ترامب وكلينتون يحققان فوزًا سهلاً في انتخابات نيويورك

معركة ساخنة الثلاثاء المقبل للفوز بتصويت خمس ولايات

المرشحة الديمقراطية المحتملة هيلاري كلينتون ترحب بمؤيديها مساء أول من أمس في مانهاتن بولاية نيويورك (أ.ف.ب)
المرشحة الديمقراطية المحتملة هيلاري كلينتون ترحب بمؤيديها مساء أول من أمس في مانهاتن بولاية نيويورك (أ.ف.ب)
TT

ترامب وكلينتون يحققان فوزًا سهلاً في انتخابات نيويورك

المرشحة الديمقراطية المحتملة هيلاري كلينتون ترحب بمؤيديها مساء أول من أمس في مانهاتن بولاية نيويورك (أ.ف.ب)
المرشحة الديمقراطية المحتملة هيلاري كلينتون ترحب بمؤيديها مساء أول من أمس في مانهاتن بولاية نيويورك (أ.ف.ب)

حقق كل من المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، فوزا كبيرا في الانتخابات الأولية بولاية نيويورك مساء أول من أمس. وحصل ترامب، الذي لا يزال متصدر قائمة الحزب الجمهوري، على نسبة 60 في المائة من مجموع الأصوات، رافعا عدد المندوبين إلى 845.
وجاء المرشح الجمهوري جون كاسيك، حاكم ولاية أوهايو، في المرتبة الثانية بعد فوزه بـ25.1 في المائة من الأصوات، رافعا عدد المندوبين إلى 147. فيما تراجع السيناتور تيد كروز إلى المرتبة الثالثة، وحصل على نسبة 14.5 في المائة من إجمالي الأصوات ومجموع 559 مندوبا. ويتواصل الجدل حول فوز ترامب المتواصل واقترابه من الرقم السحري، أي 1237 مندوبا، وهو الرقم المطلوب للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري له لخوض الانتخابات العامة.
وفي المعسكر الديمقراطي، وجهت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ضربة قاسية إلى منافسها السيناتور بيرني ساندرز بفوزها في نيويورك (مسقط رأس كلا المرشحين)، مما مهد لها الطريق بصورة أكبر للفوز بترشيح الحزب.
وعادت كلينتون بفوزها في نيويورك لتحقيق الانتصارات، بعد خسارتها في خمس ولايات أمام منافسها بيرني ساندرز، حيث استطاعت كلينتون الفوز بنسبة 57.9 في المائة من عدد الأصوات بولاية نيويورك، رافعة بذلك عدد المندوبين إلى 1893 مندوبا، في حين وصل إجمالي المندوبين الذين حصل على تأييدهم الديمقراطي الآخر ساندرز إلى 1180.
ويعد هذا الفوز هو الأول لكلينتون منذ 22 مارس (آذار) الماضي، حيث خسرت أمام منافسها الوحيد أصوات ولايات هاواي وأيداهو ويوتا وواشنطن وويسكونسن ووايومنيغ. وجاء الفوز ليلة أول من أمس (الثلاثاء)، ليشكل لها خطوة مهمة في تأمين الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي.
وكانت استطلاعات الرأي قد توقعت فوز رجل الأعمال الملياردير دونالد ترامب في نيويورك التي تعد مسقط رأسه، ويملك فيها عدد كبير من المشروعات، كما توقعت فوز هيلاري كلينتون في مسقط رأسها نيويورك التي كانت تمثلها في مجلس الشيوخ لمدة ثماني سنوات، وتملك فيها قاعدة انتخابية واسعة. وكلا المرشحين (ترامب وكلينتون) له علاقات عميقة مع وول ستريت ومجتمع الأعمال الضخم في مدينة نيويورك.
وبعد إعلان النتائج، قال دونالد ترامب، في مؤتمر صحافي بأحد أبراجه التي يمتلكها في نيويورك: «لقد كان أسبوعا جميلا في ولاية نيويورك انتهى بانتصار عظيم، وهذا دليل على أن الناس في هذه الولاية مميزون حقا. ولا أعتقد بأن هناك مكانا أفضل للانتصار من نيويورك».
