«داعش» يُخطط لتجنيد مُتطرفين ينفذون هجمات من دون تنسيق مع قيادة التنظيم

«الإفتاء المصرية» تحذر من إصدار قوائم اغتيالات لمسؤولين مسلمين

«داعش» يُخطط لتجنيد مُتطرفين ينفذون هجمات من  دون تنسيق مع قيادة التنظيم
TT

«داعش» يُخطط لتجنيد مُتطرفين ينفذون هجمات من دون تنسيق مع قيادة التنظيم

«داعش» يُخطط لتجنيد مُتطرفين ينفذون هجمات من  دون تنسيق مع قيادة التنظيم

حذرت دار الإفتاء في مصر، من خطورة إصدار تنظيم داعش الإرهابي لقوائم اغتيالات تشمل أكثر المسلمين المسؤولين نجاحا في أوروبا وأميركا والمملكة المتحدة. ولفتت الدار إلى أن التنظيم الإرهابي عقد العزم على تصفيتهم بعد وصولهم لمناصب رفيعة في هذه الدول وذلك بسبب «ارتدادهم» عن الدين الإسلامي - على حد وصف التنظيم. مضيفة أن «إعلان التنظيم للقائمة الأولى مؤخرا.. ووعده لإعلان قوائم أخرى، إرهاب كي تظل صورة المُقاتل الداعشي السائدة عن المسلمين في العالم»، موضحة أن «داعش» يُخطط لتجنيد مُتطرفين جُدد يتحركون حول العالم مستقبلا بشكل فردي دون تنسيق أو الرجوع لقيادة التنظيم لأخذ المهام وأوامر القتل. في حين قالت مصادر مُطلعة بالإفتاء لـ«الشرق الأوسط» إن «التنظيم سوف يدفع بالشباب والفتيات لتنفيذ هجمات وعمليات قتل واغتيال بمفردهم بعد قيامه (أي تنظيم داعش) بتجنيد الشباب للإيمان بأفكار التنظيم المُتطرفة، وإقناعهم بأنهم أبطال ومُقاتلون يستطيعون أخذ قرار القتل والتدمير بمفردهم دون الرجوع لأحد من قادة التنظيم».
وقالت دار الإفتاء المصرية في تقرير أعده مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع للدار أمس، إن إقدام «داعش» على هذه الخطوة من قوائم الاغتيالات تأتي في إطار سعي التنظيم الحثيث لتحقيق زعم نبوءته حول نهاية التاريخ، وتحقيق الصدام بين أتباع الأديان السماوية وإضفاء القدسية والرسالية على مشروعه الساعي إلى تحقيقه، وذلك عبر إثارة الأحقاد والصدامات بين المسلمين وغيرهم من أتباع الديانات السماوية وصبغ تلك الصدامات بالصبغة الدينية لدفع أنصار كل معسكر نحو تديين الصراع وتأجيجه، وهو ما يتم إجهاضه بشكل دائم ومتكرر عبر المؤسسات الإسلامية الوسطية والمستنيرة، والشخصيات المسلمة الفاعلة في الغرب والتي تقدم صورا معتدلة للمسلم الغربي الناشط في مجاله والمتمسك بتعاليم دينه، وهي صور وأصوات تناقض ما يسعى له التنظيم ويهدف إلى إيجاده.. لذا يسعى بشكل كبير إلى إسكات تلك الأصوات وإخراجها بشكل كامل من مشهد العلاقة بين المسلمين وغيرهم، كي لا يبقى سوى أنصار الصدام والصراع المسلح بين المسلمين وغيرهم.
وأوضح المرصد أن التنظيم الإرهابي قام مؤخرا بنشر تلك القائمة في مجلة «دابق» التابعة له، والتي شملت أسماء إسلامية بارزة في عالم السياسة مثل هوما عابدين مساعدة المرشحة المُحتملة للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، والنائب الجمهوري الأميركي كيث إليسون أول مسلم في الكونغرس، وعضوي البرلمان البريطاني سعيدة وارسي وساجد جافيد.. حيث طالب التنظيم الإرهابي، مُقاتليه وأنصاره في الدول الغربية بقتل المشاهير من المسلمين في عالم السياسة، معتبرا أنهم ينفذون قوانين «الكُفار» - على حد زعمه. وقالت المصادر المطلعة في الإفتاء إن «هناك قوائم أخرى مُرتقبة سوف يعلنها التنظيم خلال الفترة المُقبلة لأسماء أخرى حول العالم، وهي ناجحة ومؤثرة في الغرب».
وشدد مرصد الإفتاء على أن خطورة تلك القائمة تنبع من اعتماد التنظيم الإرهابي استراتيجية «الذئاب المنفردة» والتي تتلخص في تجنيد أعداد كبيرة من المتطرفين حول العالم، وجذبهم فكريا إلى منهج التنظيم الإرهابي، ليكونوا نواة لأعمال العنف في المستقبل بشكل فردي ودون اتصال أو تنسيق مع التنظيم الأم، موضحا أن التنظيم حرص في الآونة الأخيرة على إمداد تلك الأعداد من الأفراد بكل ما يحتاجونه من مواد علمية ومصورة تشرح كيفية القيام بأعمال إرهابية تخدم أهداف التنظيم دون اتصال أو تواصل مع عناصر «داعش»، حتى لا يسهل رصدهم والقبض عليهم من قبل السلطات المحلية.
من جانبها، أكدت المصادر المُطلعة في الإفتاء أن تنظيم داعش يُدرب الشباب على كيفية استخدام السلاح والقيام بعمليات عنف ويتم تعريفهن على أنواع الأسلحة المختلفة وكيفية استخدام كل سلاح بالإضافة إلى فنون القتال المختلفة، لافتة إلى أن «داعش» يسعى لخلق جيل جديد من الشباب في الغرب يتبع فكر التنظيم ومنهجه الضال عقيدة ومنهجا، خاصة بعد هروب عدد كبير من عناصره خلال الفترة الماضية، عقب اكتشافهم خداع التنظيم، الذي يعاني على الأرض فعليا وخسر الكثير خلال الفترة الماضية، خاصة في المناطق التي ينتشر بها في سوريا والعراق وليبيا.
في السياق ذاته، أضاف مرصد الإفتاء المصرية أن فُرص تعرض تلك الشخصيات إلى عمليات تصفية من جانب «الذئاب المنفردة» تبقى مرتفعة في ضوء امتلاك «داعش» لكثير من الخلايا النائمة والعناصر الكامنة والتي يطلق عليها مسمى «الذئاب المنفردة»، وهو ما يجعل تلك الشخصيات والنماذج الإسلامية الناجحة في مرمى التهديد المستمر من جانب التنظيم الإرهابي وأتباعه. وأكد المرصد أن الهدف من إعلان تلك القائمة من جانب «داعش» إنما هو إرهاب وتخويف للقيادات وللعلماء المسلمين، لأجل إثنائهم عن القيام بدورهم في تصحيح المفاهيم المشوهة والمغلوطة عن الإسلام والمسلمين، وتقديم النماذج الناجحة والمشرفة للمسلم، كي تظل صورة المقاتل الداعشي هي الصورة النمطية عن المسلمين حول العالم.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.