«المرصد السوري» يكشف عن مشاركة قوات «مدعومة روسيًا» في ريف اللاذقية

مسؤول أميركي: روسيا تعيد نشر المدفعية قرب حلب

«المرصد السوري» يكشف عن مشاركة قوات «مدعومة روسيًا» في ريف اللاذقية
TT

«المرصد السوري» يكشف عن مشاركة قوات «مدعومة روسيًا» في ريف اللاذقية

«المرصد السوري» يكشف عن مشاركة قوات «مدعومة روسيًا» في ريف اللاذقية

أعلن مسؤول أميركي أمس، أن روسيا تعيد نشر المدفعية في شمال سوريا بما يشمل مناطق قرب مدينة حلب في خطوة تزيد المخاوف الأميركية بشأن ما تعتزم القوات السورية المدعومة من روسيا القيام به لاحقًا.
وأفادت وكالة «رويترز» بأن المسؤول الأميركي الذي طلب عدم ذكر اسمه، قال إن إعادة نشر المدفعية وبعض القوات قرب حلب جاء عقب استعادة القوات الحكومية لمدينة تدمر من أيدي تنظيم داعش. وجاء الكشف عن مشاركة المدفعية الروسية في حلب، بعد ساعات على إعلان وزارة الخارجية الروسية أن تعليق الهيئة العليا لوفد المعارضة السورية، مشاركتها في مفاوضات جنيف: «يعني تضامنها مع الإرهابيين، وهو ما يهدد باندلاع مواجهة شاملة في سوريا».
ويعد هذا الانخراط الروسي في معارك حلب، تطورًا غير مسبوق على مستوى تدخل روسيا في العمليات العسكرية في سوريا، وتوسيعًا لرقعة منطقة العمليات الروسية التي شهدت في وقت سابق انخراط خبراء روس في معارك ضد «داعش» في تدمر في وسط سوريا، إضافة إلى إشراف على العمليات في ريف اللاذقية الحدودية مع تركيا، بموازاة مشاركتها في تقديم غطاء جوي لقوات النظام وحلفائه.
وأكد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أن المعارك في ريف اللاذقية الشمالي التي اندلعت خلال اليومين الماضيين: «انخرطت بها قوات مدعومة روسيًا إلى جانب النظام»، في إشارة إلى الهجوم الذي نفذته قوات النظام وحلفائها في ريف اللاذقية الشمالي أول من أمس.
وشنت قوات النظام وحلفائها هجومًا لاستعادة مناطق خسرتها أمام تقدم قوات المعارضة التي تقاتل تحت مسمى «معركة رد المظالم»، وأسفرت عن تقدم المعارضة في ثلاث قرى وتلال استراتيجية. ولم يسجل منذ التدخل العسكري الجوي الروسي في سوريا في سبتمبر (أيلول) الماضي، أي تدخل عسكري بري في منطقة حلب، رغم أن تقارير إعلامية، تحدثت عن أن موسكو زودت قوات النظام بدبابات من طراز تي 90 المتطورة، شاركت في المعارك في ريف حلب الشمالي في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وتواجه قوات النظام وحلفائها في ريفي حلب الشمالي والجنوبي، أعنف هجمات أسفرت خلال الأسبوعين الأخيرين، عن خسارة مواقع عسكرية كانت تقدمت إليها في الأشهر الماضية، وتحديدًا في منطقة العيس أمام هجمات «جبهة النصرة» وحلفائها، وفي منطقة شرق خناصر أمام هجمات تنظيم داعش. ويقول مسؤولون أميركيون إنه رغم سحب روسيا لنحو نصف مقاتلاتها في منتصف مارس (آذار)، فقد احتفظت بشكل كبير بقدراتها العسكرية داخل سوريا ولا تزال قوة عسكرية مؤثرة لدعم النظام السوري.
وقال محللون إن الكرملين غيّر فقط من طبيعة وجوده في سوريا ولم يقلص قوته العسكرية وذلك من خلال الاعتماد بصورة متزايدة على طائرات الهليكوبتر لدعم الجيش السوري.
وتتهم المعارضة السورية الحكومة بانتهاك اتفاق وقف الاقتتال بهدف السيطرة بالكامل على حلب التي كانت أكبر مدينة سورية من حيث عدد السكان قبل الحرب. وتتقاسم الحكومة ومقاتلو المعارضة السيطرة على المدينة منذ ثلاث سنوات.
وأشار مسؤولون أميركيون إلى وجود ملحوظ لجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة حول حلب. ولا يشمل اتفاق وقف إطلاق النار «جبهة النصرة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.