جنيف على «لائحة الارهاب»

المعارضة السورية تردّ على تصريحات موسكو: وحدها الأمم المتحدة تحدّد موعد استئناف محادثات السلام
TT

المعارضة السورية تردّ على تصريحات موسكو: وحدها الأمم المتحدة تحدّد موعد استئناف محادثات السلام

المعارضة السورية تردّ على تصريحات موسكو: وحدها الأمم المتحدة تحدّد موعد استئناف محادثات السلام

قال جورج صبرا من الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية، اليوم (الاربعاء)، إنّ الامم المتحدة يرجع إليها تحديد متى تستأنف محادثات السلام، بعد أن صرح مسؤول روسي أنها ستستأنف في العاشر من مايو (أيار). مضيفًا أنّ المعارضة لن تشارك في المحادثات إلى أن تنفذ مطالبها.
وكان صبرا يرد على تصريحات أدلى بها نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في وقت سابق اليوم.
وروسيا حليف وثيق لرئيس النظام السوري بشار الاسد.
وأضاف صبرا لوكالة رويترز للأنباء، «ما لم تتم إجراءات حقيقية على الارض وفي الداخل السوري، سيبقى وفد الهيئة العليا للمفاوضات معلق اشتراكه بالمفاوضات».
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات قد علّقت مشاركتها في محادثات السلام الاسبوع الماضي، مع تصاعد العنف على الارض فيما لم تحرز هذه المفاوضات أي تقدم تجاه بحث انتقال سياسي.
على صعيد متصل، طلبت روسيا من مجلس الامن الدولي مساء أمس، أن يعتبر مجموعتي «احرار الشام» و«جيش الاسلام» السوريتين المعارضتين اللتين شاركتا في مفاوضات جنيف، «ارهابيتين».
وأعلن السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين في بيان، أنّ بلاده طلبت من لجنة مكافحة الارهاب أن تدرج مجموعتي «احرار الشام» و«جيش الاسلام» المقاتلتين في لائحتها للمنظمات الارهابية. مؤكّدًا في البيان أنّه رفع هذا الطلب «لأن هاتين المجموعتين اللتين تقاتلان في سوريا، مرتبطتان ارتباطا وثيقا بالمنظمات الارهابية، لا سيما تنظيم «داعش» وتنظيم القاعدة اللذان يزودانهما بالدعم اللوجستي والعسكري».
و«جيش الاسلام» حركة مقاتلة، ويعتبر أهم فصيل معارض مسلح في الغوطة الشرقية في ريف العاصمة السورية.
واختير محمد علوش، احد قادة «جيش الاسلام» السياسيين، كبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية.
وشاركت الهيئة العليا للمفاوضات في جولة المحادثات التي تنظمها الامم المتحدة في جنيف، وتهدف إلى ايجاد حل للأزمة السورية، بصفتها الممثل الرئيسي للمعارضة.
وانسحبت الهيئة العليا للمفاوضات الاسبوع الماضي من محادثات جنيف غير المباشرة مع النظام، احتجاجا على تدهور الوضع الانساني وانتهاكات وقف اطلاق النار في سوريا. فيما لم تحقق المفاوضات حتى الآن أي تقدم، في وقت تتصاعد أعمال العنف في سوريا، ما يؤدي إلى ترنح اتفاق لوقف الاعمال القتالية سار منذ 27 فبراير (شباط).
واسفرت عمليات قصف نفّذتها قوات النظام السوري السبت عن 13 قتيلا في دوما، معقل «جيش الاسلام»، كما قال المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي اليوم نفسه، قتل قائد اركان حركة «احرار الشام»، في تفجير انتحاري، حسب المرصد.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.