وأشار ترامب إلى أنه ما زال عند وعوده التي أطلقها سابقا، وقال إن «نيويورك لديها مشكلات مثل الولايات الأخرى، من بينها الوظائف التي تم شغلها بغير الأميركيين. سأعمل على منع ذلك، وستعود تلك الوظائف إلى الشعب الأميركي. كما سنعمل على إعادة بناء الجيش، ليصبح أفضل وأقوى من السابق. ولا أحد سيستطيع العبث معنا.. بالإضافة إلى أننا سنقوم بالتخلص من برنامج أوباما للرعاية الصحية، وسيتم تشييد الجدار العازل على الحدود لمنع تدفق المهاجرين غير النظاميين». وأنهى ترامب خطابه بعبارته المعتادة «سأجعل أميركا عظمى مرة أخرى».
من جانبها، أعربت هيلاري كلينتون عن شكرها لأهالي نيويورك، مؤكدة أنها ستقف دائما معهم. وقالت في خطابها بعد الفوز: «شكرا نيويورك، فقد ثبت اليوم أنه لا يوجد أفضل من المكان الذي ينتمي الشخص إليه. لقد شاركت حملتي الانتخابية في جميع أنحاء أميركا في الجنوب والشمال والشرق والغرب، ولكن نيويورك شيء آخر بالنسبة لي.. إنه أمر شخصي فأهالي نيويورك دائما يقفون خلفي، وأنا دائما سأقف معهم. فشكرا لكل شخص صوت لي اليوم، إنني ممتنة لثقتكم بي ودعمي لأن أكون رئيسة للولايات المتحدة الأميركية».
وتباهت كلينتون كونها الوحيدة بين المرشحين الحاصلة على أكبر عدد من الأصوات، وقالت: «أريد أن أقول للمصوتين بأن دعمكم الكبير جعلني المرشح الأعلى عددا في الأصوات بين مرشحي الحزبين الديمقراطي والجمهوري بأكثر من 10 ملايين صوت حتى الآن».
ووعدت هيلاري بالمضي قدما في تحقيق أهداف حملتها حال فوزها بالانتخابات، من بينها مواجهة الاحتباس الحراري، والمطالبة بأن تحصل النساء على دخل مساو لما يتقاضاه الرجال. وقالت: «تحت أضواء نيويورك، تعلمنا (..) كيفية حل المشكلات. وهذا ما يجب علينا فعله لوطننا وأطفالنا غدا. سيجد الآباء وظائف جيدة وكبار السن تقاعدا آمنا».
وأضافت: «نعرف أن هناك أشخاصا ما زالوا يعانون من المشكلات في أميركا، لكنني مؤمنة بأن هناك حلولا مرضية، وسأعمل على تطوير الحياة للمجتمع».
وهاجمت كلينتون المرشحين الجمهوريين دونالد ترامب وتيد كروز، واصفة بعض الأفكار التي ينشرانها بالخطيرة، من بينها معاملة المسلمين على أنهم مجرمون. وقالت: «لعل هذه من أصعب الانتخابات في حياتنا المعاصرة، حيث إن دونالد ترامب وتيد كروز يتبنيان أفكارا غير جيدة وليست في صالح أميركا.. من بينها رفض زيادة معدل الرواتب، وعدم تمكين المرأة من اتخاذ قرارها في الضمان الصحي، بالإضافة إلى وعودهم بطرد ملايين من المهاجرين، وتهديد ومنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، ومعاملة المسلمين على أنهم مجرمون. تلك الأمور تقف ضد كل شيء تؤمن به أميركا، ونحن لدينا وجهة نظر أخرى.. وهي أننا نؤمن بأن يساعد كل منا الآخر، وليس العمل على إسقاط بعضنا الآخر».
وبدأ المرشحون مساء أول من أمس بتفعيل حملاتهم الانتخابية في ولايات بنسلفانيا، وديلاوير، ورود إيلاند، وماريلاند، وكونيتيكت، حيث من المقرر عقد الدورة المقبلة من الانتخابات التمهيدية.
وتتمتع كلينتون بشعبية كبرى في ولايتي بنسلفانيا وميريلاند، ويقول المحللون إن فوزها يوم الثلاثاء المقبل سيزيد من الضغط على ساندرز للخروج من السباق، خصوصا أنه - رغم انتصاراته في عدد من الولايات - لا يستطيع منافسة كلينتون في عدد أصوات المندوبين، وبصفة خاصة المندوبين «السوبر» من قادة الحزب الديمقراطي.
ويبلغ عدد المندوبين للحزب الجمهوري في الولايات الخمس 118 مندوبا، بينما يصل العدد بالنسبة للحزب الديمقراطي إلى 384 باعتبارها ولايات تضم عددا كبيرا من المؤيدين الديمقراطيين.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.