القاهرة ترفض انتقادات أممية بشأن قضية التمويل الأجنبي

كيري يؤكد للسيسي التزام بلاده بدعم استقرار مصر.. وتعزيز العلاقات

الرئيس السيسي لدى استقباله وزير الخارجية الأميركي جون كيري بحضور سامح شكري وزير الخارجية المصري في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
الرئيس السيسي لدى استقباله وزير الخارجية الأميركي جون كيري بحضور سامح شكري وزير الخارجية المصري في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT

القاهرة ترفض انتقادات أممية بشأن قضية التمويل الأجنبي

الرئيس السيسي لدى استقباله وزير الخارجية الأميركي جون كيري بحضور سامح شكري وزير الخارجية المصري في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
الرئيس السيسي لدى استقباله وزير الخارجية الأميركي جون كيري بحضور سامح شكري وزير الخارجية المصري في القاهرة أمس (إ.ب.أ)

جدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس في القاهرة، التزام بلاده بدعم استقرار مصر وتعزيز العلاقات معها. فيما أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا رفضت فيه انتقادات المتحدث باسم سكرتير عام الأمم المتحدة للمحاكمة الجارية لعدد من منظمات المجتمع المدني في قضية «التمويل الأجنبي»، مؤكدة أنها «تدخل في عمل القضاء».
وترفض مصر باستمرار انتقادات أميركية ودولية لأوضاع حقوق الإنسان بها، مؤكدة أنها «حريصة على الاهتمام بأوضاع حقوق الإنسان» فيها، مع ضرورة وضع الظروف الأمنية التي تعيشها البلاد في الاعتبار.
وقام وزير الخارجية الأميركي جون كيري بزيارة سريعة إلى القاهرة أمس، استغرقت عدة ساعات، التقى فيها الرئيس السيسي، وذلك بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن السيسي رحب بوزير الخارجية الأميركي، مؤكدًا على العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة، كما أعرب عن حرص مصر على الارتقاء بالتعاون الثنائي مع الولايات المتحدة على كافة الأصعدة.
وأشار الرئيس المصري إلى أهمية تعزيز التنسيق والتشاور بين البلدين، بما يمكنهما من مواجهة مختلف التحديات، لا سيما في ضوء ما تتعرض له منطقة الشرق الأوسط في الوقت الحالي من توتر واضطراب.
ونقل المتحدث الرسمي عن كيري تأكيده خلال اللقاء على «التزام الولايات المتحدة بدعم استقرار مصر وتعزيز العلاقات معها»، باعتبار أن «مصر تعد شريكًا هامًا لبلاده، وأن الولايات المتحدة تدرك أهميتها ودورها المحوري في المنطقة، باعتبارها ركيزة أساسية للسلام والاستقرار»، وفقا لما جاء في البيان.
كما أكد وزير الخارجية الأميركي حرص بلاده على مساندة مصر من أجل التغلب على ما تواجهه من تحديات أمنية أو اقتصادية، مشيرًا إلى اهتمام الإدارة الأميركية بدعم الجهود المصرية في مجالي التنمية الاقتصادية ومكافحة الإرهاب.
ولفت كيري النظر إلى أهمية العمل على دفع وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بما يُحقق مصالح الجانبين، بالإضافة إلى زيادة التنسيق مع الجانب المصري حول القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأوضح يوسف أن اللقاء تناول سُبل تعزيز التعاون الثنائي بين الدولتين على مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية، كما تطرق اللقاء إلى آخر المستجدات بالنسبة للأزمات التي يمر بها عدد من دول المنطقة، ولا سيما تطورات الأوضاع في ليبيا وسوريا، فضلاً عن الجهود الإقليمية والدولية التي تُبذل من أجل التوصل إلى حلول سياسية، تؤدي إلى استعادة السلام والاستقرار بتلك الدول والمنطقة بأكملها.
من جهة أخرى، انتقدت مصر التصريح الصادر عن الأمم المتحدة بشأن قضية التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني، مشددة على رفضها أي تصريحات تتدخل في عمل القضاء، حيث أعربت وزارة الخارجية في بيان أمس عن رفض مصر لأي بيانات، أو تصريحات من شأنها أن تتدخل في عمل القضاء المصري، خاصة في حالة إطلاقها قبل ساعات من التاريخ المحدد لانعقاد الجلسة الخاصة بالنظر في القضية.
وكانت محكمة جنايات القاهرة قد استأنفت أمس نظر طلب هيئة تحقيق قضائية بمنع عدد من الحقوقيين، بينهم جمال عيد، وحسام بهجت، وأسرهم من التصرف في أموالهم على خلفية التحقيقات التي تجرى بشأنهم في قضية تتعلق بتلقيهم تمويلا أجنبيا. وقد قررت المحكمة تأجيل نظر القضية إلى جلسة 23 مايو (أيار) المقبل.
ويواجه المتحفظ على أموالهم اتهامات «تتعلق بتحصيل كميات كبيرة من الأموال من جهات أجنبية وخارجية على نحو مخالف لأحكام القانون، بمبلغ يزيد على مليون ونصف مليون دولار أميركي».
وقالت الأمم المتحدة في بيان أصدرته أول من أمس إن الأمين العام بان كي مون يتابع عن كثب الإجراءات في قضية التمويل الأجنبي، مشددا على أنه من الضروري أن تتاح للمتهمين الفرصة للاستفادة من جميع الإجراءات القانونية والمعايير الدولية للمحاكمة العادلة.
ورد المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد قائلا إن «البيان في مجمله لا يضيف جديدا يستحق التعليق»، مشددا على أنه «من غير المقبول تضمين البيان إيحاءات بأن المتهمين ربما لا يمنحوا حقهم في الاستفادة من إجراءات ومعايير التقاضي العادلة». واعتبر إصدار مثل تلك البيانات «محاولة تستهدف التأثير على عمل القضاء المصري المستقل وترهيبه، وهو ما لا يتسق مع صلاحيات ومسؤوليات الجهة الصادرة عنها، وادعائها المستمر باحترام دولة القانون واستقلال القضاء».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.