عضو كونغرس تدعو لمناقشة إحراجات المسافرين المسلمين على الطائرات الأميركية

بعد طرد مسافر بسبب «إن شاء الله»

عضو كونغرس تدعو لمناقشة إحراجات المسافرين المسلمين على الطائرات الأميركية
TT

عضو كونغرس تدعو لمناقشة إحراجات المسافرين المسلمين على الطائرات الأميركية

عضو كونغرس تدعو لمناقشة إحراجات المسافرين المسلمين على الطائرات الأميركية

قالت عضو الكونغرس باربرا لي (ديمقراطية، ولاية كاليفورنيا) أول من أمس، إنها تحدثت مع خير الدين مخزومي، الطالب في جامعة كاليفورنيا الذي طرد، في الأسبوع الماضي، من طائرة بعد أن قالت مضيفة ومسافرون معه إنهم سمعوه يقول: «إن شاء الله» وقالت عضو الكونغرس إنها ستثير في الكونغرس المشكلات التي يواجهها المسلمون المسافرون جوًا، خاصة بعد زيادة حوادث إجبارهم على الخروج من الطائرات.
في نفس الوقت، وزعت منظمات إسلامية أميركية إرشادات إلى المسلمين المسافرين جوا بتحاشي إثارة شكوك بقية المسافرين. ووزعت، أيضًا، إرشادات عن وسائل الدفاع عن حقوقهم».
يوم الاثنين، أصدرت شركة «ساوث ويست»، التي تورطت في حوادث مماثلة خلال الشهور القليلة الماضية، والتي طردت مخزومي من طائرتها في مطار لوس أنجليس، في طريقه إلى أوكلاند (ولاية كاليفورنيا)، بيانا قالت فيه إن السبب لم يكن عبارة «إن شاء الله». ولكن «كان السبب نقاشًا ساخنًا بين مسافرين اثنين، تضمن تهديدات، وكان المسافران يتكلمان اللغة العربية». وأضاف البيان بأنه، حسب القوانين الاتحادية، حقق قائد الطائرة، ثم تشاور مع المسؤولين في الشركة في المطار. وأن «مسؤولا في الشركة في المطار يتكلم اللغة العربية» اشترك في إصدار قرار بإخراج المسافرين من الطائرة. و«ذلك حتى يواصلا نقاشهما الساخن خارج الطائرة».
ونفى البيان أن الشركة «تمارس، أو تتحمل، أي تفرقة» ضد أي مسافر، وأنها تحرص على «راحة وأمن» كل مسافر».
يوم الأربعاء، في صفحته في «فيسبوك»، قال مخزومي قصة مختلفة، وهي إن كل شيء كان عاديا عندما دخل الطائرة. وكان يتحدث بالتليفون مع عمه باللغة العربية. ولاحظ مخزومي أن مسافرة حدقت نحوه، ثم استدعت مضيفة الطائرة. وقال مخزومي إنه استعمل عبارة «إن شاء الله» مرات كثيرة عندما كان يتحدث مع عمه.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تورطت فيها شرطة «ساوث ويست» في التفرقة ضد مسافرين مسلمين. وزادت مثل هذه الحوادث بعد هجمات باريس في نهاية العام الماضي. في ذلك الوقت، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن مسافرين منعا من أن يستقلا طائرة في رحلة من شيكاغو إلى فيلادلفيا، وذلك لأنهما كانا يتحدثان باللغة العربية. وأضافت وكالة الصحافة الفرنسية أن هذا «يعكس التوتر السائد في الولايات المتحدة المرتبط بالهجمات في باريس».
بعد ذلك الحادث بشهر، وفي طائرة تابعة لشركة «ساوث ويست» أيضًا، وفي مطار لوس أنجليس، أنزل موظفو الشركة ستة مسافرين، سحناتهم وأسماؤهم شرق أوسطية، من طائرة قبل إقلاعها إلى هيوستن. ثم وضعوهم في طائرة أخرى كانت مسافرة إلى هيوستن».
عن هذه الحادث، قالت الشركة، في بيان، إن المسافرين الستة «حاولوا الجلوس بالقرب من بعضهم بعضًا، وطلبوا من مسافرين تغيير مقاعدهم». وأضاف البيان: «لم نتمكن من تسوية الوضع دون تأخير الرحلة. لهذا، حجزنا مقاعد لهم في طائرة أخرى».



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.