«المجلس الوطني الكردي» يريد نظامًا اتحاديًا فيدراليًا في سوريا ولكن بالتوافق

قال في جنيف إن «المسألة الكردية» ليست خارج اهتمامات الهيئة العليا للتفاوض

«المجلس الوطني الكردي» يريد نظامًا اتحاديًا فيدراليًا في سوريا ولكن بالتوافق
TT

«المجلس الوطني الكردي» يريد نظامًا اتحاديًا فيدراليًا في سوريا ولكن بالتوافق

«المجلس الوطني الكردي» يريد نظامًا اتحاديًا فيدراليًا في سوريا ولكن بالتوافق

ثمة حجة تقول إن أكراد سوريا غير ممثلين في محادثات جنيف، وأخرى تدافع عن فكرة إفساح المجال لرئيس حزب الاتحاد الديمقراطي لملء الشغور والانضمام إلى طاولة المتحاورين في جنيف. وفي هذه المدينة، هناك وفدان يجريان مباحثات غير مباشرة؛ «النظام ووفد الهيئة العليا للمفاوضات»، وجهة تسمى «مجموعة موسكو القاهرة»، وأخرى تدعى «مجموعة حميميم»، إضافة إلى وفد نسائي، وآخر من المجتمع المدني.
إزاء هذا التشرذم والغموض، رأى المجلس الوطني الكردي الذي يضم 11 حزبا أن يسمع صوته وأن يأتي بالبرهان على أن أكراد سوريا موجودون وفاعلون في المحادثات وفي كل المراحل السابقة واللاحقة. ولهذا الغرض، فقد عقد عضو الهيئة العليا للمفاوضات عبد الحكيم بشار، ونائب رئيس الائتلاف الوطني السوري، وعضو الوفد المفاوض وممثل المجلس الوطني الكردي في الائتلاف فؤاد عليكو، مؤتمرا صحافيا صباح أمس في جنيف لعرض وجهات النظر وإلقاء الضوء على الحالة الكردية. والخيط الجامع لما جاء به هذان المسؤولان هو التأكيد على أهمية الدور الكردي، وتجذر المجلس الوطني الكردي في المعارضة، ومد اليد للتفاهم مع حزب الاتحاد الديمقراطي، ولكن بشروط، والتصور الكردي لموضع الأكراد في سوريا الغد.
المناسبة شكلت فرصة للمسؤولين ليرسما صورة سريعة لما عانى منه أكراد سوريا منذ سبعين سنة وحتى الآن قبل وصول حزب البعث إلى السلطة وبعده. لكن الأهم كان التأكيد أن المجلس الوطني الكردي يمثل «أغلبية الشعب الكردي في سوريا»، وإظهار أنه طرف فاعل في الهيئة العليا للمفاوضات وفي وفدها، حيث له ثلاثة ممثلين، كما أنه يشارك في اللجان المنبثقة عن الهيئة (القانونية، والإعلامية، والدعم اللوجيستي». كما أنه كان طرفا في اتخاذ القرار السياسي الأخير القاضي بتعليق مشاركة وفد الهيئة في المحادثات غير المباشرة للأسباب التي شرحتها الهيئة، وأهمها «رفض المشاركة في محادثات عبثية» مع استمرار القصف والقتل والحصار وازدياد أعداد المعتقلين. وحرص عبد الحكيم بشار على الإشارة إلى أن «المسألة الكردية» ليست خارج اهتمامات الهيئة العليا، وأن تصور الحلول لها جاء ضمن الوثائق المقدمة للأمم المتحدة. ويقع موضوع وضع الأكراد في الدولة السورية على رأس اهتمامات المجلس. ورغم أن المجلس لا يشذ عن الرؤية العامة بأن تسوية هذه المسألة تتم عبر إقامة دولة اتحادية فيدرالية، فإنه يعارض وينتقد النهج «الأحادي» الذي سار عليه حزب الاتحاد الديمقراطي بإعلان فيدرالية في ثلاث مناطق كردية في سوريا. وقال عبد الحكيم لـ«الشرق الأوسط» إن المجلس الوطني يرى أنه «بسبب التعدد القومي والإثني في سوريا، فإن المجلس يرى أن الحل هو في قيام دولة اتحادية والتوافق على دستور محايد إزاء كل المكونات السورية» مع توافر ضمانات دستورية ووطنية ودولية. ويضيف عبد الحكيم أن تحقيق هذه الرؤية «مرتبط بالحوار والتفاهم والتوافق، وفي إطار الدستور السوري، وفي دولة سورية موحدة». أما فؤاد عليكو فقد عدّ أن شرط التوصل إلى هذا الهدف هو التوافق الوطني وليس الفرض والنهج الأحادي.
من جانب آخر، هاجم المسؤولان حزب الاتحاد الديمقراطي الذي سيطر على المناطق الكردية «بسلاح النظام» الذي يستقوي به ليفرض هيمنته على المناطق الكردية. أما علاقة الحزب و«وحدات حماية الشعب الكردي» التي تحظى بدعم عسكري من الولايات المتحدة الأميركية، فإنها «علاقة استخدام؛ إذ سينتهي دور الحزب مع رحيل النظام واندحار (داعش)». كذلك ندد المسؤولان بالتنسيق والتعاون العسكري بين النظام و«وحدات حماية الشعب»، وبممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي «استغله» النظام واستفاد هو من النظام، ودعمه ليفرض هيمنته على المناطق الكردية.
بيد أن المجلس الوطني الكردي الذي يؤكد أنه موجود في المناطق الكردية وليس في الخارج، يمد يد التصالح لصالح مسلم شرط أن يفك تحالفه مع النظام وينضم إلى الثورة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.