دليلك لأجمل الشواطئ المصرية في «شم النسيم»

ما بين البحرين الأبيض والأحمر مياه لازوردية وشعاب مرجانية وآثار غارقة

دليلك لأجمل الشواطئ المصرية في «شم النسيم»
TT

دليلك لأجمل الشواطئ المصرية في «شم النسيم»

دليلك لأجمل الشواطئ المصرية في «شم النسيم»

تعتبر عطلة «شم النسيم» في مصر هي بداية الموسم الصيفي، سواء على شواطئ البحر الأحمر أو الأبيض المتوسط، فمع ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن التغيرات المناخية، أصبح فصل الربيع الوقت الملائم للانطلاق والإقبال على الشواطئ للاستجمام والاستمتاع بحمامات الشمس التي لن تتمكن من الاستمتاع بها في قيظ الصيف، وممارسة الرياضات المائية. وأيًا كانت وجهتك لقضاء العطلة لا بد من اختيار الفندق والبدء بحجز غرفة، لأن الفنادق والمنتجعات في ذلك الوقت من العام تصبح كاملة العدد، وإليك عدد من الوجهات الشاطئية في مصر:
* العين السخنة
إذا كنت من قاطني القاهرة ولا تمتلك رفاهية العطلة، يمكنك الاستمتاع بالرمال والبحر على بعد ساعة واحدة فقط بالسيارة على طريق القاهرة - السويس، هذه الوجهة هي الحل السحري للهروب من ضجيج القاهرة والاسترخاء وتصلح لرحلة اليوم الواحد، حيث تستقبلك عدة منتجعات وفنادق سياحية تطل على البحر الأحمر، وتوفر أيضًا ممارسة الرياضات المائية بأنواعها، وهي مكان مناسب للصيد والغوص والباراسيلينج.
* رأس سدر
تقع رأس سدر على خليج السويس، وهي تبعد عن القاهرة 200 كم برًا عبر نفق الشهيد أحمد حمدي، ويستغرق الوصول إليها ساعتين، وهي بقعة سياحية حديثة نسبيًا وبها منتجعات عالمية وقرى سياحية تمتد بطول سواحلها على مسافة 95 كم، وتحيطها الجبال، أشهرها: جبال سربال أو جبل فرعون الذي يتيح الفرصة لهواة مراقبة الطيور وهناك يوجد الماعز الجبلي والجمال المدربة على السير في الجبال والوديان. وتعتبر هذه البقعة مثالية للرحلات البحرية والرياضات المائية، والسياحة العلاجية، حيث توجد عيون موسى التي تشتهر بقدرة مياهها على علاج أمراض العظام والجلد، فهي عبارة عن عيون طبيعية كبريتية تصل حرارتها إلى 75 درجة مئوية.
* الغردقة
تمتد شواطئ الغردقة على مسافة 40 كيلومترًا، تمتاز بشمسها الساطعة على مدار العام ومنتجعاتها المتنوعة، وتعتبر هي الوجهة الرئيسية لعشاق صيد الأسماك الكبيرة، حيث تجرى بها مسابقات عالمية للصيد والمراكب الشراعية، وتعتبر مكانًا مثاليًا لممارسة الرياضات المائية وتعلم الغطس، فضلاً عن ممارسة رياضة الجولف. وتمتاز الغردقة بقربها من عدة جزر، يمكنك القيام برحلات بحرية إليها لقضاء يوم ممتع بين الطبيعة، واختبار أماكن متنوعة للسباحة.
* الجونة
تبعد الجونة عن القاهرة نحو 6 ساعات، وتمتاز الجونة بمنتجعاتها الفخمة والتي تتيح لك الاستمتاع بالشواطئ وحمامات الشمس وجلسات المساج على الشاطئ، وإذا كنت ترغب في الخصوصية، فيمكنك استئجار الشقق الفندقية ذات الخدمة الرفيعة، وهي بقعة مثالية أيضًا للغوص والتجديف والصيد.
* مرسى علم
تبعد عن مدينة الغردقة بنحو 280 كيلومترًا، وهي مركز رئيسي للغوص والصيد والرحلات البحرية، تمتاز مرسى علم بقربها من عدد من المحميات الطبيعية الخلابة، حيث يمكن مشاهدة الحيوانات على الطبيعة وعدد كبير من الكائنات البحرية والبرية النادرة والتي انقرضت في أنحاء العالم. كما يمكنك ممارسة مراقبة الطيور المهاجرة بأسرابها الممتدة على ساحل البحر الأحمر.
* شرم الشيخ
تشتهر مدينة شرم الشيخ بكونها أحد أهم مراكز الغوص في العالم ويمكن قضاء عطلة لا تنسى مستمتعًا بسحر الأعماق بين الأسماك الملونة والشعاب المرجانية الرائعة. وفي مدينة السلام كما يطلق عليها، كل وسائل الترفيه متاحة، من مقاهٍ ومطاعم عالمية وسهرات بدوية وتعمل جميع الفنادق والمنتجعات على تقديم استعراضات لفرق أجنبية ومصرية لنزلائها، حتى أنك لن تجد نفسك تحت وطأة الملل منذ لحظة وصولك وحتى مغادرتك لها.
* سهل حشيش
