لبنان: بري يطرح مبادرة مزدوجة لحل أزمتي التشريع وقانون الانتخاب

أمهل الفرقاء حتى نهاية الأسبوع لإعطاء موقفهم النهائي منها

لبنان: بري يطرح مبادرة مزدوجة لحل أزمتي التشريع وقانون الانتخاب
TT

لبنان: بري يطرح مبادرة مزدوجة لحل أزمتي التشريع وقانون الانتخاب

لبنان: بري يطرح مبادرة مزدوجة لحل أزمتي التشريع وقانون الانتخاب

خصص رئيس المجلس النيابي، نبيه بري، الجلسة السابعة عشرة لهيئة الحوار الوطني يوم أمس (الأربعاء)، لبحث أزمتي التشريع وقانون الانتخاب، طارحا مبادرة «مزدوجة» تقضي وبشكل أساسي بإعادة النظر في الاتفاق الضمني السابق بين القوى السياسية على عدم جواز إقرار قانون الانتخاب قبل إتمام الاستحقاق الرئاسي.
وبحسب الفرقاء الذين حضروا جلسة الحوار، فقد طرح بري انعقاد هيئة مكتب مجلس النواب على أن تضع جدول أعمال اعتمادا على مبدأ «تشريع الضرورة»، ويلحظ بشكل أساسي بند قانون الانتخاب، فإذا وافقت القوى السياسية على هذا الأمر تنعقد جلسة للهيئة العامة يتم خلالها إعادة ترتيب الأولويات، خصوصا أن هناك اتفاقا سابقا على عدم إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية قبل إجراء الانتخابات الرئاسية، فإذا تم التراجع عن هذا الاتفاق تصبح الفرصة مواتية لإقرار قانون الانتخاب وإطلاق عجلة العمل التشريعي مجددا.
ويُعارض النواب المسيحيون بشكل خاص تفعيل عمل مجلس النواب في ظل استمرار الشغور الرئاسي منذ مايو (أيار) 2014، لاعتبارهم أن ذلك من شأنه أن يطيل أمد الفراغ ويوحي بأن مؤسسات الدولة قادرة على مواصلة عملها بغياب رئيس للبلاد. وفيما يتمسك حزب الكتائب بهذا الموقف، يبدي التيار الوطني الحر والقوات مرونة في هذا المجال، مشترطين أن يكون قانون الانتخاب بندا رئيسيا على جدول أعمال أي جلسة مرتقبة لمجلس النواب.
وفي حين أكّد المعاون السياسي لبري وزير المال علي حسن خليل حرص رئيس المجلس النيابي على «الميثاقية التي كرسها خلال كل ممارساته»، دعا القوى السياسية إلى التفكير في الصيغة التي طرحها لعقد جلسة تشريعية. وقال لدى خروجه من جلسة الحوار: «لم نسمع في الجلسة رفضا أو تحفظا حول هذه النقطة. وما قيل إننا لن نجيب الآن، ولهذا أعطى الرئيس بري فرصة لعدة أيام قبل تحديد خطواته».
من جهته، شدّد وزير الاتصالات بطرس حرب على أن «أي تدبير يمكن أن يتم اللجوء إليه لتفعيل عمل مجلس النواب، لا يجوز أن يؤدي بالنتيجة إلى تشجيع من يعطل نصاب انتخاب رئيس الجمهورية، وبالتالي يعطيه مجالا للتمادي في تعطيل هذا الانتخاب»، واصفا صيغة الحل التي طرحها بري بـ«العقلانية التي توفق بين الموقفين»، وأضاف: «لكن البعض يرفضها، باعتبار أنه إذا كان المجلس اتخذ قرارا بعدم بت قانون الانتخابات قبل انتخاب رئيس الجمهورية، وهذا هو موقفي أيضا، فلا يجوز أن نمنع على رئيس الجمهورية حقين أساسيين، حق رد القانون، وحق طلب إعادة النظر فيه مرة ثانية في مجلس النواب، وتاليا حق مراجعة المجلس الدستوري في قانون بأهمية قانون الانتخابات».
أما النائب في كتلة ما يسمى «حزب الله»، علي فياض، فأوضح أن بري سينتظر حتى نهاية الأسبوع الحالي، ليتسلم ردود القوى المختلفة على المبادرة التي طرحها التي تربط ما بين موضوعي تفعيل العمل التشريعي، وإمكانية أن يتضمن جدول الأعمال قانون الانتخابات، بهدف بته والتصويت عليه داخل الهيئة العامة، لافتا إلى أنّه وفيما يتعلق بقانون الانتخابات «فالمواقف لا تزال متباعدة، وليس هناك من مؤشر لإمكانية الاتفاق على الأقل». وأضاف: «الجلسة كانت فرصة لعرض القانون الذي تقدمت به اللجنة النيابية الخاصة المكلفة به، وقد أبدت القوى الحاضرة ملاحظاتها وأعادت التذكير بمواقفها، لكن لا أستطيع أن أتحدث عن أي تقدم في اتجاه إمكانية التوافق في هذا الموضوع الذي لا يزال موضع خلاف والقوى لا تزال تتمسك بمواقفها».
من جهته، بدأ رئيس التيار الوطني الحر، ووزير الخارجية جبران باسيل، مغردا خارج إطار المحادثات التي تمت خلال جلسة الحوار، إذ رد على سؤال عن موقف تياره من طرح بري قائلا: «لم نتفق على شيء، ونحن برأينا أن المشكلة هي مشكلة مساواة وعدالة بين اللبنانيين، وهي أبعد بكثير من مؤسسة ومن موقف، فموقف العدالة بين اللبنانيين انتفى».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.