في الساعات الأولى من بدء محادثات السلام بين الأطراف اليمنية في دولة الكويت الشقيقة، أمطرت ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، أهالي مدينة تعز بقصفها العنيف والعشوائي من خلال قصفها بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة على الأحياء السكنية في مدينة تعز وعدد من قرى المحافظة بما فيها مواقع المقاومة الشعبية والجيش الوطني في مختلف الجبهات.
وتمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من صد محاولات الميليشيات المستميتة على مواقع المقاومة الشعبية في الجبهة الغربية والشرقية والشمالية، بما فيها السجن المركزي في الضباب، غربا، وحي الزنوج، شمالا، حي كلابة وثعبات، شرق المدينة، وذلك في خرق واحد من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح للهدنة التي تم الاتفاق عليها مؤخرا والتي تنص على تثبيت وقف إطلاق النار وفتح المنافذ والطرق المؤدية إلى مدينة تعز.
وقال مصدر في المقاومة الشعبية في تعز إن «المواجهات العنيفة التي شهدتها مختلف الجبهات سقط فيها قتلى وجرحى من أبطال المقاومة الشعبية والجيش الوطني، علاوة على سقوط قتلى وجرحى من المدنيين جراء قصفهم من قبل الميليشيات الانقلابية ومن بينهم امرأة».
وأضاف أن «الميلشيات الانقلابية استخدمت المدافع بمختلف أنواعها ومضادات الطيران لتقصف بها أهالي المدينة من مناطق تمركزها في شرق المدينة وقصفت بقوة مواقع المقاومة الشعبية في ثعبات والأحياء السكنية في الزهراء والثورة، الأمر الذي يؤكد فعلا أن الميليشيات استغلت الانشغال ببدء محادثات الكويت لتشن ضرباتها على تعز، وتثير الرعب والفزع في أوساط المواطنين».
من جانبه، قال الشيخ عدنان رزيق، قائد كتائب حسم بمدينة تعز، إنهم ماضون في تطهير إقليم الجند (تعز وإب) وإن مدينة أب منتظرة الإشارة في الانتفاض على تلك الميليشيات الانقلابية التي أصبحت تعيش آخر أيامها.
وأضاف، في تصريحات إعلامية، أن «اللجنة الأمنية تقوم بملاحقة من تسول له نفسه إرهاب الناس والقيام بأساليب من شأنها تشويه المقاومة، وأن مجلس تنسيق المقاومة قد أصدر عدة إجراءات ومنها إنشاء محكمة مستعجلة لبث في قضايا الناس».
وأشاد قائد كتائب حسم بدور التحالف العربي العربي الذي تقوده السعودية في مساعدة المقاومة الشعبية بمختلف أنواع الدعم، وبدور أحرار محافظة أب بمقاومتهم المتنوعة. وطالب من قوات التحالف إرسال المزيد من الدعم اللامحدود وذلك بالتنسيق مع المقاومة الشعبية والجيش الوطني لتحرير بقية أراضي إقليم الجند الذي يمثل قلب اليمن كثافة وقدرة في إيجاد التنمية المطلوبة.
إلى ذلك، انطلقت مسيرة شعبية حاشدة من وسط مدينة تعز بعد صلاة الظهر. وطالب المشاركون في المسيرة الرئيس عبد ربه منصور هادي وقوات التحالف، بسرعة فك الحصار عن المدينة وإيقاف الحرب الإجرامية، قبل الخوض بأي حوار مع الميليشيات الانقلابية التي لا تلتزم بأي اتفاقيات وعهود وما زالت ترتكب جرائمها في مدينة تعز. وأكد المشاركون رفضهم لأي تسوية سياسية تنتقص من تضحية أبناء تعز ووقوفهم ضد الانقلابيين وتأيدهم لشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
من جهة ثانية زار وفد منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» مدينة تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية، وللمرة الثانية منذ عام في الوقت الذي لا تزال ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح تواصل حصارها للمدينة وتمنع عنهم دخول المواد الغذائية والطبية والإغاثية وأسطوانات الأكسجين والمشتقات النفطية وجميع المستلزمات. والتقى وفد اليونيسيف بأعضاء السلطة المحلية، حيث ناقش معهم احتياجات المدينة، مستغلا بذلك التهدئة وبدء محادثات الكويت للعمل مع جميع الأطراف، على حد وصفهم، حيث وعد الوفد بإدخال مساعدات إنسانية المدينة.
في سياق متصل، حذر مركز القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان في تعز، من تفشي مرض السل الرئوي في تعز. وقال المركز في بلاغ صحافي له، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنه «بقلق بالغ تلقينا نداء الاستغاثة العاجلة الصادر عن مركز الطوارئ الباطني بهيئة مستشفى الثورة المستشفى الذي تناضل إدارته وطاقمه الطبي في تقديم الخدمات الطبية رغم تعرضه بشكل متواصل للقصف بالقذائف المدفعية والصاروخية من قبل الميليشيات الانقلابية وحليفها وفي ظل شحة الإمكانات وغياب الظروف المثالية للعمل الطبي». وأضاف أن «تلك المناشدة حملت للرأي العام المحلي والدولي تحذيرًا من ذوي الاختصاص حول توافد حالات مرضية بصفة يومية شخصت جميعها بـ(سل رئوي) أو ما يعرف بالـ(تي بي)، وهو ما جعل المختصين بمركز الطوارئ يدقون ناقوس الخطر كون تلك الحالات كانت نادرة في المحافظة فلا تكاد تصل المستشفى إلا حالة واحدة في الشهر وأحيانا في العام».
وناشد مركز القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان في تعز، كل من يهمه الأمر في اليمن والإقليم والعالم بدءًا باللجنة الطبية بالمحافظة وقيادة السلطة المحلية والحكومة والمنظمات الدولية ذات العلاقة في التدخل السريع لمحاصرة الوباء باكرًا قبل استفحاله وانتشاره بصورة جائحة صحية يصعب التعامل معها لاحقًا، حيث إن «المؤشرات تؤكد على بداية انتشار السل الرئوي من خلال تزايد الحالات الواصلة للمستشفى، وذلك نتاج لتردي الأوضاع الصحية والتلوث البيئي وسط غياب الخدمات وغيرها». كما ناشد المركز الجميع الإسهام بصفة عاجلة في وجود مكان عازل لهؤلاء المرضى في مكان ما في أحد المستشفيات لمنع انتشار المرض بين الناس، توفير جميع العلاجات الخاصة بهم والذي يشمل علاج TB وفيتامين بي 6 ومهدئ للسعال ومنشطات للكبد ومهدئ للحمى وأكسجين وغيرها، توفير تغذية خاصة لهم وتوفير كادر طبي متخصص لعلاج ومتابعة الحالات، لكي يتسنى إنقاذ حياة الناس من وباء لن يختار ضحاياه لأنه سيشمل الجميع حال تم تجاهله.
الميليشيات تُمطر أهالي تعز بقذائفها وصواريخها.. ومظاهرات تطالب بفك الحصار
طوارئ مستشفى الثورة العام يدق ناقوس الخطر تحذيراً من تفشي مرض السل الرئوي
الميليشيات تُمطر أهالي تعز بقذائفها وصواريخها.. ومظاهرات تطالب بفك الحصار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة