مصادر فلسطينية: الردود الإسرائيلية حول وقف اقتحام المدن سلبية وليست نهائية

خلافات بين نتنياهو وشركائه وموقف «الشاباك» ينتصر

مصادر فلسطينية: الردود الإسرائيلية حول وقف اقتحام المدن سلبية وليست نهائية
TT

مصادر فلسطينية: الردود الإسرائيلية حول وقف اقتحام المدن سلبية وليست نهائية

مصادر فلسطينية: الردود الإسرائيلية حول وقف اقتحام المدن سلبية وليست نهائية

قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الردود الإسرائيلية حول التوقف عن اقتحام مناطق «أ» سلبية وليست مشجعة ولكنها ليست نهائية كذلك.
وقدرت المصادر أن الموقف الإسرائيلي في الأيام القليلة الماضية عبر وسائل الإعلام والبيانات كان مجرد ردة فعل على عملية تفجير الحافلة الإسرائيلية في القدس الاثنين الماضي، وكون منفذ العملية خرج من المنطقة «أ» وبسبب الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية حول الأمر.
وبحسب المصدر، تمنح السلطة إسرائيل وقتا إضافيا ليس طويلا من أجل رد نهائي، وإلا إنها ستباشر بتطبيق توصيات المجلس المركزي بتحديد العلاقة مع إسرائيل، بما يشمل وقف التنسيق الأمني.
وكانت السلطة دخلت في مفاوضات أمنية مع إسرائيل قبل نحو شهرين حول احترام الولاية الأمنية والإدارية للسلطة الفلسطينية في المنطقة (A) التي تضم المدن الفلسطينية الكبرى.
وعقد الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي عدة اجتماعات، بدأت بطلب فلسطيني لإبلاغ إسرائيل نية السلطة التحلل من الاتفاقات الأمنية، بما في ذلك التنسيق الأمني وفق قرارات المجلس المركزي الفلسطيني والتي نصت على إعادة تعريف العلاقة مع إسرائيل إذا لم تلتزم بالاتفاقات السابقة وتعترف بولاية السلطة السياسية والأمنية على المناطق الفلسطينية وتتوقف عن اقتحامها.
وكانت إسرائيل اقترحت أن يوقف الجيش الإسرائيلي عملياته أولا في مدينتي رام الله وأريحا فيما عدا العمليات التي تتعلق بـ«القنابل الموقوتة» (ناشطين تعتقد إسرائيل أنهم يشكلون خطرا)، على أن ينتقل إلى مدن أخرى إذا نجحت التجربة، لكن الفلسطينيين رفضوا هذا الاقتراح وطالبوا أن يخرج الجيش من كل المُدن الفلسطينية كما ينص عليه اتفاق أوسلو.
وفي الوقت الذي كان يميل فيه الجيش الإسرائيلي للوصول إلى اتفاق يعارض جهاز الأمن العام «الشابك» ذلك كما يعارضه وزراء بشدة.
وتسببت هذه المحادثات الأمنية في خلافات كبيرة داخل المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، إلى الحد الذي هدد معه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في آخر جلسة شريكه في الائتلاف، رئيس حزب البيت اليهودي ووزير التربية، نفتالي بينيت بالإقالة والطرد.
وبحسب تقارير إسرائيلية، فقد تفجر خلاف كبير داخل المجلس «الكابنيت» في جلسته الأخيرة الأربعاء، بين نتنياهو وبينيت بشكل غير مسبوق بعدما احتج بينيت على مسألة دخول الجيش الإسرائيلي إلى المنطقة المصنفة «أ»، والتي يفترض أنها تخضع للسيطرة الفلسطينية، وقال إنها لا تظهر على جدول أعمال الجلسة، فنهض نتنياهو عن كرسيه وصرخ في وجهه قائلاً: «اهدأ أو سأُقيلك». فتحول النقاش إلى تلاسن كلامي حاد وغاضب وغير مسبوق.
وقال مسؤول سياسي إن نتنياهو لم يعجبه طريقة بينيت ورد عليه بشكل قاس: «تذكر أنت لا تدير أي شيء هنا».
وقال مراقبون إن نتنياهو هدأ بعد ذلك لأنه أدرك ما معنى أن يقيل بينيت، وهو تفكيك الحكومة.
وفورا راح أعضاء حزب بينيت يدعمون موقفه في وجه نتنياهو، وقال أحد مسؤولي حزبه مهددا: «إذا كان يُفكر نتنياهو بتفكيك الحكومة لهذا السبب، فليشرح مرة أخرى معنى قوله إن العرب يتدفقون إلى صناديق الاقتراع. غير أن الجمهور سيفهم هذه المرة من الذي يكترث لأمن الدولة».
‎وبحسب المصادر فإن مسألة اقتحام الجيش لمناطق السلطة أخذت حيزا من النقاش، على الرغم من أنها غير مدرجة على جدول الأعمال. وفي النهاية أصدر الكابنيت بيانا «أوضح رئيس الحكومة، وزير الدفاع، ورئيس الأركان أن الجيش الإسرائيلي يحتفظ بحق الدخول إلى المناطق (أ)، وإلى أي مكان يتطلب الدخول إليه لأداء مهمات قتالية. ليس هناك أي اتفاق آخر مع الفلسطينيين».
وهذا الموقف تحديدا هو موقف «الشاباك» الذي عارض بشدة وقف أو تقليص عمل الجيش الإسرائيلي في مناطق الضفة الغربية، حيث أعرب عن تحفظات حقيقية حول خطوة إسرائيلية محتملة لوقف اقتحام المناطق الفلسطينية.
وقال مسؤول في «الشاباك» في وقت سابق: «يخشى الشاباك من أن فرض قيود على أنشطة الجيش الإسرائيلي في المنطقة (A) من شأنه أن يمس الجهود لمنع هجمات ضد إسرائيل، ويضع صعوبات أمام إحباط عمليات».
ويعارض «الشاباك» أي تخفيف حتى لعمل الجيش، بخلاف موقف الجيش الإسرائيلي نفسه ووزيره موشيه يعالون الذين يعتقدون أن أجهزة الأمن الفلسطينية قادرة على تولي جزء كبير من العمل في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ويبدو أن موقف «الشاباك» انتصر في النهاية، إذ من غير المتوقع أن يتراجع نتنياهو عن بيانه الأخير.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.