يبعد نحو 20 كليومترًا عن مدينة الغردقة، ويطلق عليه «ريفيرا البحر الأحمر». وهو يقع على بعد 450 كيلومترًا من العاصمة القاهرة، ويعتبر بقعة مثالية للأزواج الجدد، حيث الهدوء والخصوصية. يمكنك الاستمتاع بالسلاسل الجبلية متدرجة الألوان، وتتراص الفنادق الفخمة على امتداد ساحل الخليج بطابعها المعماري الخلاب الذي يمزج ما بين الطرز الفلورنسية والقباب العربية. يمكنك ممارسة الغوص والاستمتاع بالشعاب المرجانية ومشاهدة المدينة الفرعونية الغارقة على بعد أمتار من الشاطئ. وتم تخطيط «سهل حشيش» لنوعية جديدة من السياحة تسمى «سياحة الأثرياء»، وأهمها ملاعب الغولف، فهناك ملعبان للغولف، ومارينا لسياحة اليخوت، وتعتبر أغلى أنواع السياحة في العالم، وصممت مارينا اليخوت «سواري» لاستيعاب أكثر من 300 يخت من أفخم يخوت العالم.
* دهب
تتميز بهدوئها وطبيعتها الساحرة، وهي تقع على بعد ساعة من مدينة شرم الشيخ، فيمكنك المكوث في خيمة على الشاطئ والاستمتاع بالغوص والسباحة وجلسات العلاج الطبيعي على الشاطئ التي يقدمها أطباء متخصصون من مختلف الجنسيات في العالم. ويتوافر فيها عدد من الخيام المصنوعة من القش والخشب، مع توافر جميع سبل الراحة من الأكل والكهرباء والمياه.
* طابا
تلك البقعة هي حقًا «لؤلؤة مصر»، وهي تبعد نحو 7 ساعات عن القاهرة، لكن يمكن الوصول إليها جوًا برحلات شارتر تستغرق نحو 70 دقيقة، تمتاز بمياهها الهادئة ومناخها الرائع، وهي أيضًا بقعة رائعة لممارسة رياضة الغوص والغوص السطحي.
* الساحل الشمالي
في هذا الوقت من العام، يعتبر الساحل الشمالي هو الوجهة المحببة لعشاق نسيم البحر المتوسط المنعش، حيث الهدوء والمياه اللازوردية النقية والرمال البيضاء الناعمة والأفق المفتوح. وتمتد شواطئ الساحل الشمالي من الإسكندرية بداية الكيلو 21 وحتى حدود محافظة مرسى مطروح على بعد 300 كيلومتر، تمتد على هذه المسافة منتجعات وفنادق تناسب كل الأذواق، فهناك فنادق تناسب الأسر التي تعيل أطفالاً، حيث توفر الملاهي المائية والملاعب، وفنادق تناسب عشاق المغامرات والرياضات المائية والحفلات الغنائية لكبار المطربين العرب والعالميين. كما يحتضن عدد من المنتجعات مراسي لليخوت لعشاق الرحلات البحرية من مختلف دول العالم.
* الإسكندرية
شاطئ الإسكندرية له عشاقه ممن تحركهم «النوستالجيا» للزمن الجميل، حيث كانت دومًا «شط الهوى» كما تغنت الست فيروز. الإسكندرية لها شواطئ تمتد على مسافة 34 كيلومترًا، صحيح أن معظم شواطئها تآكلت نتيجة توسعة طريق الكورنيش وردم البحر بالرمال في تلك المناطق، إلا أنه ما زال يمكنك الاستمتاع بعدد من الشواطئ، فضلاً عن رائحة اليود المنعش بالإسكندرية لا توجد في أي من الشواطئ المصرية الأخرى. يمكنك أيضًا الاسترخاء تحت الشمس مستمتعًا بنداءات بائعي «الفريسكا» والمنظر الخلاب للبحر المتوسط. وقضاء العطلة في مدينة الإسكندرية يعني أنه يمكنك الاستمتاع بعدد من المزارات الأثرية والتاريخية التي تتمتع بها مدينة الإسكندر ذات العبق اليوناني الأسطوري. ويمكنك عن طريق نادي الرياضات المائية الغوص ومشاهدة الآثار الغارقة لمدينة كليوباترا ومعبدها وكنوز الإسكندرية القديمة. كما يمكنك الذهاب في رحلة بحرية على يخت من الإسكندرية إلى الساحل الشمالي والاستمتاع برحلة الشواء في عرض البحر وهي رحلة تبدأ من الصباح الباكر وتنتهي عند غروب الشمس، وما أدراك ما غروب الشمس على «شط إسكندرية»!
* مرسى مطروح
لم تخطئ ليلى مراد حينما تغنت «يا ساكني مطروح جنية في بحركم»، لأن شواطئ المدينة ذات الطابع البدوي لها سحر خاص، إذ إنها ذات مياه لازوردية آمنة للسباحة لمسافات طويلة، شواطئها بكر لم تخربها أيادي البشر. ويكفي زيارة شاطئ عجيبة الساحر بتكويناته الصخرية، وحمامات كليوباترا. وهناك عدة منتجعات توفر لك متعة الاستمتاع بالرياضات المائية.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».