المغرب: التحقيق مع عمدة الرباط للاشتباه في استفادته من تقاعد غير قانوني

«العدالة والتنمية» يتهم غريمه «الأصالة والمعاصرة» باستغلال القضية لأهداف سياسية

المغرب: التحقيق مع عمدة الرباط للاشتباه في استفادته من تقاعد غير قانوني
TT

المغرب: التحقيق مع عمدة الرباط للاشتباه في استفادته من تقاعد غير قانوني

المغرب: التحقيق مع عمدة الرباط للاشتباه في استفادته من تقاعد غير قانوني

مثل محمد صديقي، عمدة مدينة الرباط والقيادي في حزب العدالة والتنمية المغربي، ذي المرجعية الإسلامية متزعم الائتلاف الحكومي، أمس، أمام الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمدينة الدار البيضاء، وذلك للتحقيق معه بشأن قضية استفادته من تقاعد مبكر من شركة «ريضال» الفرنسية لتوزيع الماء والكهرباء التي كان يعمل بها.
وجرى التحقيق مع صديقي في القضية، التي أثارت جدلا إعلاميا، بناء على شكوى وضعها ضده الوكيل القضائي للمملكة بإيعاز من وزارتي الداخلية والمالية، للتحقيق معه في ملابسة مغادرته قبل ثلاث سنوات شركة «ريضال» في إطار عملية «المغادرة الطوعية»، التي فتحتها الشركة أمام موظفيها من الأطر العليا.
ويقف وراء هذه القضية مستشارون من حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، أعضاء في مجلس مدينة الرباط الذين كانوا قد كشفوا أن العمدة قدم شهادة طبية تثبت عجزه العقلي إلى شركة «ريضال» للاستفادة من التقاعد المبكر، وهو ما ينفيه العمدة، واتخذوا ذلك ذريعة للتشكيك في قدرته على تسيير مجلس العاصمة، الذي كان «العدالة والتنمية» قد فاز بعموديتها، وهو ما جعل الملف يتخذ أبعادا سياسية.
في المقابل، يرى حزب العدالة والتنمية أن ما يتعرض له عمدة الرباط «يندرج في سياق الاستهداف السياسي التحكمي الرخيص والمستمر ضد الحزب، وتجاربه في التسيير الجماعي (البلدي)»، منتقدا تدخل الوكيل القضائي في ملف صديقي، وعده «تجاوزا صارخا لاختصاصاته، وخرقا للمقتضيات القانونية والتنظيمية المؤطرة لعمل الوكالة القضائية للمملكة».
من جانبه، أكد عمدة الرباط أنه جرى استغلال ملف مغادرته لشركة «ريضال» لحسابات سياسية من طرف الحزب المعلوم، في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة، وقال إنه «جرى تضخيم هذا الملف إعلاميا وفبركة قصاصات وهمية، وصلت إلى درجة وصفي بالمختل عقليا، رغم أن الأمر يتعلق بعلاقتي بشركة خاصة أجنبية، هدفها ربحي وليس مؤسسة عمومية»، مشيرا إلى أن كل ما ذكر في الملف مجرد «بهتان وافتراء».
واتهم صديقي مستشاري حزب الأصالة والمعاصرة قائلا إن الهدف من إثارة القضية «عرقلة عمل مجلس الرباط، والجلسة التي خصصت لصياغة القانون الداخلي للمجلس»، حيث قاموا بـ«تكسير الممتلكات العمومية أثناء انعقاد جلسة عامة، والاعتداء على عضو بالمجلس».
وأوضح صديقي أن مغادرته شركة «ريضال» جرت في إطار المغادرة الطوعية التي فتحتها الشركة، التي استفاد منها موظفون آخرون، نافيا أن يكون قد قدم أي شهادة تثبت عجزه العقلي طوال حياته، وأضاف أن «الملف تجاوز إطاره القانوني إلى السياسي»، موضحا أن «هدف هؤلاء باختصار هو إيقاف مخصصات المقاطعات، وتجميد عمل المجلس، وبالتالي حرمان سكان الرباط من التنمية المحلية».
ودافع عبد الصمد الإدريسي، رئيس جمعية محامي العدالة والتنمية الذي يترافع في هذه القضية عن صديقي، بقوله إن «الملف يهم بشكل مباشر الرأي العام الوطني، وهدفه سياسي أكثر منه قانوني»، متهما حزب الأصالة والمعاصرة بأنه يسعى إلى «إنهاء تجربة التسيير المحلي لحزب العدالة والتنمية بالعاصمة»، مستغربا عدم تحريك قضية إتلاف الممتلكات العامة، والاعتداء على كاتب المجلس من قبل مستشاري «الأصالة والمعاصرة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».